لحضرة الأخوة المرشّحين لرئاسة وعضويّة المجلس المحلّيّ
تلقّيت، مساء اليوم الجمعة 28.9.2018، دعوة من مرشّح الرئاسة السيّد زياد دغش لاجتماع الساعة الثانية عشرة ظهرًا، للتّوقيع على ״وثيقة عهد وتعهد بالحفاظ على الأجواء الديمقراطيّة وحماية السّلم الأهلي، خلال فترة الانتخابات وما بعدها" (اقتباس من الدّعوة).
إنّنا نبارك كلّ خطوة للحفاظ "على الأجواء الديمقراطيّة والسّلم الأهليّ"، وقد سبق ونشرنا ونشر غيرنا مرارًا وتكرارًا دعوات مفصّلة بهذا الخصوص، ومنذ شهور. لذلك، فنحن نوافق على أيّة دعوة تدعو للحوار الهادئ والانتقاد البنّاء والحفاظ على النّسيج الاجتماعيّ واحترام مبادئ الدّمقراطيّة، وعلى رأسها حرّيّة التّعبير والاقتراع، بعيدًا عن التّجريح الشّخصيّ والرّشوة والتّرهيب والتّهديد.
إنّ دعوة المرشّحين للعضويّة وللرئاسة من قبل أحد المرشّحين، للتّوقيع على وثيقة لم يحصلوا على نسخة منها أو من مسودّتها وبدون منحهم الحقّ في التّداول حول نصّها وبنودها، هو أمرٌ غير مقبول. من حقّ كلّ من يتلقى دعوة لتّوقيع على أيّة وثيقة أن يشترك في صياغتها وعلى قدم المساواة أو على الأقل الاطّلاع عليها مسبقًا، خصوصًا أن دعوات مفصّلة وشاملة صدرت عنّا وعن غيرنا منذ فترة طويلة. وليس من المقبول أن يضع أحد المرشّحين نفسه فوق المرشّحبن الآخرين، خصوصًا أنّهم جميعًا دعوا ويدعون إلى النّزاهة والحوار العقلانيّ ونبذ العنف والتّهديد والرّشوة.
كذلك، إنّ دعوة جمهور المرشّحين حتى لو قبلنا بأن تصدر عن أحد المرشّحين، لاجتماع في ساعة محدّدة، وبإنذار قصير، من المرجّح أن يحول دون حضور قسم منهم لالتزامات مسبقة أو لظروف مختلفة، وليس لأيّ مرشّح أفضليّة في دعوة سائر المرشّحين.
لذلك، إلى جانب مباركتنا لأيّة دعوة للحفاظ على مناخ دمقراطيّ وصون السّلم الأهليّ، فإنّنا لا نستطيع الموافقة على دعوة من أحد المرشّحين للتّوقيع على وثيقة لم نتشاور فيها ولم نشارك في صياغتها، ولا نستطيع تلبية دعوة للحضور في ساعة محدّدة بدون التّنسيق معنا ولا نقبل (ونتوقّع موقفًا مماثلًا من سائر المرشّحين) أن يحاول أحد المرشّحين وضع سائر المرشّحين تحت جناحيه. ونرجو أن يكون التّعامل معنا ومع غيرنا من مرشّحي الرّئاسة والعضويّة على قدم المساواة، من حيث المشاركة الفعّالة في صياغة أي وثيقة، وفي تنسيق الموعد مع الآخرين، احترامًا لظروفهم والتزاماتهم، وأن يكون تعاملنا جميعًا الواحد مع الآخر فقط وفقط على قدم المساواة التّامّة.
لقد دعونا وندعو، ودعا غيرنا، إلى احترام جميع الأهالي وجميع المرشّحين من غير استثناء. ولا يكفي الدعوة للدمقراطيّة والسّلم الأهليّ بكلام عامّ، وإنّما يجب تفصيل الدّعوة:
أوّلًا: الدعوة إلى الحوار الهادئ والحديث بالحسنى، ونبذ كلّ من يهدّد ويتوعّد بأيّة وسيلة.
ثانيًا: دعوة الجمهور إلى النّقاش والانتقاد البنّاء وتشجيعه على ذلك، لكن بعيدًا عن التّجريح الشّخصيّ والإساءات والتّشهير، ودعوة المرشّحين والمقرّبين منهم بأن يكونوا قدوة في هذا الخصوص. فلا دمقراطيّة بدون حرّيّة رأي وتعبير واختيار.
ثالثًا: دعوة المرشّحين جميعًا إلى تقبّل الانتقاد وتشجيعه والامتناع عن تهديد المواطنين بأيّ شكل من الأشكال.
رابعًا: الدّعوة إلى شجب أيّة محاولة للرّشوة والارتشاء، سواء بتوزيع الوعود الشّخصيّة بالوظائف أو بالمال أو بالأعمال الخاصّة، ونبذ كلّ من يحاول رشوة المواطنين.
خامسًا: الامتناع عن إزعاج المواطنين بأيّ شكل من الأشكال واحترام خصوصيّاتهم وخياراتهم والالتزام بالحوار الدمقراطيّ.
سادسًا: دعوة الجمهور إلى احترام خيارات النّاخب وتقبّل أيّة نتيجة.
إنّنا نعود ونؤكٌد التزامنا بكلّ البنود السّابقة، كما نشرنا مرارًا وتكرارًا، وكما فعل غيرنا من المرشّحين، ونؤيّد أيّة دعوة للسّلم وصون المناخ الدمقراطيّ وخوض الانتخابات بنزاهة واستقامة، وندعو أن يكون المرشّحون قدوة لغيرهم في جميع هذه المسائل.
باحترام: أخوكم فريد غانم
مساء الجمعة 28.9.2018
(نسخة: لجميع مرشّحي العضويّة والرّئاسة).
