بسم الله الرحمن الرحيم
إخواني أبناء الطائفة الأعزاء
كما هو معلوم للجميع، ستجرى الانتخابات للسلطات المحلية في البلاد، ومن ضمنها قرانا المعروفية نهاية الشهر الجاري في تاريخ 2018/10/30. بطبيعة الحال تشهد القرى حملات وأجواء انتخابية ميدانية وعبر وسائل الاتصال الاجتماعي ومواقع الانترنت وغيرها.
بداية ندعو الله عز وجل أن يوفق قرانا ونتمنى لجميع المرشحين التوفيق والعمل والنهوض بمجتمعنا لما فيه خير للجميع.
أدعوكم أبناء طائفتي الغيورين على المصلحة والطامعين بثقة الناخب إدارة الحملات الانتخابية بطرائق نزيهة وشريفة، راقية ومتحضرة، ديموقراطية ، تحفظ كرامة الآخر وتحفظ السلم والوفاق الأهلي في كل قرية وقرية.
على كل مرشح وآخر تقع مسؤولية كبرى وبالغة الأهمية في كيفية قيادة نشطائه ومعسكره. إني على ثقة بأنكم تبذلون كل ما بوسعكم في هذا المضمار، أشد على أياديكم وأرى من المناسب أن تعلنوا وأن تتبنوا ميثاق شرف فيما بينكم لكيفية إدارة الانتخابات بصورة حضارية نزيهة ونظيفة.
إخواني وأخواتي –
تأخذ وسائل الاتصال الاجتماعي دورا مركزيا وهاما في الانتخابات، ولكنها سيف ذو حدين. فمن جهة واحدة يمكن عن طريقها إيصال الدعاية الانتخابية وبرنامج عمل المرشح لشريحة أكبر من الجمهور ومحاولة إقناعه، ومن جهة أخرى يستعملها البعض بهدف المس والإساءة لهذا المرشح أو ذاك.
للأسف الشديد ومع اقتراب موعد الانتخابات نلاحظ تزايدا مقلقا للغاية في الاستخدام السلبي لوسائل الاتصال، بما يمس بالمرشحين أو عائلاتهم أو أقربائهم وحتى أعراضهم ، دون رادع أو وجدان، ليس هذا فحسب بل استعمال عنف كلامي وتجريح شخصي وتحريض على الآخر، يهدد النسيج الاجتماعي في قرانا وقد يؤدي، لا سمح الله، إلى أعمال عنف وإساءة نحن في غنى عنها.
- علينا جميعا العمل وفق القيم والأسس التوحيدية ووفق عاداتنا وتقاليدنا.
- علينا جميعا تفويت الفرصة على ضعيفي النفوس الذين يحاولون دق الأسافين بين أبناء المجتمع الواحد.
- علينا الالتزام بالرقي والاحترام أثناء النقاش والتداول وبمستوى يليق بنا كمجتمع توحيدي.
- علينا تحييد العائلات والأطفال والأعراض والمنشأ والطوائف من كل نقاش وخلاف.
- علينا نبذ واستنكار كل عمل مناف للأخلاق التوحيدية وللقانون خلال الحملات الانتخابية.
_ علينا ضبط النفوس، خاصة لدى الشباب، وعدم الانجرار وراء أقاويل وإشاعات وكتابات مجهولة المصدر.
- علينا مراعاة شعور أهالي القرى، خاصة في ساعات الليل وعدم التجمهر والقيام بنشاطات تقلق راحة السكان.
_ علينا احترام الرأي الآخر وإن كنا لا نقبله، واحترام قواعد وقوانين الانتخابات والعمل بها.
على كل فردٍ منا تقع مسؤولية في فترة الانتخابات، في البيت والمدرسة والأماكن العامة وبيت الصلاة، خاصة في مجال التوعية والتنبيه والتوجيه. الانتخابات ليوم واحد، وكلنا أهل واقارب وجيران وأبناء القرية الواحدة والعلاقات والأواصر الاجتماعية لطالما حافظت على مجتمعنا، فلنعمل على مرور هذه الفترة بأمان وسلام ونظام دون أي عاقبة والتي من شأنها أن تترك أثرا سلبيا على المدى البعيد – فالخلاف في الرأي أو التوجه السياسي ليس بعداء بل من أسس العملية الديموقراطية والتعددية الفكرية.
إن الله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه.
أخوكم
موفق طريف
الرئيس الروحي للطائفة الدرزية
جولس – 04 تشرين أول 2018