بأغلبية 62 مقابل 55 ، أقرت الكنيست عند الساعة 03:00 من فجر اليوم قانون القومية العنصرية "قانون إسرائيل الوطن القومي للشعب اليهودي"، والذي قاده رئيس الحكومة نتنياهو، وقد صوت النواب العرب مع نواب الوسط الاسرائيلي واليسار ضد هذا القانون العنصري، وقام النواب العرب بتمزيق مسودة القانون بعد التصويت.
وجاء في بيان القائمة المشتركة: أقرّت الهيئة العامة للكنيست بأغلبية أعضاء الائتلاف الحكومي قانون أساس القومية الذي ينص على أن " دولة إسرائيل هي الوطن القومي للشعب اليهودي"، وأن حق تقرير المصير في دولة إسرائيل يقتصر على اليهود، الهجرة التي تؤدي الى المواطنة المباشرة هي لليهود فقط، " القدس الكبرى والموحدة عاصمة إسرائيل" العبرية هي لغة الدولة الرسمية، اللغة العربية تفقد مكانتها كلغة رسمية ، الدولة تعمل على تشجيع الاستيطان اليهودي، النشيد الوطني هو "هتكفا"،العلم هو العلم الاسرائيلي، يوم "الاستقلال "هو يوم عطلة وطني، التقويم العبري هو تقويم رسمي، والعطلات الرسمية هي الأعياد الرسمية اليهودية؛ وأن الدولة ستعمل على تعزيز العلاقات مع" يهود الشتات"، كما وأن القانون ينطبق أيضاً على الأراضي المحتلة عام 1967.
ترى القائمة المشتركة بقانون القومية هو من أخطر القوانين، التي سنت في العقود الاخيرة، حيث سيطغى على أي تشريع عادي وسيؤثر على تفسير القوانين في المحاكم، لأنه يحدّد الهوية الدستورية للنظام، التي تحّدد من هو صاحب السيادة وتعتبر "الشعب اليهودي وحده صاحب السيادة في الدولة وفي البلاد.
تعتبر القائمة المشتركة قانون القومية قانونًا كولونياليًا معاديًا للديمقراطية، عنصري الطابع والمضمون ويحمل خصائص الابرتهايد المعروفة. وإذا كانت اسرائيل تعرف نفسها حتى الآن كدولة "يهودية وديمقراطية"، جاء هذا القانون لينسف أي مظهر للديمقراطية ويحسم ما وصف بالتوتر بين الطابع اليهودي والطابع الديمقراطي للدولة بحيث يصبح التعريف وفق القانون الجديد "دولة يهودية غير ديمقراطية". لا يوحد ذكر في القانون الجديد للديمقراطية والمساواة، وهو بمجمله مجموعة من البنود التي تؤكّد التفوق العرقي لليهود كأفراد وكشعب في كل المجالات، وهو لا يترك مجالًا للشك بأن هناك نوعين من المواطنة: لليهود مواطنة درجة أولى وللعرب درجة ثانية.
تؤكد القائمة المشتركة أن جعل حق تقرير المصير حصريا لليهود، يعني نفي حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني ويبرر التفرقة في تحقيق الحقوق بين اليهود والعرب، ويحولها الى تمييز شرعي على أساس عرقي عنصري. والمساواة، وفق هذا القانون، تنطبق على جميع اليهود في أي مكان، كونهم يهود. أما العربي فهو مستثنى ويصبح التمييز ضده مبرراً وشرعياً، وبحسبه يصبح الفلسطينيون غرباء في وطنهم.
وتشير القائمة المشتركة إلى أن البند الخاص بتشجيع الاستيطان اليهودي، يعني عمليًا منح أولوية للبلدات اليهودية في مجال الخدمات والتطوير وتخصيص الأراضي والإسكان، ويبرر التمييز ضد البلدات العربية. كما ان هذا البند يمنح شرعية للاستيطان على طرفي الخط الأخضر.
تؤكد القائمة المشتركة، أن قانون أساس القومية، يشرعن التمييز ضد العرب في معظم المجالات الأساسية والأكثر أهمية، يقصي، ويميز ضد العرب في مجالات المواطنة، والممتلكات والأرض، واللغة والثقافة ويسّوغ دونيتهم في كل مجالات الحياة ومن خلال إقصائهم من المشهد السياسي.
وإذ ترى القائمة المشتركة حاجة لتعريف هوية الدولة وأن هناك حاجة لبديل لما يسمى "دولة يهودية وديمقراطية", ولكن هذا البديل يجب ان يكون ديمقراطيًا لا فاشيًا، ويعتمد على المساواة الكاملة في الحقوق الفردية والجماعية بلا تمييز.
وجاءت ردود فعل ابناء الطائفة الدرزية على هذا القانون غاضبة مستنكرة كونه لا يمنح المساواة لها كما للشعب اليهودي رغم ربط مصيرها بمصير الدولة وتقديم تضحيات جمة للحفاظ على امنها واستقلالها.
وكان الشيخ موفق طريف قد توجه الى اعضاء الكنيست وطالبهم بإعادة النظر بالقانون ومنح المساواة لأبناء الطائفة الدرزية لكن طلبه لم يتلقى اي استجابة.
اعضاء الكنيست الدروز حمد عمار ، واكرم حسون المتواجدون في الائتلاف الحكومي صوتوا ضد القانون وقال حمد عمار انه بالرغم من وجوده في الائتلاف سيعارض القانون كونه لا يمنح المساواة للطائفة الدرزية.
وكان قد ارسل بالأمس رئيس منتدى السلطات المحلية الدرزية مفيد مرعي رسالة الى رئيس الحكومة يطالبه بها بعدم المصادقة على القانون ويطالب بإدخال الطائفة الدرزية فيه.
والمأساة الحقيقية للطائفة الدرزية في هذا القانون وباقي القوانين العنصرية التي سنت في الكنيست بالسنوات الاخيرة هي كون هذه القوانين اتت من الاحزاب اليمينية الليكود ، البيت اليهودي الذي اعضاء هذه الاحزاب لا يوفرون اي منصة او مناسبة لإشهار حبهم وولائهم للطائفة الدرزية كذبا وبهتانا ومن بينهم بينهم وبشكل خاص افي ديختر المبادر لهذا القانون ونفتالي بينت وايليت شاكيد مبادري قانون القومية وقانون كمينتس اللذين يطعنان السكين في ظهر ابناء الطائفة الدرزية مثلهم مثل باقي ابناء الشعب العربي في هذ الوطن الكسيح.