موقع سبيل
في كتابه الجديد المعنون "الخيار الأسمى ومشاهد حياتية"، الصادر في شهر تشرين الأول الجاري، أراد الأديب والباحث الأردني حنا ميخائيل سلامة نعمان أن يحفز الخواطر الساكنة في عالمٍ غيـَّبت المصالح والأطماع وعبادة الذات فيه موازين الحكمة والعقلانية، هذا العالم الذي تحكم إنسانه الأنا وتـُسيـِّره اللذات الزائلة، وزخارف العصر الزائفة.
وقد ضمَّ الكتاب بين دفتيه موضوعاتٍ تهدف إلى أن يكون خيار الناس في المجتمعات كلها: المحبة والخير والتعاضد واحترام كرامة الإنسان لأخيه الإنسان بصرف النظر عن عقيدته وأصله ولونه وجنسه. فمن موضوع غنيٍّ بعنوان "الخيار الأسمى" إلى "فلنعمل من أجلهم ولخيرهم إنهم المستقبل" إلى "المحرضون على الشر أناس نقصهم الحب" إلى مقياس الحب أن تحب بلا قياس" إلى "الصبر والحلم" إلى "علامَ التعادي لاختلاف ديانة؟" وغيرها من الموضوعات الحياتية القيـَّمة التي تقرب الناس بعضهم إلى بعض.
ولقد بثَّ المؤلف الذي كان أغنى المكتبة العربية بكتابين حول الظواهر المجتمعية: "مرصد الظواهر وقبس الخواطر" و "ناقوس الظواهر وريحان الخواطر" ما اختزنته ذاكرته وما احتوته مدوناته على مدى سنواتٍ كثيرةٍ من خواطر وحكم وأمثال وروائع شعرية تمثل مشاهد نابضة بالحياة، إلى جانب ومضات روحية تقطر عسلاً سماوياً يغذي النفس فيحيـيها. وقد وصف الأستاذ الدكتور محمود السمرة الكتاب بعد اطلاعه عليه بأنه: "عملٌ ناجحٌ بامتياز". أمّا الدكتور خالد الجبر أستاذ النقد العربي فقد علـَّق بكلمةٍ عذبةٍ جاءت على متن الكتاب قال فيها: "لم أجد فيما قرأته من تجليات الحكمة في هذا الكتاب غيرَ معنىً واحد فاضت به عقولٌ متـنوعة ترفدها قلوبٌ تتوحد في البحث عن الحقيقة، هو ذوب الإنسان حينما يجسد بديعَ صنعِ الله: حنا ميخائيل سلامة، صاحب التوقِ البديع الغامر، والقلب الوسيع العامر، والذوق الرفيع الآسر".
