سوادُ الليل
شعر كمال ابراهيم
سَوَادُ الليلِ قَمَرٌ مُعْتِمْ
يَنْهَشُ فِيهِ القَتْلُ والبُهْتَانْ
عُنْفٌ يَنْخَرُ فِي كُلِّ مَكَانْ
فَأَيُّ خَطِيئَةٍ جَنَتْ ضَحِيَّةُ هَذا الزَّمَانْ
كَيْ تُذْبَحَ فِي وَضَحِ النَّهَارْ
أَوْ فِي دُجَى الليْلِ المُظْلِمْ،
إنِّي أقْسِمْ
أنَّ العُنْفَ مُسَيَّسٌ
اسْتَفْحَلَ فِيهِ الإجْرَامْ
لا يأبَهُ لَهُ الحُكَّامْ
فهُمْ لَا يَفْعَلُونْ
سِوَى الاسْتِنْكارِ في وَسَائِلِ الإعْلَامْ
عَنْ جَرِيمَةٍ وَقَعَتْ
فِي قُرَانَا، مَعْدُومَةِ السِّلْمِ وَالأمانْ.
إنِّي سَألْتُكَ رَبِّي
يا خَالِقَ الإنْسَانْ
ارْحَمْ عَبْدَكَ المَقْهُورْ
فِي زَمَنٍ يَدُورْ
يَحْرِقُ الأخْضَرَ وَاليَابِسْ
في زَمَنٍ لا يَرْحَمْ
عَمَّ فِيهِ البَطْشُ
ضدَّ المَرْأةِ والطِّفْلِ والشُّبَّانْ.
اعْلَمْ أيُّهَا القَاتِلْ
أنَّ لِكُلِّ جَرِيمَةٍ جُرْعَةُ عَلْقَمْ
ستَشْرَبُهَا مُرَّةً بالكَأسِ والفِنْجَانْ.
28.10.2019