غيّب الموت، فجر اليوم السبت، الفنانة ريم بنا، بعد صراع طويل مع مرض السرطان.
ونعت عائلة ريم فقيدتهم الراحلة في بيان جاء فيه: "أبناء الراحلة بيلسان، قمران، أورسالم، ووالدتها زهيرة صباغ ، وشقيقُها فراس وآل بنا و صباغ ،وأصدقاؤها ومحبوها وأبناء الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده ، ينعون ببالغ الحزن والأسى رحيل محبوبتهم الغالية ، الفنانة والمناضلة، ريم جميل بنا عن عمر يناهز الـ51 عاما، متممة واجباتها الوطنية والانسانية تجاه شعبها الفلسطيني وكل المظلومين في العالم".
وأضاف البيان: "سيُسجى جثمانها الطاهر في قاعة الروم الأرثوذكس ابتداءً من الساعة الثانية من ظهر اليوم السبت 24/3/2018، ومن ثم سيشيع جثمانها إلى مثواه الأخير، في الساعة الرابعة مساء من ساحة العين في الناصرة إلى مقبرة اللاتين".
وكانت عائلة ريم، أصدرت بيانا يوم الإثنين الماضي، ونقلت فيه، عن بنّا قولها: "بدي أحضر للمشروع الجاي... ألبوم جديد وجولة عروض".
وقالت العائلة إن ريم "تقاوم الوعكة المستجدة ببطولة أسطورية كما عودتكم طوال الأعوام التسعة الماضية، لا بل صرّحت، بالأمس، أنها تخطط للمشاريع الفنية القادمة وجولة عروض".
وأضاف البيان: "جميعنا، عائلتها وأبناء صفها وأصدقاؤها، نحيطها بالحب والرعاية والمتابعة ونطمئنكم بأنها صامدة لا تتزحزح عن حبها للحياة ولفلسطين التي أعطتها كل ما تمتلك من طاقات لرفع قضاياها وقضايا شعبها".
وريم بنّا فنّانة وملحّنة من مواليد الناصرة في الجليل، وهي، أيضًا، ناشطة من أجل الحرية، أحبّت الغناء منذ صغرها حيث شاركت في العديد من المهرجانات الوطنية والتراثية. وهي من مواليد 1966، واشتهرت بغناءها الملتزم، واعتبرت رمزا للنضال الفلسطيني، وهي إبنة للشاعرة الفلسطينية المعروفة زُهيرة الصباغ.
أُصيبت بمرض السرطان منذ تسعة سنوات، وأعلنت توقفها عن الغناء في 2016.
تخرّجت من المعهد العالي للموسيقى في موسكو، وتخصّصت في الغناء الحديث وقيادة مجموعات غنائيّة، ولها 10 ألبومات، هي حسب ترتيب إصدارها: "جفرا"، "دموعك يا امّي"، "الحلم"، "قمر أبو ليلة" - ألبوم للأطفال، "مكاغاة" - ألبوم للأطفال، "وحدها بتبقى القدس"، " المذود" مع الجوقة النرويجية سكروك، "تهاليل من محور الشر" (مشاركة مع فنّانين عالميين معروفين)، "مرايا الروح" الألبوم مرفوع إلى كل الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين والعرب في السجون الإسرائيلية، "لم تكن تلك حكايتي" مع الملحن الدانماركي هنريك كويتس. الألبوم مرفوع إلى الشعب اللبناني والفلسطيني، "مواسم البنفسج" أغاني حب من فلسطين، "نوّار نيسان" أغاني أطفال مُهداة إلى الأطفال الفلسطينيين اللاجئين، "صرخة من القدس" بالمشاركة مع فنّانين فلسطينيين، "تجلّيات الوَجْد والثورة" توزيع موسيقي وإنتاج الفنان العالمي Bugge Wesseltoft.
وتتميّز أغاني وألحان ريم بنّا بأسلوب موسيقيّ وغنائيّ خاص بها، فأغانيها مستمدّة من وجدان الشعب الفلسطيني، من تراثه، تاريخه وحضارته.
وتقول بنّا عن موسيقاها، إنها والألحان، "نابعة من صلب القصيدة وروافدها ومن الإحساس بإيقاع الكلمة، ويأتي التزاوج بين الكلمة واللحن بالأغاني العذبة التي تحملنا إلى سماء فلسطين ومنها إلى العالم".
ومن أبرز الأنماط الغنائيّة التي انفردت بتقديمها ريم، هي التهاليل التراثيّة الفلسطينيّة التي تميّزت بأدائها والتصقت باسمها.
وتُعاني بنا منذ عام 2009 ومن سرطان الثّدي، نجحت في هزيمته، وتعاني منذ عامين من شلل بالوتر الصوتي الأيسر كان يفقدها صوتها نهائيًا.