حَلَّ عيدُ الأضحى علينا هذا العام ونحن نمر بأصعب الظروف وأقساها على الصعيد المحلي والإقليمي ففي اسرائيل جاء العيد مع سن قانون القومية الذي انعكس على المواطنين العرب في البلاد بما فيهم الدروز بخيبة امل كبرى من الحكومة اليمينية المتطرفة التي شرَّعت هذا القانون دون اعتبار ودون احترام للأقليات دروز ومسلمين ومسيحيين فشهدنا أكبر مظاهرتين الأولى للطائفة الدرزية والثانية عربية شاملة أثبتت هاتان المظاهرتان سخط المواطنين العرب على تعامل حكومة بنيامين نتانياهو المجحف مع كُلِّ من ليس يهوديا في هذه الدولة .
وعلى الصعيد الإقليمي تعيش الطائفة الدرزية أقسى أيامِها وجاء العيد بعد أكبر محنة يمر بها الدروز منذ مئات السنين فلا زال تنظيم داعش الارهابي المجرم السفاح والكفرة يحتجزون اكثر من ثلاثين طفلًا وامرأة وشيخ من أبناء الطائفة المعروفية من قرى ريف مدينة السويداء ، ويأتي العيد دون ايجاد حل لهذه القضية ودون الافراج عن المحتجزين الذين لا يُعرف مصيرهم . فبأي حالٍ عدتَ يا عيدُ !؟ وبهذه الحال استذكر ما كتبت في عيد الأضحى :
(في عيد الأضحى ) أبيات مهداة لأبي الطيب المتنبي : شعر كمال ابراهيم
" عيدٌ بأيَّةِ حالٍ عُدْتَ يا عيدُ " بلادُنا باتَ فيها العَبْدُ صِنديدُ
في الشامِ يَسْتَفْحِلُ الإرْهابُ والبطْشُ وفي العِراقِ دَليلُ الكُفْرِ مَحْمودُ
بالسويداءِ في بلادِ الشامِ مَجْزَرةٌ وَفي الحجازِ بلادِ العُرْبِ تَهْديدُ
عُرُوبَتِي ببلادِ الرَّافِديْنِ كَمَا في المغرِبِ العَرَبيِّ تَزَمّتٌ وتشديدُ
ماذا جَرَى لبني قحْطانَ قاطِبةً العُنْفُ والقتلُ في الأرجاءِ مَشهودُ
سَفْكُ الدّماءِ كشرْبِ الماءِ بالكأسِ يطيبُ للمجرِمِ السَّفاحِ ترديدُ .