جاءنا من الناطق الرسميّ للاتّحاد القطريّ للأدباء الفلسطينيّين – الكرمل الشاعر علي هيبي: في أمسية خريفيّة صافية وأجواء حميميّة دافئة ووسط حضور نوعيّ وكميّ لافت، غصّت يوم الجمعة 8/12/2017 قاعة المكتبة، في مدرسة عرعرة الثانويّة بجمهور كبير من أهالي عارة وعرعرة ومنطقة وادي عارة وضيوف من الأعضاء البارزين في الاتّحاد القطريّ للأدباء الفلسطينيّين، جاؤوا من قرى ومدن المثلّث والجليل، وبحضور رئيس المجلس المحليّ السيّد مضر يونس ونائبه السيّد غازي قاسم وبحضور مدير المدرسة الثانويّة المربّي خضر عقل وطواقم المدرسة ووالديّ الشاعرة وذويها وأصدقائها، وأصدقاء من الأدباء منهم جمعيّة نور الأمل ومديرها السيّد إياد زرعيني والأديبة نهاية داموني والكاتب محمّد علي سعيد والكاتب ناجي ظاهر، جاؤوا خصّيصًا لحضور الأمسية الأدبيّة، حيث تمّ الاحتفاء بإصدار جديد للشاعرة معالي مصاروة، هو ديوانها الثاني بعنوان "تراتيل المنفى"، ولتكريمها على مسيرة إبداعها الأدبيّ عامّة، ويذكر أنّ للشاعرة ديوانًا أوّل صدر سنة 2011 بعنوان "خطوات أنثى"، كان باكورة إبداعها الشعريّ، وبه شقّت طريقها إلى مملكة الشعر المقدّسة، ولها مجموعة من المقالات والخواطر نشرت في الصحف والمجلّات المحليّة والعربيّة.
وقد تولّى عرافة الأمسية الشاعر علي هيبي واستهلّها بمقدّمة حول القدس وقرار الرئيس الأميركي المستنكر دوليًّا والمرفوض فلسطينيًّا وعربيًّا ودوليًّا، ودعا الفنّانة الواعدة آية محاميد لقيادة الحضور في غناء جماعيّ لنشيد "موطني"، ومن بعد أن حيّا الحضور وشكر اهتمامهم، تابع كلامه حول الشاعرة وديوانيْها، مشيرًا إلى جوانب القوّة التعبيريّة ومواطن الجمال في شعر المحتفى بها، وأشاد بالتعاون الثقافيّ وبهذا النشاط بالذات، بين الاتّحاد والمجلس المحليّ والمدرسة الثانويّة في عرعرة.
وكانت الكلمة الترحيبيّة الأولي لرئيس المجلس المحليّ السيّد مضر يونس، فحيّا فيها المحتفى بها وجمهور المشاركين، وخصّ بالذكر أعضاء الاتّحاد القطريّ للأدباء الفلسطينيّين، الذين يهتمّون بمثل هذه الفعاليّات، التي تعود بالفائدة والمتعة، ثمّ دعا الشاعرة إلى مزيد من العطاء والإبداع.
ومن ثمّ تكلّم مدير المدرسة الثانويّة المربّي خضر عقل، فأشاد بدوره بالمجهود الذي يبذله الاتّحاد القطري للأدباء الفلسطينيّين وبمدى سعادته بمعالي مصاروة، طالبته التي أصبحت شاعرة مبدعة، يشار إليها ببنان التقدير والإعجاب، ودعا إلى مزيد من الفعاليّات التثقيفيّة والأدبيّة في المدارس، فامتزج في كلمته جلال العلم الرصين بجمال الأدب الجميل.
أمّا كلمة الاتّحاد فألقاها الأديب والمربّي مفيد صيداوي، الذي سرد تاريخ الاتّحاد منذ تأسيسه ومدى انخراطه في العمل الميدانيّ في المدارس العربيّة وإقامة الندوات والأمسيات الثقافيّة والأدبيّة في القرى والمدن ورعايته للأدباء وإنتاجهم وإصدار مجلّته الفصليّة "شذى الكرمل".
