"غادرتُ بالأمس جلسة كانت لي مع رئيس الكنيست، ومن دواعي سروري أن الاتفاق الذي توصلنا إليه في الاجتماع، على أنه من الآن فصاعدا لن يتم تمرير قوانين إلا بالتوافق المسبق وبعد الاطلاع عليها جيدا، لذلك يمكننا القول، وداعا دون رجعة لقانون "الولاء للثقافة"، لقانون "التسوية 2"، لقانون "المستأنفين"، لقانون "الإعدام"، ولباقي قوانين الهمجيين من اليمين المتطرِّف".
هذا ما قاله النائب د. دوف حنين (الجبهة – القائمة المشتركة) أمس الاثنين بعد لقاء رئيس الكنيست يولي ادلشطين، وبعد إعلان الائتلاف الحكومي بلسان نتنياهو عن حل الكنيست والذهاب لانتخابات مبكّرة في نيسان القادم.
وأضاف د. حنين، إن نتائج الجلسة مع إدلشطين وإرغام نتنياهو على حل الكنيست بعد فشله في مواصلة إقرار العديد من القوانين العنصرية الأخرى، كان نتاج ثمار نشاطنا البرلماني الدؤوب، هذا هو السطر الأخير لشهور النضال في اللجان البرلمانية وهيئة الكنيست العامة، وكذلك بين الجمهور الواسع، لقد وضعنا هذه القوانين في الزاوية المرّة تلو الأخرى، وكسبنا الوقت الأسبوع تلو الأسبوع، حتى نجحنا من إلقاء هذه القوانين في سلّة المهملات. نعم، لقد منعنا هذه القوانين، لكن علينا أن لا ننسى كل الشرور التي جلبتها لنا هذه الحكومة.
وحذّر د. حنين الجمهور الواسع من مغبّة الوقوع في شراك نتنياهو وأكاذيبه وقال: "من الآن ستبدأ الحملات التي تهدف إلى إخفاء حقيقة ما جرى، ونتنياهو "سيتباهى" بإنجازاته، طبعا!!!، فهو من مروحيته لا يرى الاختناقات المرورية، وعندما سيحتاج إلى العلاج الطبي لن يضطر إلى الاستلقاء في ممرّ المستشفى إلى جانب مريضة مسنّة وسماع الشكاوى المملّة عن الجهاز الصحي المنهار، عن غلاء المعيشة، عن فقدان صناديق التقاعد، عن أجرة الشقق السكنية غير المتوفّرة في أيدي المواطنين، عن العنف المستشري في الشارع الاسرائيلي، عن حقيقة الحياة التي يعيشها سكان هذه البلاد".
وحول نوايا نتنياهو الحقيقية قال د. حنين: "الحقيقة هي، أن شيئا واحدا فقط يجول في خاطر نتنياهو، وهو أنه غير مستعد للذهاب إلى السجن. هذا المشتبه به بتلقّي الرشوة يطالب بدورة برلمانية أخرى!!، ولهذا فهو يدأب على تفكيك وإزالة حُرّاس البوابة، ليسهل عليه تمرير تحريضه المسموم للجمهور من جهة، وزرع بذور الفتنة بين الفئات والشرائح المجتمعية من جهة أخرى، وفي الطريق يعمل على تعزيز إمكانية ضمّ الضفة الغربية وسد الطريق أمام أية إمكانية لمستقبل أفضل للإسرائيليين والفلسطينيين في هذه البلاد، لقد حان الوقت لأن يستيقظ كل من يعاني من هذا النظام، حان الوقت لننهض من أجل تغييره، ليحل مكانه بديلا حقيقيا".