تتلون وجوه البشر احيانًا ومنها الجميلة ونكتشف بمعدنها وجوهرها وجوهًا مشوهة ...
من أجل المصالح تتغير كلُّ نفوس البشر.
تزوج شاب من فتاة وبعد الزواج سافر وغاب مدة طويلة ،
الفتاة لم تعد تتحمل ان عمله لا يسمح له بالعودة لعدة سنوات وكان هناك له اخ يسكن معهم ومع اهله
وتعودت الزوجة ان تطلب منه حاجتها ببعض الأمور.
ومرت ايام وشهور...
شعرت الزوجة انه ينقصها اشياءٌ اكثر من المال والرفاهية فبدأت تشعر بوحدة قاتلة وكل ليلة تشعر على وسادتها بالحنان لأحضان زوجها ...
بدأت تشعر بان فراشها يحتاج للدفء
وأن غايتها ليست فقط المال ومراسلته والكلمات...
هناك حاجات تنقصها وفراغ عاطفي يقتلها...
ويومًا بعد يوم بدأ تناغم بينها وبين شقيقه
فبدأ الحب يناديهما ورغبتهما ببعضهما قد خرقت الحواجز وقانون الاخلاص
واشتعلت بينهما النار ولهيب العشق فالحب احيانًا يفقدنا العقل والسيطرة على بعض التصرفات
ولا نشعر الا وقد وقعنا بمكائد الحب والرغبة...
وحصلت الأمور التي لا يجب أن تحصل وبدأت الفتاة تشعر اذا تكلم زوجها اولم يتكلم بالنسبة لها أن الأمر عادي هناك بديل غير حياتها وملأ عليها وحدتها...
وحصل ان تغيرت كل مشاعرِها نحو زوجها...
وكل مرة يتصل بها تخلق له اعذارًا بتأخرها عنه واحيانًا لا ترد على اتصالاته،
وكان زوجها يعتبر الأمر انه بسبب عدم قدرته على المجيء ويضع لها الاعذار ...
وبعد اربع سنوات قرر العودة لفترة اجازة
وعند وصوله لم يرَ لاحبًّا ولا شوقا لرؤيته كأنه شخص غريب عنها وكان هناك نفور منها لم يشعر بحرارة لا بسلامها ولا بكلامها ...
هل يبدو ان عشقها قد انساها الحدود والقانون والالتزام بحق زوجها !!!
وبفترة اجازته لاحظ أن كل شيء تغير وكان زوجُها لا تنقصه الحنكة والذكاء ولديه نظرة ثاقبه بكل شيء يدور من حوله رغم المدارات بالتصرفات لكن مشاعره وإحساسه اجتمعت من كل نظرة او تصرف من كل لمسة رآها من زوجته وأيقن أنه يوجد شخص غيَّرَ عقلها وقلبها فكلما حاول التقرب منها تصده وتختلق الاعذار لعدم لمسها وجلس يفكر بربط الاحداث
ويتساءل ما الذي حصل ؟
" لماذا زوجتي اصبحت بركانَ غضب عندما اخي نظر لفتاةٍ بالمطعم ؟
ولماذا ونحن في حفلة خطوبة ابن عمي كانت تنظر اليه وتراقب تحركاته ؟
ويرجع ويقول لنفسه لا لا ما هذه الافكار ! مستحيل !
وبعد يومين كان جالسًا هو وزوجته يشاهدان التلفاز ويحاول مراقبة تصرفاتها وهي لا تكلمه ولا تنظر اليه كأنه خيال جنبها ... وعيونها بهاتفها...
طلب منها ان تحضِّرَ له العشاء ...
وضعت هاتفها وذهبت للمطبخ
سمع صوتَ رسائلَ تصلها من خلال هاتفها المحمول ...
تردد كثيرًا في البداية ان يرى من يراسلها،
لكنه اصرَّ ان يعلم ما الذي تغير وأخذ يدور ويفتش عن الأسباب...
اقترب من الهاتف ...
امسكه بيده ووضعه...
تردَّدَ وفكر قليلًا بالأمر
ذهب اليها وقال لها اريد ان تحضري لي من امي الخبز الذي تصنعه " لا أريد هذا الخبز ...من فضلك !
وهي فرحت لهذا الطلب لترى حبيبها ومباشرةً دون تفكير ذهبت ونسيت حتى ان هاتفها بقي بالمنزل
وهنا كان الوقت مناسبًا لزوجها ليرى ما الرسائل التي تصل لهاتف زوجته...
وعندما فتح هاتفها بدأ يقلب بالأرقام والرسائل ...
وهنا كانت له الصدمة والألم من الكلمات التي قرأها ...
ماذا يفعل !!!
شعر ببركان يشتعل بداخلهِ وبنارٍ تأكله...
لكنه تمالك نفسه وخرج من المنزل...
وكان المطر يهطل بغزارة
والجو باردًا...
ذهب الى قبر ابيه الذي كان له الصديق وبيت اسراره والحضن الدافئ
جلس جوار قبره يشكو المه وحزنه ووجعه
ماذا يفعل لخيانة زوجته وغدر اخيه ؟
قرر على الفور ان ينفصل عن زوجته يطلقها ويهاجر دون عودة
والاخ عرف ان قصته انكشفت لأخيه الذي جلس لساعات طويلة
وفكر بالأمر
مقررًا الانفصال عن زوجته...
وضع امتعته وقرر الرحيل لأنه وجد البعد افضل له ولأخيه
ودَّع أمه بحرقة وألم
وحبس بقلبه الألم
وضمها اليه بكل قوه وقبل جبينها ويدها وطلب منها الدعاء الدائم له وطلب منها أن تذكره دائما بدعائها
واخبرها هذه المرة رحلته طويلة
وكلما اشتاقت اليه سوف يرسل يدعوها للقدوم اليه ولكنه لم يخبرها عن وجعه وألمه خوفا على صحتها.