إنّ ما حدث في مدرسة قاسم غانم الشّاملة اليوم الاثنين من شجار عنيف تعدّى الخُطوط الحمراء وشارك فيه غالبيّة الطُّلّاب يدعو إلى الاشمئزاز والأسف الشّديدين، وهذا الشّجار المُؤسِف الّذي بلغ العُنفُ فيه أوجه، إن دلّ على شيء فهو يدلّ على المستوى الأخلاقيّ المرفوض على المستوى الإنسانيّ، فقد أشارت الفيديوهات الّتي صوّرها البعض ونُشِرَت وتناقلها الأهالي عبر الهواتف النَّقّالة إلى مدى تهوّر وتورّط أولادنا في المدرسة من حيث لجوئهم للعنف المنبوذ، وما حدث ما هو إلّا وصمة عار إن دلّت على شيء فهي تدلّ على خلل في التَّربية الّتي يتحلّى بها الطُّلّاب الّذين يحتاجون إلى توجيه أفضل في التّربية من الأهالي أوّلًا ومن ثمّ من المسؤولين عن سلك التّعليم.
وما حدث يدعو إلى القلق الشّديد، كون المدرسة تعرّضت إلى تخريب ممتلكاتها، بالإضافة إلى الاعتداء السّافر من قِبَل بعض الطّلّاب على المُعلّمين وإدارة المدرسة الّذين حاولوا فض الشّجار وتهدئة الخواطر. وفي هذه الحالة يبدو أنّ الطُّلّاب الّذين مارسوا العُنف المرفوض فقدوا السّيطرة على أنفسهم ولم يردعهم لا ضميرُهم ولا رجاءُ مُعلّميهم ومُديرُهم فقاموا بالاعتداء حتّى على من أوكِل بتربيتهم في المدرسة.
فالأسف كلّ الأسف على هذا التّصرُّف الأرعن وفي مثل هذه الحالة وما وصلنا إليه يدعو إلى التّفكير الشّديد بإعادة النّظر في طُرق التّربية الّتي ينهلها هؤلاء الطّلّاب من الأهالي اولا ومن ثمّ من القائمين على تربيتهم في المدارس.
ويظلّ للمسؤولين في هذا البلد واجب اتّخاذ العِبَر وعمل شيء يمنع تكرار مثل هذا العمل المؤسف، وفي مثل هذه الحالة من الأفضل أن تقفل المدرسة أبوابها إلى إنذار آخر كي تستُخلص العِبَر.