تشهد مدينة السويداء والقرى الدرزية المتاخمة لها في الريف الشرقي والشمالي من المدينة حالة استنفار قصوى حيث تجوب دوريات من الشباب والرجال من كافة الاعمار جميع الأحياء مدججين بالسلاح للرصد والتصدي لأي محاولة لدخول ارهابيين الى المدينة او القرى بغية قتل الابرياء او القيام بتفجيرات إرهابية مماثلة لما حدث قبل يومين في مدينة السويداء .
وأعلن مدير صحة السويداء ظهيرة يوم ال25 من الشهر الجاري الذي وقع فيه الاعتداء عن ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 215 شهيدا و180 جريحا بعضهم في حالة حرجة نتيجة الهجمات الإرهابية التي نفذها تنظيم "داعش" في السويداء وريفها.
وذكرت وكالة انباء سانا السورية انه بمشاركة شعبية حاشدة تم في محافظة السويداء جرى صباح امس تشييع عدد من الشهداء الذين ارتقوا بسبب الاعتداءات الإرهابية اول امس
وأشار المشاركون في التشييع إلى أن الوطن يعلو ولا يعلا عليه مؤكدين استعدادهم الدائم للدفاع عن الوطن وتقديم الغالي والنفيس في سبيل عزته وأمنه واستقراره ودحر الإرهابيين المرتزقة عن كل شبر من أرض سورية.
وأكدوا أن السويداء كما كانت عبر تاريخها سداً منيعاً في وجه المحتل الفرنسي والعثماني تقف اليوم في وجه الإرهاب وتقدم التضحيات والشهداء فداء للوطن ودفاعاً عنه.
ولفت شيخ عقل طائفة المسلمين الموحدين الشيخ يوسف جربوع إلى أن أبناء محافظة السويداء يقفون سداً منيعاً في وجه هؤلاء الطغاة الجبناء الذين أتوا على حين غرة وانقضوا على النساء والأطفال والشيوخ مشيراً إلى أن على الإرهابيين وكل من تسول له نفسه أن يعي تاريخ المحافظة ومواقف أبنائها.
وقال جربوع: “نحتفل اليوم بعرس أبنائنا الشهداء ممن ضحوا بأرواحهم ودمائهم في سبيل الدفاع عن الأرض والعرض والوطن ونقول للجميع.. هذه هي السويداء.. هؤلاء هم أبطالها الذين علموا الدروس التاريخية للاستعمار الفرنسي والاحتلال العثماني وكل من يحاول النيل من الوطن وكرامته”.
من جهته قال شيخ عقل طائفة المسلمين الموحدين الشيخ حمود الحناوي خلال مراسم التشييع: “نودع اليوم شهداءنا الأبطال الذين دافعوا عن الأرض والعرض والوطن وقدموا دماءهم الزكية فداء لأهلهم وهذا ليس غريباً عنهم وأن شهداءنا فخر لنا فالشهادة أعز ما يكون من موت”.
وأضاف الحناوي: أن “ما تعرضت له السويداء أمس من جريمة إرهابية تكرار للجرائم التي ارتكبتها التنظيمات الإرهابية بحق أبناء الوطن في مختلف المحافظات”.
بدوره أشار مطران بصرى وحوران وجبل العرب للروم الأرثوذكس سابا إسبر إلى أن الذي جرى أمس “مذبحة تمت على حين غرة وحلقة في سلسلة تستهدف محافظة السويداء التي كان قدرها دائما أن تكون مصداً لكل أنواع الغدر التي استهدفت هذه البلاد المباركة” مبيناً أن هؤلاء الشباب الذين نودعهم اليوم ونرفع دعاءنا دائماً من أجل الرحمة لهم “حققوا أسمى آيات التضحية وقدموا أنفسهم من أجل أن يبقى هذا البلد في حرية وكرامة وسلام”.
