الشيخ كمال حمزة حلبي : الحكومة صادرت للطائفة العربية الدرزية منذ قيام الدولة مئات الاف الدونمات في الجليل والكرمل .
آلاف البيوت في القرى الدرزية مهددة بأوامر الهدم .
الحكومة طرحت 10 مخططات لمصادرة أراضي المنصورة والجلمة .
علينا أن ندعم القيادة الروحية ونعطيها مصداقية وثوابت لمواجهة التحديات .
.jpg)
موقع سبيل
اللجنة الشعبية للدفاع عن أراضي الكرمل خاضت نضالا ً مشرفا ً منذ تأسيسها وخاصة ً في السنين الأخيرة ، من أجل تثبيت الأرض والدفاع عن مصالح أصحابها ، كما خاضت اللجنة نضالا ً حاسما ً من أجل الدفاع عن قضايا تخص الطائفة الدرزية في عدة مجالات مثل نضال المجالس المحلية الدرزية وقضية أبناء أبو قاسم من بيت جن الذين صدر بحقهم قرار مجحف بهدم بيوتهم وزجهم في السجن وفرض غرامة مالية باهظة عليهم لبنائهم بيوتا ً " دون ترخيص " على أرض يملكونها أبا ً عن جد ومسجلة بأسمائهم في الطابو .
عن هذه القضايا وقضايا اخرى تشغل بال الطائفة الدرزية في اسرائيل استضفنا الشيخ كمال حمزة حلبي ، رئيس اللجنة الشعبية للدفاع عن أراضي الكرمل وأجرينا معه هذا اللقاء :
.jpg)
سؤال : شيخ أبو صالح كمال حمزة حلبي ، اللجنة الشعبية للدفاع عن أراضي الكرمل التي ترأسها ، متى تأسست ومن تضم في صفوفها ؟
جواب : اللجنة الشعبية تأسست قبل حوالي 12 سنة عندما اكتـُشفت مؤمرات مصادرة الأرض في أم الشقف والزرّاعة للمحمية الطبيعية " بارك الكرمل " ، وعقدنا اجتماعا ً كبيرا ً في حينه وألفنا اللجنة وكنت أنذاك عضوا ً فيها ومن ثم رئيسا ً لها . تتألف هذه اللجنة من كل شرائح المجتمع في دالية الكرمل وعسفيا ممثلة ً من مشايخ ومهندسين ومحامين وأصحاب الأراضي من كل الطوائف . واللجنة في تجدد مستمر من ناحية الأعضاء والانتماء اليها واللجنة تضم في صفوفها حوالي 50 عضوا ً من شيوخ وشباب وأصحاب أراضي .
.jpg)
سؤال : أراضي الكرمل التي تناضلون من أجل تثبيتها ، هل لك أن تشرح لنا عن ماهيّة هذه الأراضي ومساحتها وأين تقع ؟
جواب : نحن نعمل اليوم على تثبيت ما تبقى لنا من أراض ٍ " طابو " بعد أن صادرت السلطة مئات آلاف الدونمات للقرى الدرزية عامة ً وعشرات الآلاف من الدونمات من عسفيا ودالية الكرمل حيث كان أهالي هاتين القريتين يملكون 72 ألف دونم وتبقى لهم منها 14 الف دونم فقط .
ما تبقى لنا من أراض ٍ في الدالية وعسفيا من الجهة الغربية هي المتنفس الاستراتيجي لمستقبلنا ولمستقبل أولادنا والأجيال القادمة وهي أراضي أم الشقف غربا ً وفي عسفيا الزرّاعة حتى مقام الست " خضرة " رضي الله عنها .
.jpg)
سؤال : هل صادرت الحكومة هذه الأراضي ولماذا ؟
جواب : هذه الأراضي معرضة للمصادرة ونحن نعمل للتصدي لمخطط المصادرة بكل الوسائل المتاحة لدينا من أجل منع المصادرة وحماية أراضينا وأملاكنا.
أما في منطقة المنصورة والجلمة سهل دالية الكرمل وعسفيا فقد طرحت الحكومة حوالي 10 مخططات لمصادرة هذه الأراضي المتبقية لنا لخط سكة الحديد ، عابر اسرائيل ، وأكبر مفترق طرق في المنطقة الشمالية ، وتوسيع نهر المقطع ، وشارع 70 ، وأعمدة كهرباء للضغط العالي وخط الغاز وكل هذا على أراضينا فقط للمصادرة . وهذه المشاريع جميعها في أراضي دالية الكرمل وعسفيا وتستثني أراضي المستوطنات اليهودية المجاورة .
.jpg)
سؤال : هل نجحتم في منع الحكومة عن قرارها في مصادرة الأرض ؟ وأين وصلتم في القضية ؟
جواب : بالنسبة لقضية المنصورة والجلمة هناك بعض الحلول التي اقترحتها اللجنة الشعبية على الحكمومة مع بعض الوزراء والشيخ موفق طريف ، الرئيس الروحي للطائفة الدرزية ولغاية الآن هناك وعود من جانب الحكومة وأكاذيب وتضليل فقط .
لغاية الآن لم ننجح في ردع الحكومة عن تنفيذ مخططاتها وهي تقوم بأساليب مراوغة وزرع اسفين بين أصحاب الأرض وانتهاج سياسة " فرّق تسد ".
.jpg)
سؤال : للجنة نشطات أخرى موازية للنضال من أجل تثبيت أراضي الكرمل ، هل لك أن تفصل لنا أهم القضايا التي تخوضها اللجنة ؟
جواب : نشاطات اللجنة الشعبية للدفاع عن أراضي الكرمل متشعبة وتقوم بأعمال جبارة لتثبيت الأرض منها : أولا ً ترميم عين أم الشقف وارجاع الناس الى حرث أراضيها وتسييجها وبناء المخازن الزراعية فيها ومد خطوط المياه الى الأراضي هناك ، وبناء مقام الست " سارة " ، في نهاية حدود أراضينا ومقام الست " خضرة " في عسفيا في منطقة الزرّاعة .
وفي إطار عمل اللجنة الشعبية نقوم بتنظيم فعاليات كثيرة منها تقديم اعتراضات للمحاكم الاسرائيلية ومنها القيام بمظاهرات ومسيرات الى الأراضي المعدة للمصادرة. وأقمنا خيمات اعتصام في المنصورة والجلمة وأم الشقف ردا ً على سياسة المصادرة التي تنتهجها الحكومة بحقنا .
.jpg)
سؤال : الطائفة الدرزية تمر في مفترق طرق اذ هناك الكثير من الزعماء والقيادات ، إن كان على الصعيد الديني أو السياسي أو الاجتماعي ، غير أن هذه القيادات لا تتعاون مع بعضها والطائفة تعاني من تفكك وتشرذم ، ما رأيك في هذا الكلام ؟
جواب : أجل ، الطائفة الدرزية تمر في مفترق طرق وللأسف الشديد فإن القيادات في الطائفة مختلفون فيما بينهم على الزعامة والكراسي والمصالح الشخصية ، ومن رأيي علينا أن ندعم القيادة الدينية ونعطيها مصداقية وثوابت لمواجهة التحديات ومؤازرتها وليس بالعكس ، لأن الموقف خطير ومحرج وينبغي العمل بيد واحدة وبإتحاد من أجل مصلحة كافة ابناء الطائفة العربية الدرزية لأن السلطة تقف لنا بالمرصاد.
سؤال : هناك 4 أعضاء كنيست دروز ، هل هؤلاء يتجاوبون معكم في قضية الدفاع عن الأرض والى أي مدى قاموا بمساعدتكم في نضالكم العادل ؟
جواب : أطلب من اعضاء الكنيست العرب الدروز أن يقفوا سوية ً متحدين في قرار واحد بلا خجل ومن غير محسوبيات وأن يرفعوا صوتهم عاليا ً ضد الاجحاف بحق الطائفة العربية الدرزية وضد مصادرة الأراضي والتفرقة والتمييز والعنصرية ، وبامكان هؤلاء أن يطرحوا مشاريع قوانين تصب لمصلحة طائفتهم واجبار احزابهم على التصويت لاقرار هذه القوانين الا أنهم – أي أعضاء الكنيست – لا يفعلون ذلك خوفا ً من أسيادهم.
سؤال : لقد تم في أحد الاجتماعات الشعبية الإعلان عن تشكيل لجنة قطرية للدفاع عن أراضي القرى الدرزية والترخيص والبناء ، هل لك أن توضح هذه القضية ؟
جواب : تشكلت لجنة قطرية للدفاع عن الأراضي والمسكن للقرى الدرزية بعد أن تعرضنا لقرار المحكمة بهدم بيوت أبناء أبو قاسم من بيت جن وقمنا بعقد اجتماعات مع اللجنة الشعبية هناك لنقف معا ً موقفا ً موحدا ً ولجنة مشتركة من الجليل الى الكرمل للتصدّي للهجمة الشرسة التي تنتهجها السلطة بحقنا وضرب حقوقنا عرض الحائط . وقمنا بتشكيل لجنة قطرية تشمل جميع القرى الدرزية هدفها الدفاع عن أراضي كافة القرى وعدم المس بالبيوت غير المرخصة . وهذه اللجنة هي سقف للجان من جميع القرى تضم في صفوفها محامين ومهندسين ومشايخ يعملون تطوعا ً من اجل صيانة حقوقنا .
سؤال : في ظل هذه الظروف الصعبة التي تمر بها الطائفة الدرزية ، كيف ترى المستقبل ؟ هل أنت متفائل بالنسبة لحل مشاكل الطائفة؟
جواب : للأسف انا لست متفائلا ً على الرغم من حبي للتفاؤل وذلك للأسباب التالية :
في القرى الدرزية نرى اليوم الاجحاف من قبل الحكومة وهضم للحقوق وعدم التطور والتقدم وانهيار البنية التحتية وعدم توفر ميزانيات التطوير بحجج مختلفة وعدم وجود خرائط هيكلية في جميع القرى وتقليص مناطق النفوذ . ومقارنة ً بالوسط اليهودي فهناك المناطق تتوسع ونرى نهضة عمرانية ومسطحات بناء وتطوير وصناعة وسياحة وزراعة ، الأمر الذي لا نراه عندنا ، بل نرى عندنا انقطاع المياه والبطالة وتدني مستوى التربية والتعليم وعدم امكانية المجالس في دفع رواتب الموظفين ، وما الى ذلك من مشاكل لا تبشر بالخير. وفي وضع كهذا كيف لي أن أكون متفائلا ً .
وأخيرا ً أتوجه الى الطائفة العربية الدرزية لرص الصفوف والوحدة والاتحاد لان الله سبحانه وتعالى سيحاسبنا اذا تخاذلنا أو تآمرنا على مصالح طائفتنا واذا كانت هناك وحدة واتحاد سنصل الى هدفنا المنشود بعونه تعالى.
شكرا ً لك وموقع سبيل يتمنى لكم وللجنة الشعبية للدفاع عن أراضي الكرمل النجاح في الأهداف التي وضعتموها من أجل ضمان حقوق أبناء عسفيا ودالية الكرمل والطائفة المعروفية جمعاء.
