أعلنت سيكوي، الجمعية العربية اليهودية لدعم المساواة والشراكة في البلاد، بأنها وفي أعقاب حملتها ضد الإعلانات العنصرية التي تضع الخدمة العسكرية كشرط للقبول للعمل، تمكنت من التواصل مع عدد من الشبكات والشركات وممارسة الضغوط عليها، ما جعلها تلتزم بإزالة هذه الإعلانات.
وفي أعقاب نجاحها هذا، نشرت سيكوي بيان جاء فيها: "بفضلكم، صنعنا التغيير! في أعقاب الفيديو وحملة سيكوي ضد لافتات "مطلوب عمال بعد الجيش"، تلقينا بلاغات كثيرة منكم حول اعلانات كهذه، وعملنا على ازالتها. هذه الاعلانات غير قانونية وتؤدي إلى التمييز التشغيلي بحق المواطنين العرب المعنيين بالبحث عن عمل، كما وتساهم بخلق أجواء اقصائية في الفضاء العام. بفضل مشاركاتكم والصور التي ارسلتموها، تمكنا من احداث تغييرات على أرض الواقع: توجهنا إلى المصالح ذات الصلة وأبلغنا مفوضية المساواة بفرض العمل.
وأشارت سيكوي إلى عدد من هذه الشبكات والمصالح التجارية، ومنها: شبكة زيبرا، شبكة كولومبيا، شبكة جاليتا، كافيت، شابو آرت، وباولينج بكريون، زيبرا ، كولومبيا، بيوتي كير.
وأكدت بأنه "في الوقت الذي ننتقد يه التميز والاقصاء القائمين تجاه المواطنين العرب ، يهمنا أن نشير أيضا إلى النجاحات- كي نتذكر بأن التغيير ممكن وبامكاننا أن نبني هنا معا مجتمعا مشتركا بالفعل."
ودعت الجمهور الواسع إلى مواصلة التعاون معها حتى يوضع حد لهذه الظاهرة المرفوضة، ودعت كل من يشاهد اعلانا يتضمن شرط أداء الخدمة العسكرية التي التواصل معها عبر موقعها الالكتروني أو صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك إلى التواصل مع المفوضية للمساواة بفرص العمل.
من الجدير بالذكر أن حملة سيكوي هذه، كانت قد أثارت زوبعة إعلامية في شبكات التواصل الاجتماعي، اذ تم نشر فيديو قصير للمحامية حنان مرجية، مركزة المرافعة والمشاريع في قسم المجتمع المشترك في سيكوي، وحظي الفيديو بنحو مئتي ألف مشاهدة، وألوف التعقيبات.
وتم نشر الفيديو في صفحة "ماكو" وأرفق بمقالة قصيرة لمرجية موجهة إلى المجتمع الإسرائيلي وجاء فيها: "مطلوب عمال بعد الخدمة في الجيش"، هل تعرفون هذا الاعلان، الذي قد يبدو طبيعيا جدا ونخاله، أحياناً، معلقا في أي دكان؟
"والآن، احكوا لي عما تفكرون به عند مشاهدة اعلان كهذا؟ نحن نعرف بالضبط، ما الذي يقوله اعلان كهذا. واضح أنه لا علاقة له بالتجربة، بالجيل أو بالوظيفة. نحن لسنا ساذجين ونعرف أن هذا الاعلان موجه إلينا مباشرة. ربما، أنتم لم تنظروا بهذا الشكل للموضوع، وربما أيضا أنكم لا تستوعبون الأمر.
"لكننا نحن، المواطنون العرب، نفهم الرسالة جيدا. فقد تعلمنا القراءة ما بين السطور وندرك بأن المقصود من اعلان "مطلوب عاملة بعد الجيش" هو بأن "هذه الوظيفة غير موجهة للعرب"، لكن بصياغة أقل حدة، فلهذا يتم التذرع بالجيش لأن هذه الصياغة قد تبدو أسهل، لكنها هي أيضا غير قانونية.
"تخيلوا أنفسكم تبحثون عن عمل ثم تكتشفون بأنه لا فرص لكم بالتقدم لوظيفة ما كونكم يهود. ضعوا أنفسكم للحظة مكان شاب أو صبية عرب، يبحثان عن عمل كبائع في دكان للملابس أو كنادلة في مقهى. وقبل أن تدخلوا من الباب تدركون بأنكم غير مرغوب بكم!
"والآن لنكن واضحين: من الواضح أن القضية ليست قضية اعلان العمل فحسب، إنما المشكلة بأن الحيز العام في اسرائيل يتجاهلنا ولا يرانا حتى عن بعد متر واحد. أنا مواطنة مثلكم بالضبط، لكنني شفافة وغير مرئية. لا أرى لغتي على اللافتات ولا في السينما ولا في أي مكان تقريبا. كما أنكم لن ترونا على الأغلب عبر التلفاز ولن تسمعونا من خلال الراديو. رغم أننا نشكل 20% من المواطنين- إلا أنكم تتعاملون معنا وكأننا غير موجودين.
"بالامكان تغيير هذا الوضع، بامكاني أنا وأنتم أن نعيش في واقع أكون فيه مساوية لكم بالفعل. هكذا، قد يكبر أبناؤكم مع خوف أقل من الشعب الآخر. ففي المرة القادمة، فكروا جيدا عندما ترون في الاعلان الكلمات التالية: مطلوب عاملة بعد الجيش!