موقع سبيل – لمراسل خاص
عُقد صباح اليوم السبت في فندق حوف هتماريم في عكا لقاء مصالحة بين الطائفتين المسيحية والدرزية في أعقاب ما كانت قد شهدته مدينة شفاعمرو من أحداث مؤسفة . وجاء لقاء اليوم تحت رعاية كل من الشيخ موفق طريف الرئيس الروحي للطائفة الدرزية وسيادة المطران الياس شقور رئيس أساقفة عكا وحيفا والناصرة وسائر الجليل . وشارك في هذا اللقاء عدد من رجالات الدين والمجتمع من الطائفتين بحضور النائب حمد عمار ورئيس بلدية شفاعمرو ناهض خازم والوزير السابق صالح طريف والقاضي نعيم هنو والشيخ يوسف أبو عبيد وعشرات الشخصيات التي تمثل الطائفتين .
وقد تم في هذا الاجتماع انتخاب لجان عمل مشتركة لمعالجة أي مشكلة قد تحدث مستقبلا ً ، كما اتفق الجانبان أن يتم بتاريخ 14.11.09 لقاء أخوي يقوم خلاله وفد عن الطائفة الدرزية في شفاعمرو بزيارة بيت الطائفة المسيحية ومن ثم يقوم وفد عن الطائفة المسيحية بزيارة مماثلة لبيت الطائفة الدرزية من أجل اعادة العلاقات الى مجراها الطبيعي ، ومن أجل أن يعم السلام والاطمئنان في ربوع مدينة شفاعمرو . وقد أصدر المشاركون في اجتماع اليوم البيان التالي :
- نشيد بالعلاقات الطيبة التي سادت بين الطائفتين والتي أسسها الأجداد والإباء وحافظ عليها الأبناء على مدار عشرات السنين والتي كانت بمثابة ( الأرض الغرس ) الطيبة لحياة مطمئنة وحسن جوار طويل الأمد .
- نستنكر بمزيد من الحزن والأسف جميع مظاهر العنف والشغب والغضب والكراهية والانتقام التي حدثت أخيرا في شفا عمرو.
- ندعو أبناء الطائفتين لإظهار روح التسامح والعيش المشترك والتآخي وإعادة بناء أواصر العلاقات الطيبة على أسس التفاهم والحوار والاحترام المتبادل
- تم الاتفاق على تشكيل لجنة مع الطائفتين بمشاركة رئيس بلدية شفاعمرو السيد ناهض خازم لبحث ووضع الية لراب الصدع وإتمام المصالحة بكل جوانبها وأبعادها .
- بعد إتمام مشروع المصالحة في شفا عمرو تتابع اللجنة عملها برؤية مستقبلية وعلى مستوى قطري لتوطيد العلاقات الأخوية بين الطوائف وزرع روح المحبة والتسامح بين الشبيبة
- يقوم وفد يمثل الطائفة الدرزية في شفا عمرو بزيارة إلى بيت الطائفة المسيحية ومن ثم تبادله الطائفة المسيحية بزيارة مماثلة الى بيت الطائفة المعروفية لكي يشعر الجميع بعودة العلاقات الى نصابها والمياه إلى مجاريها ويعود السلام والطمأنينة إلى ربوع مدينة شفا عمرو.
وفي الكلمة التي ألقاها الشيخ موفق طريف الرئيس الروحي للطائفة الدرزية أكد أن هذا اللقاء هو حجر الأساس لبناء علاقات متينة تقوم على الثقة والمودة والتسامح بين أبناء شفاعمرو على اختلاف طوائفهم ، وننشر هنا نص الكلمة كاملة :
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله على كل شيء وهو حسبي وثقتي وبه في كل الأمور استعين
سيادة المطران الياس شقور
فضيلة القاضي الشيخ أبو كامل نعيم هنو
رئيس بلدية شفاعمرو السيد ناهض خازم
الشيخ أبو احمد يوسف أبوعبيد
ألوزير السابق صالح طريف
عضو الكنيست حمد عمار
الآباء الكرام- المشايخ ألأفاضل
أيها الحفل الكريم
قال تعالى في كتابه العزيز:
"واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذا كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمةإخوانا"
لقد شاءت الظروف, ووقعت التقادير, ان تجتمع هذه الوجوه الكريمة, وخاصة من مدينة شفاعمرو العريقة لتدعوا إلى السلام, والعفو والتقارب ويسود من جديد, جو من الألفة والمودة والصداقة وحسن الجوار بين الأهل أبناء البلد الواحد, نفوس شهمة تلك التي تعامل بالعفو والتسامح, وتجنح إلى الصلح والسلم والتقارب.
أيها الإخوة الأفاضل الأعزاء تحلى أبناء مدينة شفاعمرو بالصفات النبيلة والأخلاق العالية, واجتمعت كلمتهم بالتعاضد, والتكاثف والتعاون والتسامح, كانوا وما زالوا نموذجاً يحتذا به, للتعايش المشترك الكريم, تأسفنا كثيرا لما حدث في الآونة الأخيرة, مما عكر صفو هذا البلد المسالم, والذي أدى إلى عواقب نحن بالغنى عنها والتي لم يستفيد منها أي طرف ولم تقدم أي مساهمة لجهة وإنما كانت شراً ووبالاً على الجميع, يسعدني ان سكان شفاعمرو بأغلبيتهم اثبتوا النضوج الكافي والإدراك الكامل والعقلانية الحكيمة لان يترفعوا فوق الأحداث وان لا ينجرفوا مع من سولت له نفسه ان يعكر صفو البلدة وصفوالمنطقة.
إخواني: ما زال أصحاب الهمم العالية , وأصحاب النوايا الحسنة الفاعلون للخير, حريصون على الهدوء والسلم في مجتمعنا, بهمتهم نجتمع اليوم لنفتح صفحة جديدة, ونعيد المياه إلى مجاريها, وتعود شفاعمرو البلد الواحد الموحد للجميع,القدوة للتعايش السلمي الأخوي بين جميع أبنائها سكانها وطوائفها.
إخواني: التسامح باب من أبواب العزة, والمقدرة والشجاعة, والمغفرة, قيل- التسامح زينة الفضائل والتسامح جزء من العدالة من يغفر يغفر الله له, ومن يعف يعف الله عنه.
لقد كانت شفاعمرو خلال تاريخها الطويل مدينة مضيافة يشد سكانها بعضهم بعضا ويتعاون الجميع في السراء والضراء وقد بنت كل ماضيها على التعاون المثمر والاتحاد فكانت دائما مثالا للحب الود والإخاء وها هي تستعيد لحضاتها من جديد وتعطي المجتمع حولنا دروسا في التسامح والعفو والمصالحة.
لذلك نشد على أياديكم جميعا ونبارك وندعو للجميع بالتوفيق والمستقبل الزاهر, وأتقدم بشكري الجزيل إلى سيادة المطران الياس شقور ورئيس بلدية شفاعمرو السيد ناهض خازم, وكل من سعى وعمل ودعى منرجال الدين وقادة هذا المجتمع وأهلنا من كل الطوائف في شفاعمرو على حرصهم الشديد لسلامة البلد الواحد الموحد وتهدئة الأوضاع في هذا البلد الحبيب.
والحمد لله سبحانه وتعالى الذي لا يضيع عملا لأحد وهو الموفق لما فيه الخير, والسلام على من اتبع الهدى, والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته