تجمع المئات من المواطنين في مدينة السويداء لتنفيذ وقفة تضامنية مع مخطوفي المحافظة لدى تنظيم داعش اليوم الثلاثاء 21/8/2018
وقال مصدر محلي في المدينة ان العشرات من سكان المحافظة يتوافدون الآن إلى ساحة سلطان باشا الأطرش مقابل مبنى المحافظة رافعين صور للمخطوفين ولافتات كتب عليها عبارات استنكار ودعوات بالإفراج عنهم.
وأضاف أن من بين المشاركين ذوي المخطوفين وأبناؤهم إضافة لشريحة واسعة بين رجال ونساء وأطفال بينما لايزال يتوافد إلى المكان العديد من المواطنين.
يشار إلى أن المشاركين جاؤوا بناء على دعوة أطلقها ذوي المخطوفين من قرية “الشبكي” ونشطاء من السويداء احتجاجاً على التقصير الحاصل في ملف التفاوض، والمطالبة بتحريرهم بأية وسيلة ممكنة
يطلُّ عيد الأضحى هذا العام بشكل مختلف على “السويداء”، فأسواق المدينة التي كانت تزدحم بالناس قبل سنوات تحضيراً لاستقباله البهي ، تشهد هذا الموسم حالة من الركود، فالأحداث الأخيرة التي شهدتها المحافظة الشهر الماضي ألبست غالبية “أهل الجبل” أثواب الحداد، ما دفع بمشايخ عقل المحافظة لإصدار حرم يمنع مظاهر الفرح والابتهاج بالعيد، ليقتصر مروره هذا العام على ممارسة الطقوس والشعائر الدينية.
كثيراً ما تسمع هذا التعبير “أيُ عيد” من أهالي المحافظة بخصوص قدوم عيد الأضحى والذي يعتبر من المناسبات المهمة في تقاليد “الجبل”، فقضية المخطوفين لدى “داعش” تشغل حيزاً كبيراً من يوميات الأهالي، معتبرين أن عودتهم سالمين هي الأهم في هذه الفترة.
لم يتنظر الأهالي “الحرم الديني” لإلغاء مظاهر الفرح والابتهاج بالعيد، لأن غالبيتهم مترابطين مع بعضهم اجتماعياً بأصول القربى، والكثير منهم مصابين بنفس الوجع.
شهر “الميم”
بعيداً عن الحالة الوجدانية للمحافظة، يفرض الوضع الاقتصادي نفسه كواقع معقد، فبالتزامن مع حلول “الأضحى”، يبدأ المواطن بالتحضير لما يعرف بشهر “الميم” (مونة، مدارس، مكدوس، مازوت)، ما يثقل كاهل المواطن وخاصة مع ارتفاع الأسعار، ومحدودية الدخل وخاصة للموظف الحكومي.
وينتظر الموظف الحكومي منذ أشهر زيادة الرواتب قبل دخول هذه المرحلة، فالشائعات تكثر كل عام في الصيف، وتتبدد بأول أيام عطلة العيد.
منذ بدء “الحرب السورية” يعتقد الكثيرون أن العيد فقد لونه الأصيل وقدومه الفرح، وأنه أصبح حالة تذكرنا بأيامنا العصيبة وقساوة الحرب علينا، فلطالما كان العيد في الماضي مصدر للفرح والتواصل، وتعزيز قيم القربى والخير ونبذ الخلافات والأحقاد.
تستمر حالة الاستنفار والقلق في “السويداء” على مصير المختطفات لدى تنظيم “داعش”، بالإضافة للوضع الأمني غير المستقر، ليبقى الشباب مرابطون ليلاً على مداخل المحافظة، وفي قلب المدن، خوفاً من أي خرق قد يحدث أيام العيد. ورغم كل وجع المحافظة إلا أن أطفالها الذين ينتظرون مراجيح العيد، وصحن الفول النابت، هم أنفسهم من حمل السلاح في مقاومة “داعش” ومنهم من قضى نحبه دفاعاً عن أمه وأخواته، آملين بأن ينبت العيد أمناً وسلاماً في قلوب كل ابناء الجبل الاشم.