تكتب صحيفة "هآرتس" أن اثنان من كبار أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي اللذان زارا الشرق الأوسط، الأسبوع الماضي، حذرا من أن خطة سلام حكومة ترامب قد تعرض الاستقرار في الأردن للخطر. وقال السيناتوران ميت روماني وكريس ميرفي للصحفيين في واشنطن إنه ساد لديهما الانطباع خلال الزيارة بوجود "قلق كبير في الأردن" إزاء خطة السلام وأنهما غير مقتنعين بأن حكومة ترامب تدرك تمامًا هذه المخاوف.
وقد وصل روماني، الذي ترشح في السابق للرئاسة من قبل الحزب الجمهوري، إلى المنطقة مع ميرفي من الحزب الديموقراطي، بصفتهما يترأسان اللجنة الفرعية لشؤون الشرق الأوسط في مجلس الشيوخ. وشملت الزيارة إسرائيل والأردن ولبنان والعراق والسلطة الفلسطينية. والتقى الاثنان برئيس الوزراء الفلسطيني الجديد، محمد شتية، وتحدثا عبر الهاتف مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي كان في عطلة عائلية في مرتفعات الجولان.
وكان الموضوع الرئيسي الذي ركز عليه روماني وميرفي هو خطة ترامب للسلام، والتي قد يتم تقديمها بعد شهر رمضان. وقالا للمراسلين إن الفلسطينيين يشعرون "بالإحباط والتشاؤم" إزاء الخطة. وقال ميرفي إن الفلسطينيين يعتبرون الخطة منحازة للجانب الإسرائيلي، فيما قال روماني إنه يعتقد أن الفلسطينيين يعتزمون رفضها.
كما أشار الاثنان إلى الأثر المحتمل للخطة على الأردن. وقال ميرفي: "هناك أشياء، مثل خطة السلام، يمكن أن تزعزع استقرار البلاد. هناك قلق حقيقي." وأضاف ميرفي في حديث مع صحيفة هآرتس أنه يسود لديه الانطباع بأن الحكومة الأردنية تخشى حدوث مظاهرات حاشدة في حال رفض الفلسطينيون خطة ترامب نهائيا، ولن ينضم الأردن إلى هذا الموقف. وقال: "إنهم قلقون للغاية بشأن ما سيكون عليه رد فعل الشارع الأردني على خطة سلام لا تشكل أساسًا للحوار".
وتشير الصحيفة إلى أن إدارة ترامب تكافح السلطة الفلسطينية حول موقف الأردن ومصر ودول عربية رئيسية أخرى من خطة السلام. وقال دبلوماسيون عرب وأوروبيون على اتصال بفريق السلام الأمريكي إن الإدارة قلقة من احتمال رفض الأردن ومصر للخطة بسبب المعارضة الفلسطينية لها، ما سيؤدي إلى رفضها التام في العالم العربي.
وردا على سؤال "هآرتس" حول ما إذا كانت الإدارة مدركة للمخاوف في الجانب الأردني، أجاب ميرفي بأنه لا يوجد للولايات المتحدة سفير دائم في الأردن، بعد ما يقرب من عامين ونصف من بدء ولاية ترامب. وقال: "ربما لو كان لدينا سفير هناك، فسنكون أكثر وعيا بهذه الأمور". وأضاف روماني، أحد الجمهوريين القلة في مجلس الشيوخ الذين ينتقدون ترامب بانتظام، أنه شعر خلال الزيارة بوجود قلق إزاء خطة السلام في المنطقة. وقال: "قال لنا الكثير من الناس، نحن قلقون حقًا بشأن صفقة القرن. هناك توقعات بأن يتم نشر شيء ملموس، وفي الوقت نفسه، هناك شعور بأنه بالتأكيد لن يكون كافياً للفلسطينيين. لا أحد يعلم ماذا سيحدث".
وأوضح روماني أنه يعتقد بأنه لا يوجد بديل لحل الدولتين. الرئيس الجمهوري السابق، جورج دبليو بوش، دعم صراحة إقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل، ولكن على مدار العقد الماضي تحولت مواقف الحزب بهذا الشأن إلى اليمين، وقد أدلى كل من جارد كوشنر وجيسون غرينبلات، مؤخرا، بتصريحات ضد الالتزام السابق بهذا الحل. كما أوضح روماني أنه "خلال محادثاتنا في المنطقة، لم نسمع أي اقتراح أو فكرة غير حل الدولتين". وأضاف أن الحل الآخر - منح الجنسية للفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس الشرقية - سيؤدي إلى تدمير الهوية اليهودية لإسرائيل.
وأثار العديد من الصحفيين احتمال عدم لقاء نتنياهو شخصيًا مع روماني وميرفي، على عكس معظم أعضاء مجلس الشيوخ والنواب الذين يزورون إسرائيل، بسبب انتقاداتهما لترامب. وقد رفض الاثنان هذا الاحتمال، موضحين أنه تم الشرح لهما مسبقًا أنه سيكون من الصعب مقابلة مسؤولين إسرائيليين كبار خلال عيد الفصح.