هبت عاصفة اجتماعية خطيرة في جبل الدروز وبين دروز اسرائيل على هامش مقابلة تلفزيونية اجريت قبل قرابة الشهر مع الشيخ موفق طريف الرئيس الروحي للطائفة الدرزية كشف خلالها ان دروز اسرائيل قاموا بجمع تبرعات مالية تفوق العشرين مليون دولار وارسالها الى ابناء الطائفة الدرزية في سوريا خلال منذ بداية الحرب فيها.
من المعروف انه على مدى سنوات الحرب السورية قامت جميع القرى الدرزية في اسرائيل والجولان بجمع تبرعات مالية عن طريق الخلوات وبطرق اخرى ويتم ارسالها الى دروز سوريا بواسطة المجلس الديني والشيخ موفق طريف ، الذي كان يقوم بتسليمها هناك الى اشخاص من القيادة الدينية والاجتماعية وفي الفترة الاخيرة الى سواس الخلوات في كل قرية وقرية حسب قائمة اسماء القرى وبمقابل وصل تسليم واستلام يتم توقيعه من مقبل مستلم المبلغ المالي.
في اعقاب هذه العاصفة قامت صحيفة المنبر الحر التي تصدر في جبل الدروز في العدد 17 في 342018 بنشر تقرير عن الموضوع مع سماحة الشيخ يوسف جربوع والذي اُعِد منذ اكثر من 20 يوما حيث وضح سماحة شيخ العقل بعض الملابسات حول قضية الأموال التي اثيرت منذ فترة بسبب فيديو لسماحة الشيخ موفق طريف الرئيس الروحي للطائفة الدرزية في اسرائيل .
وهذا ما جاء في صحيفة المنبر الحر ونص المقابلة :
في ظل الظروف الراهنة للأزمة السورية ساند أهلنا في الأراضي المحتلة الجولان وفلسطين الشعب السوري معنويا و ماديا بشكل كبير ولكن ظهور تصريحات سماحة الشيخ طريف على مواقع التواصل الاجتماعي كان له وقع صدى على أبناء سوريا بالعموم ومحافظة السويداء بالخصوص مما آثارت تلك التصريحات شكوك أبناء المحافظة ، ونحن بدورنا قمنا بتنظيم لقاء مع سماحة الشيخ يوسف جربوع شيخ عقل طائفة المسلمين الموحدين الدروز ،لاطلاعنا على الحقيقة وقطع الشك باليقين .
حيث أكد لنا سماحة شيخ العقل (يوسف جربوع ) بأنه:
في 6/1/2014 وصل لنا مبلغ بقيمة 300 الف دولار تكلف مشايخ العقل الثلاثة بالإشراف عليه وتم تشكيل لجنة لدراسة آلية توزيع المال على المحافظة ككل حيث تم الاجتماع بمنزل الشيخ منصور جزان في بلدة قنوات حيث قامت اللجنة بتصريف جزء من المبلغ الى العملة السورية علما أن سعر صرف الدولار كان في عام 2014 يعادل 150ليرة سورية.
واضاف انه جرى توزيع المال على كل قرية حسب عدد السكان وطبعا هناك إيصالات من اللجنة موقعة من امين الفرقة والمختار وسايس المجلس ووجيه البلدة ،وهذه الإيصالات محفوظة في اللجنة وبمعرفة مشايخ العقل .
واشار الى انه وصل مبلغ ثاني أيضأ بقيمة 300الف دولار و تم تشكيل لجنة أيضأ تحت إشراف المشايخ وتوزيعه أيضا على القرى ضمن كشوف وايصالات .
