وصلت إلى دولة أذربيجان، إلى مدينة باكو، خلال المونديال. وكان حديث الشارع عن اهتمام مشجعي بعض المنتخبات بتنظيف المدرجات بعد انتهاء مباريات منتخباتها. تصل إلى مطار أنيق ونظيف. كباقي الدول تقريبا. انظف بقليل. تدخل إلى الدولة وتسير في شوارعها. الطبيعة تشع اشراقا وسطوعًا ونظافة. الساحات بدون أعقاب سجائر ولا أوراق شجر أو أكياس بمبة. لا تشاهد كيس نايلون واحد يتطاير في الهواء ولا كراسي. ساحة المتحف لها عامل نظافة يعمل على مدار اليوم.
وصلت إلى الكورنيش الكبير الذي يربط فندقي بالبلدة القديمة. عشرات آلاف الزوار والسياح. يأكلون ويشربون ويقضون أجمل الأوقات وعمال النظافة يرابطون في وردياتهم وكأن النظافة قضية أمنية من الطراز الأول. تسير عشرات الكيلومترات في المدينة ولا توجد أي ذرة قمامة على الأرض والأهم.. الأناقة الفكرية والروحية لدى المواطن المحلي الذي تبث روحه الانضباط والحفاظ على الوطن واحترام الآخر.
400 عامل نظافة لهم زيهم الموحد.. أرتب من بعض منتخبات المونديال يهتمون بالا تلتصق بك اي قشرة بزر أو فشار.
إذا قست بعض الملابس لتشتريها فلست بحاجة إلى مرآة. تستطيع النظر إلى زجاج المحل لأنه انظف من أي مرآة شاهدتها في حياتك. حتى الشوارع تتحول إلى مرايا. في ساحة المتحف الوطني عامل نظافة يحمل مكنسته ومجروده. في الساحة عدة أشجار من المشمش. عندما تكون الورقة او حبة المشمش في طريقها من الهواء إلى الأرض يكون العامل قد التقطها. لو تحلى بعض لاعبي المونديال بمهاراته لأمطروا المرمى بأهداف لا تعد ولا تحصى.
على فكرة، فنجان الشاي لا يتزحلق ولا يحرق الطفل الاذربيجاني. لا ينسكب حارا. وجدوا تقنية خاصة تضبطه وتمسكه بالقاعدة.
حول النظافة، وهي جانب واحد فقط، حدثتكم. والحديث، عن وطن يمزج سحر الشرق الآتي من فجر التاريخ وعظمة التخطيط العصري والحديث الذي لا يعرف الحدود سأحدثكم.