تحت عُنوان "لُغتي هي كُلّ الحكاية" عُقد في فندُق "رامادا" في النّاصرة يوم الثّلاثاء الموافق 10 تمّوز مؤتمر لُغويّ تمحور حولَ قضايا التَّربية اللُّغويَّة في رياض الأطفال والبساتين. بادرت إلى عقد المؤتمر السَّيّدة فاطمة أبو أحمد- قاسم المُفتّشة المركّزة على رياض الأطفال في قسم التَّعليم ما قبل الابتدائيّ في الوسطين العربي والبدوي.
شارك في المؤتمر الَّذي حفل بكثيرٍ من المُحاضرات والنّقاشات العلميَّة المهنيَّة قُرابة 220 مُرشدة، ورياديَّة، ومفتّشة من جميع أنحاء البلاد.
افتتحت فعاليّات المؤتمر السَّيدة سيما حدَّاد مُديرة قسم التّعليم ما قبل الابتدائيّ، رحّبت فيها بالمفتّشات والمرشدات المشاركات في المؤتمر، وأثنت على العاملين في قسم التّعليم ما قبل الابتدائيّ في الوسط العربي لما يبذلونه من جُهود في سبيل تحسين وتطوير العمل في رياض الأطفال والبساتين.
تَلَت كلمة الافتتاح مُحاضرة علميَّة تشارك في تقديمها د. ناريمان هندي المحاضرة في "الكليَّة العربيَّة للتَّربية في حيفا"، والسَّيّدة إيمان عوّاديَّة مُديرة مجال امتحانات اللُّغة العربيَّة في "سُلطة التّقييم والقياس القُطريَّة" (راما). استعرضت المُحاضرة المهارات والكفايات اللُّغويَّة الَّتي يفحصها امتحان الكفايات اللغوية في الصَّف الأوَّل، وناقشت الانعكاسات العمليَّة لنتائج البحث على سيرورة العمل وتوجُّهاته في رياض الأطفال من أجل تنمية المهارات اللُّغويَّة المنشودة.
أمّا الأستاذة إليانور صايغ-حدَّاد المحاضرة في جامعة بار إيلان فقد تحدَّثت في محاضرتها الّتي كانت تحت عُنوان "التَّربية اللُّغويَّة في رياض الأطفال العربيَّة بين العمل المُوجّه والحُرّ" عن تطوُّر اللُّغة عند الأطفال في مرحلة الطُّفولة المُبكِّرة، وتناولت بالتّحليل العوامل اللُّغويَّة والذِّهنيَّة والاجتماعيَّة الّتي تُؤثِّرُ على اكتساب هذه المهارات، وعرضت على المُشارِكات في المؤتمر نتائج الأبحاث الميدانيَّة الّتي أنجزتها مؤخَّرًا، كما كشفت في نهاية محاضرتها عن مُركِّبات المشروع التَّداخُليّ "البراعم العربيَّة" الَّذي سوف يجري تطبيقُه في رياض الأطفال العربيَّة خلال العام الدِّراسيّ 2018-2019 بتمويل من العالم الرّئيسيّ في وزارة التَّربية والتَّعليم.
كانت المحاضرة الثّالثة في المؤتمر تحت عُنوان "التّجسير بين رياض الأطفال والمرحلة الابتدائيَّة"، تحدَّثت فيها د. راوية بربارة المفتّشة المُركِّزة للُّغة العربيَّة عن أهميَّة التَّواصُل والاستمراريَّة في مجال التَّربية اللُّغويَّة بين مرحلة رياض الأطفال وبين الصُّفوف الأُولى من المرحلة الابتدائيَّة، وقدّمت بعض الاقتراحات والتّوصيات لتعضيد التّنسيق والعمل المُشترك بين المرحلتين.
بعد هذه المحاضرات قدَّم الموسيقار مُعين شعيب والفَنّانة الرّائعة وديان صبرة فاصلًا موسيقيًّا غنائيًّا نال إعجاب المُشاركات في المؤتمر اللَّواتي تفاعَلْنَ مع الغناء والأداء الجميل للمُغنِّية.
افتُتحت بعد الفاصل الفنّي حلقة نِقاش أدارتها مُرشدة التَّربية اللُّغويَّة أنوار الأنوار وشاركت فيها نُخبة من العاملات في حقل التّربية للطُّفولة المُبكِّرة شملت مُربِّية الرَّوضة نجمة بدران، ومُربِّية البُستان عائشة زرو، والمُربِّية الرِّياديَّة أُهَيْلة ذبّاح، والمُرشدة ليليان إلياس، ومُفتّشة رياض الأطفال سناء علاء الدِّين. دار النِّقاش في هذه الحلقة الدِّراسيَّة حول التّحدّيات الَّتي تُواجه التَّربية اللُّغويَّة في رياض الأطفال من منظور عمليّ تطبيقيّ، وعُرِضت خلالها تجاربُ ومُبادرات مُختلفة من الحقل تطمحُ جميعُها للإجابة على تلك التّحدِّيات.
أمّا المحاضرة الأخيرة في المؤتمر فكانت بعنوان "التَّربية اللُّغويَّة في البُستان المُستقبليّ" تحدَّثت فيها فاطمة أبو أحمد -قاسم المفتّشة المركِّزة للتَّعليم ما قبل الابتدائيّ عن الكفايات المطلوبة من الأطفال في القرن الحادي والعشرين، وعن العوامل الاقتصاديَّة والاجتماعيَّة والمعرفيَّة الّتي أدّت إلى تغييرات جذريَّة في المجال التَّربويّ، انتقلت بعدها للحديث عن مكانة المهارات اللُّغويَّة بين سائر المهارات العقليَّة والحياتيَّة الّتي يكتسبُها الأطفال في الرَّوضات، ومُساهمة المهارات اللُّغويَّة في إعداد وتهيئة الأطفال للحياة المعاصرة في الألفيّة الثّالثة، وعرضت مُقترحات، وأدوات مختلفة لتحسين وتطوير التَّربية اللُّغويَّة في الرَّوضات والبساتين.
وفي نهاية محاضرتها شكرت المفتِّشة المُركِّزة فاطمة أبوأحمد-قاسم جميع المشاركين في المؤتمر مِن مُربِّيات ومُرشدات وَمفتّشات، وأثنت على طاقم العمل الَّذي قام بتنظيم المؤتمر والإعداد له، وهُم: أنوار الأنوار، وميسون خطيب، وإسراء قاسم، ونهاد مصاروة، وطارق أبو رجب.
اختُتم المؤتمر بوجبة غداء في فُندق "رامادا" الَّذي احتضن هذا المؤتمر ووفَّر جميع المتطّلبات والشُروط الَّتي ساهمت في إنجاحه.