موقع سبيل
أجرى موقع سبيل هذا الأسبوع تحقيقـًا صحفيًّا عن الأوضاع المعيشيَّة في المغار وتبيَّن لنا من مصدر موثوق أنَّ عدد العائلات الفقيرة في المغار من أبناء الطوائف الثلاث يزيد عن ألف عائلة من مجموع 4700 عائلة وأنَّ غالبيَّة العائلات الفقيرة تعتاش على المساعدات من المؤسَّسات الحكوميَّة كالتـَّأمين الوطني ومكتب الشؤون الإجتماعيَّة وبعضها يحصل على الصَّدقات من جمعيَّات خيريَّة.
ومع حلول عيد الأضحى المُبارك الذي يستقبله الكثيرون في معظم أرجاء المعمورة ،ككل عيد بالفرح والسَّعادة لا بدَّ من الإشارة أيضـًا أنَّ هناك الكثير من العائلات لا تجد في العيد أو غيره ما يفرحها بسبب أوضاعها الإقتصاديَّة المُزرية فلا تستطيع تلك العائلات أن توفـِّر في العيد لأبنائها ما يلزم من مأكولات كاللحوم والحلويات ولا تستطيع توفير ما يُسْعد أطفالها من ملابس جديدة للعيد التي من المفروض أن تـُدخل البهجة والفرح إلى قلوبهم.
ومثل هذه العائلات نجدها في المغار حيث اكتشف موقع سبيل أرقامًا مُذهلة عن عدد العائلات المُحتاجة التي لا تستطيع أن تحتفل بالعيد كما يجب كبقيَّة العائلات التي يُمكن وصف حالتها الإقتصاديَّة بالميسورة وعدد العائلات التي تعيش في المغار تحت خط الفقر يزيد عن 1000 عائلة وهذه العائلات تنتمي للطوائف الثلاث ويعتمد بعضها بالأساس على مخصَّصات التأمين الوطني الضئيلة التي لا تكفي لإعالة أفرادها فتعيش هذه العائلات وضعًا معيشيًّا صعبًا للغاية ، الأمر الذي يتوجب على المسؤولين ، إن كان على نطاق السُّلطة المحليَّة أو الحكومة أخذ أوضاعها تلك بالحسبان ومحاولة مساعدتها بأيِّ شكل من الأشكال للتخفيف عنها مشاق هذه الحياة ومتاعبها .
وفي هذا الخصوص لا بدَّ من الإشارة إلى أنَّ جهات شعبيَّة في المغار تفهَّمت قساوة حياة هؤلاء فانبثقت في الطائفة الدرزيَّة مشكورة جمعيَّة باسم جمعيَّة العرفان والتي تضم بين صفوفها 17 عضوًا من أبناء الطائفة الدرزيَّة شيوخـًا وشبابًا حيث تقوم هذه الجمعيَّة بجمع التبرُّعات من أهالي القرية وخاصَّة من أصحاب المصالح وتوزيعها على العائلات المُحتاجة من أجل مساعدة أطفال هذه العائلات باستقبال عيد الأضحى المبارك بفرح وبهجة أسوة بباقي الأطفال من جيرانهم وأصدقائهم في المدرسة.
وهذا العام تمَّ تسجيل هذه الجمعيَّة من قبل مسجل الجمعيَّات تحت اسم "جمعيَّة العرفان" وهدفها الأساسي مساعدة العائلات المُحتاجة ذات الدَّخل المحدود .
وفي هذا الصَّدد ذكر رئيس الجمعيَّة السيِّد سعيد قطيش لموقع سبيل أنَّ مشروع مساعدة المحتاجين يقوم للسَّنة الثالثة على التوالي وكل ما جُمِعَ من أموال في السَّنوات الماضية تمَّ توزيعه على العائلات المُحتاجة قبل عيد الأضحى وعلى سبيل المثال تمَّ في السَّنة الماضية توزيع حوالي 86000 شيكل على حوالي 100 عائلة مُحتاجة وهذا العام من المتوقع أن يزيد المبلغ بكثير وسيتم توزيع الأموال على العائلات التي تقدَّمت بطلبات المساعدة حسب نماذج مُعدَّة من قبل جمعيَّة العرفان وسيتقرَّر المبلغ حسب وضع كل عائلة وعدد أنفارها وحسب وضعها المادِّي. كل ذلك من خلال تقديم المساعدة لأكبر عدد ممكن من العائلات المُحتاجة.
وتهدف الجمعيَّة من الآن وصاعدًا إلى جمع التبرُّعات من المغار وخارجها بما فيه المواد الغذائيَّة والأموال والملابس وغيرها بغية توزيعها على الفقراء على مدار السَّنة وليس فقط قبل عيد الأضحى . وبهذا الخصوص تتوجه الجمعيَّة لذوي الإمكانيَّات بتقديم يد العون والتبرُّع بما أمكن من أجل مساعدة العائلات المُحتاجة . ويمكن التوجه للسيِّد سعيد قطيش على هاتف رقم : 6654350-050 أو لأي من أعضاء الجمعيَّة ومنهم : وئام ابراهيم – 9490600-050 ، شوقي غانم – 8198107-057 أو توفيق ستاوي – 6441651-052 .
وبين أبناء الطائفة الإسلاميَّة في المغار هناك لجنة زكاة لدعم العائلات المُحتاجة التي يزيد عددها عن 20 عائلة محتاجة معروفة للجنة ناهيك عن عدد العائلات الكثيرة المحتاجة غير المعروفة في الطائفة الإسلاميَّة.
وذكر الشيخ ماجد سلامة ، إمام المسجد الشـَّمالي ممثلا عن هذه اللجنة لموقع سبيل أنـَّه يتم كل عام تقديم حوالي 1000 شيكل لكل عائلة مُحتاجة قبل عيد الفطر. وقبل عيد الأضحى تقدِّم اللجنة الدّعم المادِّي لكل عائلة من هذه العائلات التي تطلب المُساعدة.
وعن الوضع في الطائفة المسيحيَّة التقى محرِّر موقع سبيل مع قدس الأب فوزي خوري ، كاهن رعيَّة الروم الكاثوليك في المغار الذي قال:" خلال السَّنة الماضية قامت الكنيسة بتقديم العون لأكثر من 20 عائلة مسيحيَّة فقيرة وقدَّمنا المساعدة لطلاب جامعيِّين من أبناء العائلات المُحتاجة. وفي هذه الأثناء نقوم بتنظيم المجلس الرَّعوي وتعيين لجنة خاصَّة بهذا الأمر ، نأمل أن تبدأ العمل مع مطلع العام القادم. والأموال التي توزَّع على الفقراء في المغار مصدرها متبرِّعون من أهالي المغار ممَّن يقدِّمون المساعدات عن طريق الكهنة ويمتنعون عن ذكر أسمائهم كما ورد في قول السيِّد المسيح " لتجهل شمالك ما تصنع يمينك ". وفي السَّنة الأخيرة قامت الكنيسة بتوزيع حوالي 30000 شيكل على العائلات المُحتاجة أو الأشخاص الذين يمرُّون بظروف صعبة.
وينتهز قدس الأب فوزي خوري هذه المناسبة ليتقدَّم عبر موقع سبيل إلى جميع أبناء الطوائف الإسلاميَّة والمعروفيَّة بالتهاني بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك ويرى في هذا العيد مناسبة لتفهم أهميَّة التضحية في سبيل الله والأخ الآخر.