في أعقاب تصاعد العنصرية وسياسة الاقصاء للمواطنين غير اليهود في الدولة من جهة، وتصاعد أعمال القتل والعنف المقلقة في مجتمعنا العربي من جهة أخرى، عقد بعد ظهر الاثنين الموافق 8/10/2018 بمبادرة الشيخ وهاب حرب، أبو ماجد، اجتماع بحضور نخبة من أبناء جميع الطوائف والديانات، لتدارس الأمر والحوار حول المخاطر التي تحيق بنا وتهدد مستقبلنا ووجودنا ونسيجنا المجتمعي الراسخ، خاصة وأن الكنيست الإسرائيلي بتركيبته الحالية، ينحو نحو اليمين بسرعة حادة وخطيرة، وتمثل ذلك في سن قوانين عنصرية واضحة، تضرب عرض الحائط بكل التقاليد الديمقراطية التي عهدناها وعشناها في هذه الدولة، بل وتخالف وثيقة استقلال الدولة وخروج عن بنودها، بدء بقانون كمنيتس وانتهاء بقانون القومية البغيض، الذي يقصي المواطنين غير اليهود ويحولهم الى مواطنين مع وقف التنفيذ، وينقص من قيمة اللغة العربية كلغة رسمية كما كانت طوال السنوات السابقة. هذا القانون الذي لاقى معارضة واسعة من عدة قطاعات في المجتمع الإسرائيلي عربا ويهودا.
اجتماع بيت جن بعث برسالة واضحة لأصحاب القرار في الحكومة والكنيست والمؤسسات الرفيعة الأخرى، أننا نرفض تلك القوانين العنصرية البغيضة وسنعمل على محاربتها ومواجهتها بكل الطرق القانونية والجماهيرية المتاحة، حتى الغائها نهائيا، كي يشعر الجميع بالاطمئنان والعيش الكريم في بلده.
بداية رحب الشيخ وهاب حرب، أبو ماجد، بالحضور شاكرا لهم سعيهم، حضورهم ومشاركتهم في هذا اللقاء الهام، تلاه النائب السابق الشيخ زيدان عطشة، رئيس مؤسسة العون الدرزي فالشيخ موفق طريف رئيس المجلس الديني الدرزي الاعلى، تلاه الدكتور احمد مجدلاني، مستشار الرئيس أبو مازن، الأمين العام لجبهة النضال الشعبي وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، كذلك تحدث عضو الكنيست صالح سعد، النائب السابق سعيد نفاع والكاتب والإعلامي نظير مجلي.
بعد الاستماع للكلمات والآراء والمداخلات الهامة تم الاتفاق بين المبادرين والقيمين على الاجتماع بإصدار بيان ختامي هذا نصه:
1) نحن المجتمعون في قرية بيت جن يوم الاثنين الموافق 8/10/2018 بدعوة من الشيخ أبو ماجد وهاب حرب، نعلن بهذا معارضتنا المطلقة لقانون القومية العنصري ولسائر القوانين العنصرية المنافية للحقوق الأساسية للمواطنة والتي تتعارض مع المعايير والأعراف الدولية، وندعو السلطات المسؤولة للتراجع عنها والغائها.
2) يرى المجتمعون بالشراكة والتعاون العربي-اليهودي، أساسا لبناء مجتمع ديمقراطي سليم، يعيش فيه الجميع بمساواة وكرامة وطمأنينة على ارضهم التاريخية.
3) يؤكد المجتمعون على وحدة أبناء المجتمع العربي على اختلاف انتماءاتهم، ووقوفهم صفا واحدا في وجه القوانين العنصرية الاقصائية، وعلى وجودهم التاريخي في البلاد كأبناء أصيلين متمسكين بلغتهم وحضارتهم العربيتين واعتزازهم بهذا الحضور الفاعل الذي يبني ويطور ويعزز القيم الإنسانية.
4) يؤكد المجتمعون ان الأديان السماوية تهدف الى ترسيخ القيم الدينية الأصيلة وعلى رأسها المحبة والتسامح والحوار وقبول الآخر وفي جو من الحرية الدينية، وعليه فإن ثقافة الحوار والاستيعاب وحدها تكفل العيشَ والحياة والمشاركة، بينما عقلية الاقصاء والاستثناء تؤدي الى التطرف والعنف وتقويض مبدأ الشراكة والتعايش.
5) يحيي المجتمعون الأحزاب السياسية، الاطر والشخصيات الاعتبارية التي عارضت القانون منذ بدايته وما زالوا متمسكين بموقفهم هذا وفي مقدمتهم اثنان وخمسين عضو كنيست.
6) يرى المجتمعون انه من الأهمية بمكان التوجه الى جميع الجمعيات والمنظمات اليهودية في الخارج وفي إسرائيل والى جميع السفارات الأجنبية وخاصة مفوضية الاتحاد الاوروبي لمساندة الحق والديمقراطية والمساواة وحقوق الانسان التي تنادي بها.
7) يتوجه المجتمعون الى مختلف المحافل لعرض تبعات هذا القانون الجائر والذي يهدد السلم الداخلي والإقليمي، بما في ذلك ابطال جميع المواثيق لإقامة الدولة الفلسطينية بحدود الرابع من حزيران 67 بجانب إسرائيل وعاصمتها القدس الشرقية.
بيت جن، الاثنين 8/10/2018