ومن ثمّ عُرض شريط مصوّر، اُستعرضت فيه مسيرة معالي الشاعرة والمربّية والأديبة، عبر محطّات ونشاطات شاركت فيها على طول مسيرتها التعليميّة والإبداعيّة، ممّا أثرى الأمسية بالكثير من المعلومات المجهولة عن الشاعرة.
وفي قسم المداخلات النقديّة تناول د. بطرس دلّة ديوان الشاعرة الجديد بالنقد والتحليل وأشاد بلغة الناقد الموضوعيّة إلى مواطن الجمال جزالة التعبير والإيحاء الذي ينبعث من الصور الشعريّة التي وظّفتها الشاعرة للتعبير عن معاناتها الفنيّة والحياتيّة وعن تمرّدها على التقاليد التي تكبّل حريّة الإنسان.
أمّا د. صالح عبّود فتناول في مداخلته بعض الجوانب الموضوعيّة في شعر معالي، وأشاد بقدراتها التعبيريّة وموضوعات شعرها الذاتيّة والوطنيّة والإنسانيّة، ومن ثمّ ألقى قصيدة "فلسطين" من ديوانها الجديد.
وبعودة على الغناء والموسيقى، عادت الواعدة آية محاميد وبرفقة الفنّان ماهل وهبة، ابن دالية الكرمل وهو عازف على العود والبزق ومدرّس للتكنيك الشرقيّ على العود، فقدّما قصيدة " رحيق الوتر" من كلمات الشاعرة المحتفى بها، بأدّاء رائع وصوت رقيق وعزف انساب مع الكلمات العذبة والهادئة.
وكذلك شارك بالأمسية الشاعر الزجّال شحادة الخوري من "أبو سنان" بوصلة زجليّة جميلة صوّر فيها حالتنا السياسيّة والاجتماعيّة بين الماضي التليد والحاضر الحزين، ثمّ تلته طالبة المدرسة الثانويّة في عرعرة الواعدة أمل عقل وبإلقاء فريد قرأت قصيدة "إلى أرضي" من ديوان الشاعرة "تراتيل المنفى".
وكانت كلمة عروس الأمسية الشاعرة المتميّزة معالي مصاروة مسك ختام الاحتفال، وبهدوئها ورقّتها المعهودة وبقدراتها وشعرها وصوتها الوقور وتمرّدها المبدع، قدّمت وبشكل شاعريّ تصويرًا لمعاناة الكتابة ومدى المشقّة التي يبذلها الشاعر حين يكتب ليوصّل مضامينه وتجاربه للمتلقّين، ومن ثمّ شكرت كلّ من شارك وأسهم، ولو بالقليل في إنجاح هذه الأمسية الرائعة، ثمّ قرأت وبإلقاء مخمليّ رقيق ثلاث قصائد متنوّعة من ديوانها الجديد.
وفي فقرة تقديم الدروع والهدايا الرمزيّة قام الأستاذ خصر عقل وبرفقة الطالبة تبارك أبو شيخة وطاقم العمل في المدرسة بتقديم درع رمزيّ للشاعرة شهادة على تقديرها ومكانتها، وكذلك فعل الاتّحاد القطريّ للأدباء الفلسطينيّين – الكرمل، فقام الكاتب سعيد نفّاع الأمين العامّ للاتّحاد والشاعرة فيروز محاميد عضو الاتّحاد بتقديم درع نيابة عن أعضاء الاتّحاد تقديرًا لنشاط معالي وإبداعها، وقدّم كثيرون لها باقات من الورد. ويشار إلى أنّ الشاعرة فيروز محاميد هي مصمّمة لوحة غلاف الديوان.
ويجدر الذكر أنّ الأمسية قد حظيت بتغطية إعلاميّة واسعة من قبل المواقع الألكترونيّة، برز من بينها موقع الإعلاميّ رائف حجازي من مدينة طمرة.