النائب سعيد نفاع : كان هناك اتفاق مناوبة مشروط بين التجمُّع وعباس زكور ، لكن شرط التناوب في هذا الإتفاق لم يتم .
الاحتمال بأن يقدِّم المستشار القضائي للحكومة لائحة اتهام ضدِّي قائم.
غالبيَّة رؤساء السلطات المحليَّة الدرزيَّة هم خرِّيجو مدرسة " حلف الدم " .
كنت أود أن أرتاح من العمل السياسي لأتفرَّغ للعمل الأدبي .
موقع سبيل
النائب سعيد نفاع عن التجمع الوطني الديموقراطي هو كذلك رئيس " ميثاق المعروفيين الأحرار " ، محام ٍ بمهنته وكاتب له إصدارات كان آخرها كتابه الجديد " العرب الدروز والحركة الوطنيَّة الفلسطينيَّة حتى عام 1948 "
النائب سعيد نفاع نشيط اجتماعيًّا وسياسيًّا داخل الطائفة المعروفيَّة وعلى الحلبة السياسيَّة المحليَّة والدوليَّة قمنا بزيارته في مكتبه في شفاعمرو وأجرينا معه هذا اللقاء :
أبو علاء سعيد نفاع ، معروف عنك أنــَّك كاتب وتتعاطى الأدب بجدارة ولك إصدارات أدبيَّة وسياسيَّة كان آخرها كتابك الجديد " العرب الدروز والحركة الوطنيَّة الفلسطينيَّة حتى عام 1948 " ماذا تريد أن تثبت من خلال هذا الكتاب؟ وهل هو رد على توجهات معيَّنة داخل الطائفة الدرزيَّة ؟
العرب الدروز ومباشرة بعد النكبة وقيام دولة اسرائيل كانوا ضحيَّة لسياسة الدولة الجديدة لضرب موطن القوَّة الهام لدى الأقليَّة الفلسطينيَّة وهو وحدتها .
خدمة ً لهذا التوجه اتـُّخـِذَت ضدَّ العرب الدروز الكثير من الخطوات لضرب انتمائهم لدرجة أن أعيد كتابة تاريخهم ما قبل النكبة ومنذ أن بدأت الهجرات اليهوديَّة إلى فلسطين وساهم في إعادة هذا التغيير مؤرِّخون صهاينة ومؤرِّخون متصهينون ومنهم من العرب الدروز.
كان لا بدَّ من عرض تاريخ العرب الدروز الحقيقي وساعد في ذلك تكشــُّف الكثير من الوثائق التي كانت سرِّيَّة حتــَّى فترة قصيرة بحكم قوانين تقادم ، فيجيئ هذا الكتاب توثيقـًا لهذا التـَّاريخ من خلال المسيرة العامَّة للحركة الوطنيَّة الفلسطينيَّة .
الكتاب ليس رد تهمة ولكن اظهار الحقيقة التاريخيَّة أمام الدروز أنفسهم وبقيَّة شرائح شعبنا وأمَّتنا .
يقال حزبيًّا أنَّ التجمُّع الوطني الديموقراطي كان قد اتفق قبل الإنتخابات الأخيرة مع عبَّاس زكور على منحه عضويَّة في الكنيست من قبل التجمُّع بعد فترة معيَّنة من الإنتخابات والحديث يدور أن يكون سعيد نفاع هو المتنازل لزكور ، هل لك أن توضـِّح هذه القضيَّة ؟ وما هو موقفك ؟
كان هنالك اتفاق مناوبة وكان هناك ابداء استعداد منــِّي لتنفيذ هذا الأمر .
الاتفاق كأي اتفاق ذو شقـَّين فيهما يأخذ كل طرف على عاتقه التزامات مشروطة .
شرط التناوب في هذا الإتفاق لم يتم . ويبقى أنَّ الحزب وأي حزب هو سيادي في كل ما يتعلق بحياته فالكرسي طبعًا ليس ملكـًا شخصيًّا ويستطيع الحزب دستوريًّا أن يتصرَّف بالكرسي كيفما يشاء طبقــًا لدستوره . فمن الناحية الإتفاقيَّة لا وجوب للمناوبة .
بعض وسائل الإعلام تتناول أنَّ هناك قطيعة بينك وبين د . جمال زحالقة ، رئيس الكتلة في التجمُّع ، إلى أي مدى هذا الكلام صحيح ؟ وفي هذا السياق شارك النائبان زحالقة وحنين زعبي مؤخرًا في مؤتمر عـُقِدَ مع رئيس وزراء تركيا وأنت لم تسافر إلى هناك ، ما السبب ؟
لا توجد أي قطيعة بيني وبين د. جمال زحالقة ولا النائبة حنين زعبي . مثل هذا الكلام هو محاولة للإصطياد في المياه العكرة .
عينيًّا بالنـِّسبة للمشاركة في مؤتمر اسطنبول السِّياسي فالأمر الطبيعي أن لا تشارك كل الكتلة ، فهناك التزامات في الكنيست يجب أن يبقى من يتابعها . مؤخرًا اشتركت في مؤتمرين في الولايات المتــِّحدة الأمريكيَّة وحاضرت في العديد من مراكز الحوار هناك وكنت وحدي .
