بمناسبة قرب حلول عيد الأضحى المبارك يوجه فضيلة الشيخ موفق طريف الرئيس الروحي للطائفة الدرزية كلمة ننشرها هنا كاملة ً :
بسم الله الرحمن الرحيم
عيد الأضحى ويسمى العيد الكبير، وهو أهم الأعياد لدى الطائفة الدرزية، والاسلامية
وهو عيد التضحية و التوبة الى الله عز وعلا . عيد المحبه والتآخي والتسامح, والعمل من أجل المجتمع, ومساعدة الغير ومد يد العون لكل محتاج, ومساندة المظلوم. عيد الرجوع الى الله عز وجل, والتوبة عن المعاصي, وعمل الخير, والسعي من أجل السلام.
يوحي العيد بقدسيته الى المسلك الصحيح، وحسن الجوار والمعاملة مع الأقارب والجيران بالرفق، باللين، بالصدق، بالأمانة، والمعاملة الحسنة مع الآخرين، والتواضع والخشوع، والأبتعاد عن المتاهات والمعاصي، والتقرب من الله وأوليائه الصالحين.
تسبق العيد أيام العشر المباركة، حيث يئم أهل الدين أماكن العبادة يومياًً، وتتلى الصلاوات والشعائر الدينية، لتزداد المواعظ والأحاديث الدينية والأرشاد، ويخيم جو من الهيبة والرهبة الدينية أجواء القرى الدرزية. ويسبق العيد يومي الوقفتين العظيمتين، الوقفة الصغيرة والوقفة الكبيرة، أيام مقدسة جداً لاتقل قدسيتها عن يوم العيد، وتتسم الوقفة الكبيرة بصلاوات خاصة بها. كثيرون من أبناء الطائفة الذين يرغبون التوبة والالتحاق بركب شيوخ الدين يستغلون مناسبة الأيام المقدسة للدخول في هذا الجوهر النفيس.
يسعدني في هذه المناسبة أن أتوجه إلى جميع أبناء الطائفة المعروفية الأعزاء وإخواننا المسلمين مقدِّمًا لهم التهاني والتحيَّات والتبريكات بمناسبة هذا العيد السعيد راجيًا من الله سبحانه وتعالي أن ينعم على كل واحد منهم بالسعادة والهناء وأن يتمتع الجميع بكل أسباب الراحة والرخاء وأن يعود عليهم هذا العيد والأعياد الأخرى والكل ينعم بالصحة والعافية وهداة البال ويحل السلام والوئام بين الأمم والشعوب ويحصل كل ذي حق على حقه ويسود التعاون والتسامح والتفاهم بين جميع بني البشر سائلا المولى الكريم أن يسود السلام العادل في ربوع شرقنا الحبيب ونحتفل في العيد المُقبل مع مشايخنا وأهلنا من سوريا ولبنان.
ونرفع بهذه المناسبة الطيِّبة الأيدي ونصلي جميعًا من أجل أن نعيش في أمن وأمان وسلم وسلام وازدهار ولنعيش في مجتمع متسامح يحب الواحد منا الآخر خاليًا من العنف والسلوكيَّات السلبيَّة وخاليًا من حوادث الطرق المروِّعة متمسكين بعاداتنا وتقاليدنا الأصيلة .
في هذه المناسبة أتوجه إلى أبنائنا من الجيل الصاعد وأحثهم على الامتناع عن اللعب بالألعاب النارية والمفرقعات التي تشكل خطورة على سلامتهم وسلامة المحيطين بهم، كما أشيد بالجميع نبذ العنف والصبر والتروي والتحلي بطول البال والتسامح لتبقى بهجة العيد مخيمة على الجميع ولنتفادى عواقب العنف الوخيمة خاصة العنف على الطرقات، لتسود روح المحبة والوئام والألفة على الجميع وتبقى أيامنا جميعاً أعياداً وأفراحاً.
كل عام وأنتم بألف خيرعساه يعود على الجميع بالسعادة والهناء.