لقي قاسم سليماني، قائد فيلق القدس ال إيران ي، وأبو مهدي المهندس القيادي بالحشد الشعبي العراقي، مصرعهما في ضربة جوية أمريكية استهدفت سيارتهما على طريق مطار بغداد فجر اليوم الجمعة.
من جهتها، قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن الجيش قتل سليماني بناء على توجيهات الرئيس دونالد ترامب، "كإجراء دفاعي حاسم لحماية الموظفين الأميركيين بالخارج".وذكرت الوزارة أن سليماني أقر الهجمات على السفارة الأميركية في بغداد وكان يعمل في دأب على تطوير خطط لمهاجمة الدبلوماسيين والجنود الأميركيين في المنطقة، واعتبرت أن قتله يهدف لردع خطط إيران.
وقال البنتاغون إن "سليماني وفيلق القدس التابع له مسؤولون عن مقتل مئات من القوات الأميركية وقوات التحالف".في غضون ذلك، نشر الرئيس الأميركي دونالد ترامب على حسابه بموقع تويتر صورة للعلم الأميركي دون تعليق.
وقال متحدث باسم الحشد إن "الأميركيين والإسرائيليين وراء مقتل سليماني والمهندس"، وفقا لما نقلته عنه وكالة رويترز. من جهة أخرى، قال مسؤولون أميركيون لرويترز إن الولايات المتحدة نفذت ضربات ضد هدفين في بغداد لهما صلة بإيران.
وقال مسؤول بوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) لمجلة نيوزويك الأميركية إن واشنطن تنتظر تحليل الحمض النووي الذي من المرجح جدا أن يؤكد هوية الهدفين سليماني والمهندس حسب تعبيره. وأشار إلى أن الضربة تنذر بتداعيات خطيرة قد تستمر طويلا، مذكّرا بما قاله قياديون في الحشد الشعبي في الآونة الأخيرة من أن المعركة مع الولايات المتحدة باتت مفتوحة على كل الاحتمالات.
مسيرة الجنرال قاسم سليماني
ولد الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، في بلدة رابور في جنوب شرق إيران في 11 آذار/مارس 1957.وعندما بدأت الثورة للإطاحة بالشاه في عام 1978 كان سليماني يعمل في مرفق المياه في بلدية كرمان ونظم مظاهرات ضد الشاه.
وتطوع للعمل في الحرس الثوري، وبعد أن اندلعت الحرب مع العراق في عام 1980 صعد سريعا على سلم الرتب.ولعب سليماني دورا محورياً في الأحداث العراقية من خلال مجموعات مختلفة من المقاتلين حتى أن الجنرال ديفيد باتريوس القائد العام للقوات الأمريكية في العراق بعث له برسائل عن طريق مسؤولين عراقيين وفقا لمراسلات دبلوماسية نشرها موقع ويكيليكس.
وبعد الاستفتاء على الاستقلال في شمال العراق الذي يهيمن عليه الأكراد في عام 2017 أصدر سليماني تحذيرا للزعماء الأكراد أدى إلى سحب المقاتلين من المناطق المتنازع عليها ومكن قوات الحكومة المركزية من إعادة فرض سيطرتها. وكانت زيارته لموسكو في صيف 2015 هي الخطوة الأولى في التخطيط للتدخل العسكري الروسي الذي أعاد تشكيل الأزمة السورية وإقامة تحالف إيراني روسي جديد لدعم الأسد.
واستهدفت وزارة الخزانة الأميركية سليماني بسبب أنشطته هذه. ففرضت الولايات المتحدة عقوبات عليه بسبب دعم فيلق القدس لحزب الله اللبناني، ولما اعتبرته الولايات المتحدة تدخله في سوريا عينه المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله على خامنئي سليماني قائدا لفيلق القدس في عام 1998 وظل سليماني بعيداً عن الأضواء لسنوات.
تزايد ظهوره مؤخراً مع قيام فصائل مسلحة في العراق وسوريا بنشر صور له على مواقع التواصل الاجتماعي وهو في ساحة القتال.
وقُتل الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، في 3 من كانون الثاني/يناير في قصف صاروخي استهدف فجر الجمعة موكب سيارات في مطار بغداد الدولي، بحسب ما أعلن التلفزيون الرسمي العراقي.
قوات الحرس الثوري الإيراني