دُعيت للمؤتمر السَّنوي للجنة الأمريكيَّة العربيَّة لمكافحة التـَّمييز لمحاضرة حول: احتمالات وعوائق السَّلام الإسرائيلي الفلسطيني . كذلك دُعيت وشاركت في مؤتمر الجالية الدرزيَّة في شمال أمريكا قدَّمت فيه محاضرة عن أوضاع الدُّروز في اسرائيل . وفي مركز القدس والمركز العربي الأميركي للحوار وجمعيَّة الجامع في شيكاغو قدَّمت محاضرات عن أوضاع الأقليَّة الفلسطينيَّة في اسرائيل .
لقد قـُمْت َ بزيارة مع وفد المشايخ الدروز إلى سوريا في عام 2007 ، وفي أعقاب ذلك قامت الشرطة بالتحقيق معك ومع بعض أعضاء الوفد بحجة زيارة دولة معادية ، أين وَصَلـَتْ هذه التحقيقات وهل ثمَّة احتمال بأن يقوم المستشار القضائي للحكومة بتقديم لائحة اتهام ضدَّك ؟
الإحتمال قائم فقد وجه المستشار القضائي لي كتابـًا خطـِّيًّا في 16.12.08 عن نيَّته المبدئيَّة تقديم لائحة اتهام ضدِّي بشبهات السَّفر لدولة معادية ومساعدة آخرين في ذلك ولقاءات مع شخصيَّات سياسيَّة تـُعتبر حسب القانون الإسرائيلي عملاء أجانب .
في 26.3.09 أجرى المستشار القضائي معي جلسة استماع حضرها نيابة عنـِّي محامو " عدالة " كوني منتخب جمهور يحتـِّم القانون الإستماع لطعوني قبل القرار النـِّهائي وقد طلب المستشار القضائي تزويده بتكملة خطـِّيَّة للاستماع والتي قـُدِّمت من قبل "عدالة " في نهاية أيَّار 2009 وما زالت في انتظار قرار المستشار النـِّهائي.
محاولة وفد من مشايخ الطائفة الدرزيَّة بزيارة سوريا هذا العام باءت بالفشل ، ووُجهت ضدَّك اتهامات لكونك كنت ضد زيارة الوفد هذا العام بأنك كنت سبب هذا الفشل، ما تعقيبك على ذلك ؟
لم يَكن ذلك وفدًا ، إنـَّما مجموعة انتظمت تحت نيَّة زيارة سوريا . الوفد كلمة تطلق إن كانت المجموعة موفدة من قبل جسم وتمثـِّله .
أسباب فشل هذه المجموعة يعود لمن اتخذوا على عاتقهم تنظيمها كما جاء في البيان الذي أصدرته حينها حول الموضوع .
وحول الإتهامات بأنـِّي مسؤول عن فشل هذه المجموعة فقد قيل في الأدبيَّات الأخلاقيَّة والمذهبيَّة : " إنَّ بعض الظن إثمٌ " .
السلطات المحليَّة الدرزيَّة كانت قد وقعت على اتفاق مع الحكومة توخى البعض أن يؤدِّي إلى اخراج هذه السلطات من ضائقتها المالية ، هل ترى في هذا الإتفاق انجازًا أم فشلا ؟
أوَّلا هذا لم يكن إتفاقـًا وهو عبارة عن ورقة تحوي إطلاق وعود لا تعتمد على أي خلفيَّة دراسيَّة للأوضاع . وإذا كان الحكم على نتائج هو برهان فنحن نرى اليوم نتائج هذه الورقة منعكسة بأوضاع السلطات المحليَّة التي ما زالت على حالها ، إن لم تتفاقم أوضاعها أكثر .حتـَّى توقيع هذه الورقة جاء بشكل مريب ويتبيَّن أنـَّها كانت حُضـِّرت حسب التـَّاريخ الذي يحمل يومًا قبل التـَّوقيع ودون علم الرؤساء . فهل قبض عمَّال المغار مثلا رواتبهم ؟ وهل استطاعت المجالس الخاضعة لتوحيد ملفات في المحاكم دفع مؤخراتها ؟ وهل ... وهل ... ؟
في الآونة الأخيرة بتنا نسمع أصواتـًا تنادي بدمج منتدى السلطات المحليَّة الدرزيَّة والشركسيَّة في اللجنة القطريَّة للسلطات المحليَّة العربيَّة ، هل حسب رأيك يساهم مثل هذا الدمج في إيجاد الحلول لمشاكل السلطات المحليَّة الدرزيَّة ؟
أوَّلا هذا الأمر غير قابل للتفيذ فغالبيَّة رؤساء المجالس الدرزيَّة هم خرِّيجو مدرسة " حلف الدَّم " وغير قادرين على اتخاذ مثل هذا القرار .