واكد انه بشكل خاص لم يصلنا اي مبلغ لكن بعد فترة تم إعلامنا أن هناك بعض الأهالي وصلها مبالغ بالتنسيق مع الأهالي بالأراضي المحتلة وهذه المبالغ جمعت من أهل لأهل وهناك اطلاع على كيفية جمعها ،فالمعظم باع من أرضه والآخر من مصاغه وتم التقديم بكل تفاني وعطف كما خرجوا بمظاهرات في الأراضي المحتلة وهتفوا للوقوف الى جانب الدولة السورية وطالبوا بالتبرع للشعب السوري وخصوصا محافظة السويداء
واوضح انه عندما جمعت المبالغ تم تكليف اشخاص لإيصالها الى السويداء ضمن المحافظة دون التشاور مع مشايخ العقل حيث تم إرسال المبالغ تحت شقين الأول خاص الخاص من شخص لقريبه او من عائلة الى عائلة ،والشق الآخر عام وهو المبلغ الذي كلفنا به وهذا المبلغ كما ذكرنا سابقا لم يتجاوز ال 600الف دولار لمحافظة السويداء وهذا المبلغ الذي كان بمعرفتنا حيث تصرفت به اللجنة ،وما تبقى من نفس المبلغ قسم على مشايخ العقل الثلاثة حوالي المائة الف دولار لكل شيخ وفق سعر الصرف انذاك ،ولكن هذه المبالغ كما صرح سماحة الشيخ (جربوع) ليست لأنفسهم ولكنها تحت تصرفهم من أجل العمل الخيري وتخفيف العبء عن الأهالي في المحافظة .
ولفت سماحة الشيخ (جربوع) الى أن ضمن دورهم بالعمل في المركز الخيري لعين الزمان تم استثمار المبلغ لأنه حسنة دائمة عن أهلنا في الجولان وفلسطين ،مضيفا سماحته (ونحنا ما بنقدر نوفي فضلهم لأنه كان عطاء كبير )وكما أن هناك أشخاص تبرعت من قلة ؛ فكان لهم حسنة دائمة من خلال إقامة مركز صحي يعالج الناس بشكل مستمر حيث بلغت تكلفة بنائه أربع وعشرون مليون ليرة سورية ،فكل علاج لمريض لهم مشاركة بمعالجته وهذه هي الحسنة الدائمة .
كما اكد أننا حاولنا ان نوازن توزيع هذا المال لأنه كما قيل( وزع البحر بيتوزع) ولكن اذا استثمرناه بشكل يعود بالفائدة على المستحقين بشكل أفضل ،فكان لدينا مساهمة بعمليات جراحية بملايين الليرات ، كما كان هناك أيضا مساهمة بموضوع ساحة سمارة وسقفها وذلك بعد الإجماع ضمن اجتماع عقد لها اضافة الى بناء مكتبة في مقر دار الطائفة وجزء كبير كان من المال المكلف به انا حيث بلغت كلفة اشادة تلك المكتبة حتى تاريخه ما يزيد عن عشرين مليون ليرة سورية .
كما أكد سماحة الشيخ جربوع ،بأن ذلك المال لم يأت إليهم بشكل خاص و لا نقبل ان نصرفه على أنفسنا بل استثمرناه لعمل الخير ليكون حسنة دائمة عن أهلنا في الجولان وفلسطين المحتلة حيث جاء هذا المبلغ لصرفه في اوجه الخير للمحتاجين لذلك فقد حاولنا قدر الامكان ان يتم صرفة بشكل منظم كي لا نفقد قيمته والهدف المرسل من اجله.
وأشار سماحته الى انه في بداية الأزمة تم دراسة صندوق التكافل الاجتماعي للطائفة دراسة أكاديمية ولكن هذا المشروع لم يرى النور بعد وعبر جمعية مقام عين الزمان الخيرية حاولنا تطبيق النظام الأكاديمي لهذا الصندوق في التصرف بالمبلغ المذكور السابق.
وعلى ضوء ذلك التصريح وما رأيناه بأعيننا نقطع الشك باليقين بأن ذلك المبلغ المذكور سابقا قد أستخدم بالمكان والشكل المناسب المنظم ضمن العمل الخيري.
والجدير بالذكر أن مقام عين الزمان يقدم المعونات من خلال وقف مدينة السويداء وليس من خلال هذه الأموال .
وفي نهاية اللقاء طالب سماحة الشيخ يوسف جربوع من باب المصداقية والشفافية مع الناس بكافة الكشوفات للمبالغ التي ارسلت من قبل الشيخ طريف ليتم متابعتها والتحقق من صرفها بالشكل الصحيح مع ذكر التواريخ والأسماء.