وتعالى عدد من المواطنين المشاركين بالتشييع على المصاب الجلل الذي أصاب كل الوطن أمس ليعبروا لمراسل سانا عن مدلولات هذه الملحمة التي سطرها أهالي السويداء بالدم والشموخ والعنفوان على صفحات التاريخ فيقول بسام مقلد من أهالي قرية رامي: “ارتقى 20 شهيداً من قريتنا من أبناء عمي ليكونوا في عداد كوكبة الشهداء الذين قدمتهم المحافظة من خيرة شبانها دفاعا عن أرضها” مبيناً أن أبناء السويداء لم يسمحوا للإرهاب بالدخول إلى بلدهم أو اقتطاع أي ذرة تراب منه ويقول عادل جربوع: “كلنا مشاريع شهادة للدفاع عن الأرض والعرض وعلينا الاستمرار بالتكاتف لنكون أكثر قوة في التصدي للهجمات الإرهابية وإفشال المخططات العالمية والمؤامرات التي تستهدف بلدنا”.
من جهته قال سامر الشعار الذي فقد ابن عمه شهيدا مع شهداء المحافظة: “إن ما قدمته السويداء بالأمس لدحر أدوات وعملاء أمريكا و”إسرائيل” ليس غريباً عن أبنائها المتمسكين بإرث أجدادهم النضالي”.
وأشار أسامة الباروكي إلى أن “الكلام يعجز عن الوصف في هذا الموقف البطولي لأبناء السويداء الذين قدموا أرواحهم في سبيل الدفاع عن الوطن والتصدي لهذا الإرهاب الداعشي بما يؤكد أن السويداء عصية عليه”.
وأكد كل من خطار أبو فخر ووائل غرز الدين “الاستعداد دائماً لبذل الغالي والنفيس للدفاع عن عزة الوطن وكرامته وتقديم الشهيد تلو الشهيد حتى تحقيق النصر المؤزر ودحر الإرهاب وأدواته التكفيرية”.
بينما لفت ياسر ومأمون الجرماني إلى أن السويداء “تقف اليوم وقفة عزة وكرامة عبر تقديمها كوكبة من الشهداء بما يؤكد التمسك بالأرض والدفاع عنها”.
وأشار عماد دويعر إلى أن “الاعتداءات الإرهابية التي تعرضت لها المحافظة بالأمس تكشف الوجه البشع للقوى الظلامية التكفيرية وتفضح مواقف الأطراف المعادية لسورية” لافتاً إلى أن اعتداءات الإرهابيين “الجبانة لن ترهب السوريين الذين سيهزمون قوى الإرهاب والشر والعدوان” وبين مروان أبو طافش أن هذه “الأعمال الإجرامية بحق أبناء المحافظة الآمنين هي دليل إفلاس وعجز وفشل المجموعات الإرهابية التكفيرية بعدما تلقت ضربات موجعة على يد أبطال الجيش العربي السوري” مشيراً إلى أن “الدول الداعمة والممولة للإرهاب تتحمل المسؤولية الكاملة عن هذه الاعتداءات الجبانة التي تدل بكل وضوح على وحشية الإرهابيين الذين نفذوها”.
وقال إحسان العشعوش: إن الأعمال الإرهابية “لن تثني عزيمتنا وإرادتنا عن الثبات والصمود في وجه الإرهاب مهما تغول الإرهابيون في إجرامهم ومهما تكالب أعداء الوطن” لافتاً إلى أن السويداء “كانت وستبقى عصية على كل المؤامرات”.
كما اعتبر ناصر أبو حلا أن هذه “الأعمال الإجرامية الدنيئة تعكس الطبيعة الإجرامية للعصابات الإرهابية وهي مدانة بكل الشرائع السماوية” مؤكداً أن أبناء المحافظة “ثابتون في أرضهم وهم يد واحدة في وجه الإرهاب” وأن “النصر قادم بهمة رجال الجيش العربي السوري الميامين”.