كيف تنظر إلى وجود أربعة أعضاء كنيست من أبناء الطائفة الدرزيَّة في أربعة أحزاب مختلفة ؟ ، هل يوجد تعاون أو تنسيق بينكم فيما يخص قضايا الطائفة الدرزيَّة ؟
أوَّلا طرح الأمر بهذا الشكل هو مغلوط . لا يوجد أربعة أعضاء كنيست ، يوجد ثلاثة أعضاء يمثـِّلون السياسة السلطويَّة وإن اختلفت مواقعهم الحزبيَّة وبالمقابل يوجد عضو آخر يمثـِّل وجهة النظر الأخرى .
لو كانت حقوق العرب الدروز رهنـًا بوجود أعضاء كنيست دروز في الأحزاب الصهيونيَّة لكنـَّا نعيش اليوم في جنـَّات النـَّعيم . لم تخلُ الكنيست مرَّة من أعضاء دروز وقد صادرت أحزابهم %80 من أراضي الدُّروز ومستوى التـَّعليم بين الدُّروز في أسفل سلم التحصيل العلمي بناءً على التقارير الرسميَّة لوزارة المعارف. وفي قرانا آلاف وحدات السَّكن بدون ترخيص ويتعرَّض أصحابها للسِّجن كما حدث مؤخرًا في بيت جن والغرامات تصل إلى دخل عائلة متوسِّطة لتسع سنوات فالتـَّمثيل الحقيقي هو ليس تمثيل الأحزاب لدى المُنـْتـَخـِبين بل تمثيل المُنـْتـَخـِبين في الكنيست ، وبالحكم على النتائج يستطيع كل عاقل أن يستنتج النتائج .
في بعض القضايا المنسيَّة التي لا تتناقض مع سياسات الأحزاب السلطويَّة يوجد مثل هذا التعاون وليس فقط معهم إنــَّما مع الكثير من أعضاء الكنيست من الأحزاب المختلفة .
لقد قمت َ هذا الأسبوع بزيارة مروان البرغوثي في السِّجن ، هل تأتي هذه الزيارة في إطار علاقتك مع السلطة الفلسطينيَّة ؟ وكيف تقيِّم هذه الزيارة ؟
بتاتـًا ، ليست في نطاق علاقات مع السُّلطة الفلسطينيَّة إنـَّما من خلال جولات نقوم بها ، أعضاء الكنيست العرب بالأساس في لقاء الأسرى الأمنيِّين. اللقاء مع الأسير برغوثي دامَ أكثر من ساعتين تمَّ فيه سماع وإسماع وجهات النـَّظر في شتـَّى القضايا والمُلفت أنَّ سلطات السِّجن منعت إدخال كتابي " العرب الدُّروز والحركة الوطنيَّة الفلسطينيَّة حتـَّى عام 1948 " هديَّة للأسير البرغوثي .
على السَّاحة العربيَّة والدوليَّة يعرف أنَّ علاقتك مع وليد جنبلاط يمكن وصفها بعلاقة حميمة، ألا تتأثر هذه العلاقة بالتقلبات التي نشهدها على مواقف وليد جنبلاط السياسيَّة ؟
صحيح أنَّ علاقاتنا علاقات خاصَّة ، نلتقي سنويًّا وأحيانـًا لعدَّة مرَّات يتمّ التداول فيها في كل القضايا التي تهمُّنا . لا شك أنـَّه كانت بيننا اختلافات في وجهات النـَّظر وبالذات فيما يخص المواقف التي اتخذها وليد جنبلاط في السَّنوات الأخيرة فيما يتعلق بالقضيَّة اللبنانيَّة والعلاقات مع سوريا ، وقد أصدر ميثاق المعروفيِّين الأحرار ، صاحب العلاقة مع وليد جنبلاط بيانـًا حينها أدان فيه مواقفه ، ولكنَّ الاختلافات في وجهات النـَّظر لم تؤدِّ إلى أيَّة قطيعة . وقبل إطلاق مواقفه الأخيرة كان لنا لقاءٌ في باريس سمعَ فيه وجهة نظري حول الموضوع .
كيف يرى سعيد نفاع مستقبله حزبيًّا وسياسيًّا ؟،هل سيعود سعيد نفاع نائبًا عن التجمع في الكنيست القادمة ؟
أعتقد أنَّ 43 سنة من العمل الإجتماعي والسِّياسي كافية فقد كنتُ دخلت هذا المضمار في عمر الثالثة عشرة . لو كنت خيِّرت لاخترت الأدب حياة ً . لديَّ الكثير من المشاريع الأدبيَّة التي تنتظر الفرج عنها . كنت أود أن أرتاح من العمل السِّياسي لأتفرَّغ للعمل الأدبي .
موقع سبيل يشكر النائب سعيد نفاع على هذا اللقاء الهام ويشكره على حسن الإستقبال .
ونرجو له وافر الصحَّة والعافية والعمل السياسي البنـًّاء والمثمر من أجل مصلحة شعبنا في نيل الحقوق والمساواة والحل العادل للقضيَّة الفلسطينيَّة وقضيَّة السلام في المنطقة عامَّة ولك ألف شكر .