جاءنا من الناطق الرسميّ للاتّحاد القطريّ للأدباء الفلسطينيّين الشاعر علي هيبي: دُعينا لامسية مميّزة مع نسمات الخريف الدافئة وهدير أمواج بحر عكّا ووسط حضور جمهور نوعيّ لافت من أعضاء الملتقى وأعضاء الاتّحاد وضيوف من عكّا ومنطقتها، يوم الجمعة الفائت الموافق لِ 17/11/2017، في مقرّ نادي الفنار بعكا القديمة . حاءت الدعوة بالتنسيق بين ملتقى الفنار العكي للأدب والفن والثقافة والاتحاد القطري للادباء الفلسطينيين – الكرمل احتفاءً بالشاعر أسامة ملحم وديوانيْه الجديديْن: "كطاوي ثمان" و "الرساؤلات" محور تلك الأمسية الأدبيّة المفعمة بالشعر والفنّ.
ويشار إلى أنّ الناشطة الثقافيّة وعضو ادارة الملتقى السيّدة سهير نحّاس قد تولّت العرافة وبأسلوب جذّاب وهادئ ولياقة عالية افتتحت بتحيّة الحضور والشاعر المحتفى به والمشاركيْن، وفي المداخلات النقديّة المربّي والباحث رياض مخّول، عضو الاتّحاد والكاتب سعيد نفّاع الأمين العام للاتّحاد، كما حيّت حضور الفنّان والموسيقي الكرمليّ عماد فرّو. وقد تطرّقت في كلمتها إلى إنتاج الشاعر وعدّدت مراحل مسيرته الأدبيّة وإصداراته، والتي بلغت ثمانية إصدارات شعريّة وأدبيّة مختلفة، إلى جانب إصداره لمجلّة "ميس" الثقافيّة.
ويجدر الذكر أنّ الشاعر المحتفى به قد استهلّ الأمسية بقراءات شعريّة من ديوانه "كطاوي ثمان"، كان من بينها قصائد: المتوجّس وحبل الرحيق وعلى باب المعسكر، وفي الفقرة النهائيّة شكر الشاعر ملحم حضور الأصدقاء المحتفين به وشكر ملتقى الفنار العكي والاتّحاد القطريّ للأدباء، ومن ثمّ قرأ مجموعة قصائد من ديوانه الثاني "الرساؤلات" منها قصائد: اللصّ والكلاب وخبز الكفاف ورساؤلة.
ويشار إلى أن غلاف " كطاوي ثمان " من إبداع الفنان رسام الكاريكاتير ابن النيل أسامة أبو صبا وغلاف الرساؤلات للفنانة التشكيلية المهلاوية حنان ملكاوي .
وكانت المداخلة الأولى للكاتب سعيد نفّاع، فنوّه بما في شعر أسامة من إبداع وتمرّد يدلّ دلالة قاطعة على شاعريّة مفعمة بالوطنيّة والشفافيّة، وعن نفسيّة قلقة تعاني هموم الحياة السياسيّة والاجتماعيّة ككل فلسطينيّ عاش آثار النكبة والتمزّق واليأس أحيانًا، وقد أشار إلى مضامين الديوان المملوءة بالحبّ والتمسّك بالأرض التي لا بديل عنها كوطن، يصبو الشاعر إلى إعادة تكوينه من جديد. وتطرّق نفّاع في كلمته التي مثّل فيها الاتّحاد القطريّ للأدباء، تطرّق إلى سرد تاريخ الاتّحاد وسيرورته ونشاطاته المتعدّدة على المستوى الرسميّ والشعبيّ.
وتناولت عريفة الحفل السيدة نحاس في الفقرة الثانية المجموعة الشعرية الجديدة التي حملت اسم 'الرساؤلات' ، اذ بحثت حول ظاهرة التسمية لغوياً وأسهبت "ان الرساؤلات تحوي دمجا لغويا بين كلمتي رسائل ومساءلات, ومهما بلغ من تساهلنا نحو هذه الظاهرة فإننا لا نملك إلا أن نلاحظ أن هذا النوع من النحت بدأت تتقبله اللغة العربية . ففي معرض التمثيل على هذه الظاهرة التي تشكِّل إسهاماً "لا يستهان به في حقل العلم والثقافة لأنه يساعد على إيجاد المصطلحات والتعابير الاصطلاحية المقابلة او المكملة" . لم يجد الدكتور الديداوي، صاحب هذا الرأي، سوى ثلاثة امثلة في العربية هم "الأعدقاء" ("الأعداء" + "الأصدقاء") و ("فَشِحَتْ" "فشلت" + "نجحت") و ( "المتشائل") الذي جاء به إميل حبيبي. وها هو شاعرنا اسامة يضيف مصطلح الرساؤلات كمورفيم او كظاهرة تحليلية لتطور اللغة وفقاً لحاجات ابداعية استوقفته في طرح تساؤلٍ بصيغة رسالةِ شعرٍ حر " .
أمّا المداخلة الثانية فكانت للباحث المربّي رياض مخّول، وبإسهاب تناول تجربة الشاعر في ديوان "الرساؤلات"، فأشار إلى ظاهرة النحت في العنوان، ومن ثمّ تطرّق للمضامين التي تكشف معاناة الشاعر من خلال تساؤلاته التي لا تنتهي، ونوّه بالمستوى الفلسفيّ والأسلوب القصصيّ الذي يعيدنا به الشاعر من خلال التناصّ إلى الماضي ليعبّر عن هموم الحاضر، كما أشار إلى المستوى اللغويّ المحدث عند الشاعر، فاللغة عنده ليست مجرّد مفردات وجمل بل هي لغة مشبعة بالصور الموحية والمشرقة بالغضب والثورة برغم الإحساس بالانكسار واليأس والتشتّت.
وكذلك شارك بالأمسية الفنّان عماد فرو من دالية الكرمل، فقدّم أغنية من ألحانه وكلمات الشاعر زياد شاهين، ومن ثمّ غنّى بعض أغنيات المطرب فريد الأطرش والمطربة أمّ كلثوم. ويشار إلى أنّ للفنّان فرو الكثير من الألحان والأغاني تصل إلى 150 أغنية، منها مجموعة أغان للأطفال.
وقد أهدت العريفة السيدة سهير نحاس المحتفى به الشاعر أسامة ملحم مفاجأة هي مداخلة صوتية مسجلة بثت في الامسية من الناقد السوريّ الشيوعيّ زكريا محمد السقّال صديق المحتفى به تناول فيها شعر أسامة النضاليّ من أجل بوّابة الحلم "فلسطين" ودوام الأمل بالعودة والحياة في ربوعها.