موقع سبيل
إيمانًا بأهميّة القصّة وتأثيرها السحري على نفوس طلابنا، ولِما لها من دور فعّال في بناء جيل قارئ، استضافت مدرسة الشافعي الابتدائيّة في باقة الغربيّة كاتب قصص الأطفال الإعلامي المعروف نادر أبو تامر ليقدّم عروضًا قصصيّة بنكهة متميّزة جذّابة، وذلك تحت رعاية مجمع اللغة العربية في حيفا وبإشراف مركّزته الميدانيّة المربية هيفاء مجادلة.
خُصّص العرض لطلاب الصفوف الرابعة في المدرسة، الذين استقبلوا الكاتب بترحاب وشوق تجاوز المألوف، وذلك حين أعدّوا له مفاجأة مؤثّرة حيث وقف الطالب رامي عبد الكريم معرّفًا زملاءه الطلاب على حياة الكاتب مقدّمًا نبذة موجزة حول أهم إصداراته، وتميّز رامي ابن العاشرة بأداء متميّز حين جرت اللغة الفصحى على لسانه بطلاقة ومهارة.
وبعد تقديم لمحة مختصرة من قبل المربية هيفاء مجادلة حول مجمع اللغة العربية وأهميّته في بلادنا كجسم يسعى إلى تعزيز مكانة اللغة العربيّة، ويصبو إلى غرس بذور الوعي القرائي في نفوس الطلاب؛ بدأ الكاتب نادر أبو تامر عرضه بالحديث عن تجربته الشخصيّة في عالم الإبداع والكتابة القصصية، ثم تطرّق إلى أهمية القصّة في حياة الطفل. وكانت اللحظات المثيرة بالنسبة للطلاب حين أصغوا إليه وهو يسرد على مسامعهم قصّة "أصغر سائق في العالم" بأسلوب إيقاعي شائق وجذّاب، وتميّز عرضه بإدخال الطلاب إلى أجواء القصّة وعالمها من خلال طرح أسئلة منوّعة، وسرد متقطّع متداخل بغية إشراك الطلاب وفتح آفاق الخيال أمامهم لإكمال الجمل السردية، خصوصا في هذه الفترة التي يحتفى فيها باليوم العالمي للسلامة على الطرق.
واستمع الطلاب إلى القصص بمتعة واضحة وتفاعلوا بشكل كبير مع العرض بحضور ومشاركة معلمتي اللغة العربية في الصفوف الرابعة أميمة مصاروة وابتسام يونس ومركزة اللغة العربية رويدة ابو مخ، وبرزت لدى الكثيرين منهم كفاءات وقدرات لغوية مميّزة من خلال مشاركة الكاتب في سرده القصصي، ومن خلال الإجابة على أسئلته بلغة سليمة، كما برزت هذه القدرات من خلال أسئلة متنوّعة وجّهوها للكاتب الضيف.
وفي حديث معها أكّدت المركزة الميدانيّة هيفاء مجادلة على الاهتمام الكبير الذي يوليه مجمع اللغة للطفل الذي أضحت ثقافته من أبرز القضايا التي تحظى باهتمام الجميع، وذلك بهدف فتح آفاق جديدة أمامه من خلال العروض القصصيّة المتنوّعة ومن خلال لقاء الطلاب مع كتّاب هذه القصص.
وأضافت مجادلة: "يصبو المجمع إلى ترويج ثقافة المطالعة الأدبيّة والثقافيّة من أجل العمل على بناء جيل قارئ، وذلك انطلاقًا من أن المطالعة هي الوسيلة الأولى لكل تقدّم فكري وتطوّر ثقافي".
هذا، وقد أشاد مدير المدرسة المربي جمال أشقر بنشاطات مجمع اللغة العربية التي تُنفّذ تحت مظلّة المطالعة، مؤكّدًا مدى حرص المدرسة على أن تكون وسيطًا ناجعًا بين الطلاب والقراءة، وذلك من خلال وسائل عديدة تعتمدها، أبرزها مبادرة المدرسة إلى تنفيذ مشروع القراءة الصامتة، حيث يستهلّ الطلاب يومهم الدراسي باختيار ما يطيب لهم قراءته من المكتبة الصفيّة التي تتوافر في كل غرفة صف، وذلك لمدة ربع ساعة زمنية في كل يوم".
وأردف أشقر يقول: "هذا المشروع يتيح للطالب ترسيخ عادة المطالعة لديه وتجذيرها، بالإضافة إلى ما يجنيه من عملية القراءة كتنمية الملكة اللغوية لديه".