ليته لم يكن لديّ عائلة. عندها لن يكون لديّ أخ يقتلني وعمٌّ يحاسبني وخالٌ يزجرني. ليتني وُلدت على الطريقة الصينية حيث يُسمح بانجاب مولود واحد لكل ذكر وانثى، ومع مرور جيلين على هذا النحو تنتهي العائلة، فلا أخ ولا أخت ولا عم ولا خال، فلماذا ننجب منهم الكثيرين ثم نقوم بذبحهم حسب دستور شرف العائلة؟
أخي العزيز،
أحسدك يا ا اخي لأنك ذَكَر.. انت حر وتملك كامل الحرية، والحرية المطلقة، لأنك ذَكَر، علما بأنك لم تكن انت الذي قرر المجيء الى الحياة على شكل ذَكَر، ولو كان القرار قراري لقررت أن أولد ذكرًا مثلك. أريد أن أذكّرك أخي عن حقيقة علمية معروفة أن ّ المسبّب في ان يخرج المولود ذكرًا او أنثى هو الذكر وليس الأنثى، فالكروموزوم الذكري هو الذي يحمل بداخله صفات الذكر والأنثى، فإذا اتَّحد كروموزوم الذَّكر ذو الصفات الانثوية مع البويضة خرج المولود انثى، واذا اتحد كروموزوم الذَّكر الأنثوي مع البويضة خرج المولود ذَكرًا، فكيف أُعاقَب على كوني ولدت انثى وأنتَ ايها الذَّكر هو سبب كوني جئت الى الحياة على هذا النحو؟
لو كان القرار بيدي لقررت أنْ أُولَد ذكرًا مثلك. أنت أيّها الذَّكر الحُرّ الطليق، تخرج من البيت متى تشاء، تركب السيارة وعندما تكون لوحدك فيها تتمنى ان تلتقط فتاة جميلة في الطريق وتتجاهل الذكور المحتاجين ل"تْرِمب".
جسدك ملكك، واما أنا فَجَسدِي ملك القوانين الاجتماعية. شهواتي أُعدِمت قبل ان أُعدَم على قارعة الطريق وعلى الملأ على الطريقة السعودية "الحضارية".