بقلم : عمر سعدي - سخنين
مـا كــانَ كــان...
أصـدقائي...
احمِلوا أوزاركُم وانصرفوا الآن
فغداً مَوعِدٌ للعَبِثِ وتأنيب الضمير...
قَد كَانَ يَكفينا البكاءُ أمامَ فوضى الجُرحِ/
والصُراخُ أمامَهُ...
يكفي بأن نبكي وننفُثَ مقتنا...
ثمّ ننسى حُزننـا ...
مـا كانَ ... كــانَ
ولي صَديقٌ
لَيسَ يَذكُرني تَمـاماً...
فالغِيابُ نصيبهُ مِن هذهِ الدُنيا
ومِني الذاكِرة...
يمشي إذا يَمـشي فيلمحُني ويمضي...
ربما ؛
لا شيء في وجهي القديم يذكّرهُ بشيء ما
أو ربمـا ...
لا زالَ ينسـى ...
ما كـانَ ، كـانَ / أنَا هُنـا الآنَ...
أحضِنُ نجمَتي الأولى وأرفَعُها ...
قد كانَ يكفي لو عبرتُ الليلَ وحدي؛
لكنَّ صمتَ الروحِ يصرخُ في المدى جزِعاً
فتجتمِعُ البلادُ لتفهَمَ سِرَّهُ...
لا. لا تَخَافوا ، إنَّ الصراخَ يعيدُ قلبي
كي يُرَتِّبَ جُرحَهُ وينبضَ من جديد....
ما كانَ في الماضي ، صديقي ،
ليسَ يَكفي كَي أصدِّقَ أيَّ شيء
لَن أعيرَكَ أيَّ سرٍ كي تُعيدَ ليَ الحياةَ...
ولا تُفكِّر مرّةً أخرى "صديقي" ...
أُنثُر شظايا الذاكــرة ، بَعثِر خُطاكَ وراءَ جُرحي
واحتمِل أرقَ الوجود...
لعـلَّ سراً كانَ يجمَعنا يعـود...
يا أيها الماضي الذي ما عادَ يسأَل
تمهَّل قَبل أن تأتـي ... تمهَّل
إنَّ في قَلبِيَ جُرحٌ ، في ظلامِ الغَيبِ مُهمَل
لا تؤاخذني
فهذا النبضُ يأتي مرةً في العمرِّ...
يَغمُرُني / يقبِّلني ويَرحــل ...
أصدقائي ،،،
إنَّ قَيدَ الروحِ يَختصر الجراح / جميعها.
يهزّ صدرَكَ مرّةً حتى يعيدك للحياة!
لا شيءَ أجمل مِن حوار الروحِ للماضي
وأطياف الوجـود ...
إنّ صوتَ الذاتِ يجشأُ كلمّا مرّت
بأطرافِ الحياةِ ...
وتمعَّنت بصفائها وبهائهـا ...
الغيبُ أجمَلُ يا صديقَ الروحِ
فاذكُرني إذا طـال الغِيــابُ
ودُلَّنـي أينَ الطَريق، إذا التقينـا
لا تُدِر وَجهَكَ عنّي ثُم تمضي
تاركاً في الروحِ جرحاً
لا يُداويهِ العذاب ...
إنَّ للقـادمِ وجهٌ رائعُ الحُسنِ ، بهيٌّ
فاحتضِنّي كي نَـعود ...
مِثلَ أسرابِ الحمـام ... حِكايةً أخرى
ولا تُفكِّر بالهـرب ...
(عُمر سعدي )
20:05/20.11.09