أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، اليوم الثلاثاء، عن سحب طلبه منحه الحصانة لمواجهة ملفات وتهم الفساد، وأتى طلبه قبيل بدء الهيئة العامة للكنيست المداولات بشأن تشكيل لجنة الكنيست لبحث طلب الحصانة، وقبيل ساعات من إعلان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، عن تفاصيل "صفقة القرن".
وأتى إعلان نتنياهو الذي يتواجد في أميركا، قبل ساعات من إعلان الرئيس دونالد ترامب، رسميا عن تفاصيل "صفقة القرن"، والتي تقترح في بنودها إعادة رسم الحدود بالضفة الغربية لضم المستوطنات الكبرى والكتل الاستيطانية إلى السيادة الإسرائيلية.
وكتب نتنياهو على حسابه على "فيسبوك" من واشنطن قائلا "لن أسمح لخصومي السياسيين التدخل والتشويش علي في الخطوة التاريخية التي أقودها-بالإشارة إلى صفقة القرن-".
وأضاف نتنياهو "بينما أنا في الولايات المتحدة، من المتوقع افتتاح عرض آخر للكنيست في سيرك الحصانة. هذا هو استمرار الملاحقة الشخصية لي، بدلا من فهم المرحلة وتجاوز الاعتبارات السياسية، يواصلون التداول في سياسة رخيصة".
وتابع "لأنني لم أحصل على الإجراءات القانونية اللازمة، ولأن جميع قواعد الكنيست تم دوسها، ولأن نتائج الإجراء تم تحديدها مسبقا دون مناقشة، فقد قررت عدم السماح لهذه اللعبة بالاستمرار. لقد أبلغت رئيس الكنيست أنني أسحب طلب الحصانة".
وكان من المفروض أن تناقش الهيئة العامة للكنيست، اليوم الثلاثاء، تشكيل لجنة بغية مناقشة طلب نتنياهو لمنحه الحصانة لمواجهة ملفات الفساد ولوائح الاتهام المقدمة ضده، حيث أعلنت "كتلة اليمين" الداعمة لنتنياهو مقاطعة مداولات الكنيست.
إلى جانب "كتلة اليمين" المؤلفة من 55 من أعضاء الكنيست من الليكود وأحزاب الحريديم "شاس" و"يهدوت هتوراة"، وتحالف "يمينا"، أعلن رئيس الكنيست، يولي إدلشتاين، أيضا عن مقاطعة مداولات الحصانة بغية تشكيل لجنة بالكنيست لبحث طلب نتنياهو الحصول على حصانة، وعلى الرغم من هذه المقاطعة إلى أن تشكيل لجنة الكنيست يحظى بتأييد 65 من أعضاء الكنيست.
وقرر وعزا إدلشتاين مقاطعته للمداولات إلى معارضته مناقشة موضوع الحصانة في فترة الانتخابات، وعليه قرر أن نائبيه، مئير كوهين من تحالف "كاحول لافان" وحمد عمار من "يسرائيل بيتنو"، سيديران الجلسات العامة للكنيست بشأن مداولات الحصانة.
وذكرت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية أن السبب وراء قرار إدلشتاين يعود لشقين، أولا، لأنه جزء من "كتلة اليمين" الداعمة لنتنياهو والتي قررت مقاطعة النقاش. لكن السبب الأكثر مركزية هو معارضته للنقاش ذاته خلال فترة الانتخابات، والتي عبر عنها قبل أسبوعين، حيث أوضح بأنه. لا يستطيع منع النقاش، لكنه يستطيع مقاطعته.
وبعد المصادقة على تشكيل اللجنة من المتوقع أن تناقش اللجنة يوم الخميس المقبل، طلب الوزير السابق حاييم كاتس، الذي استقال من منصبه بعد أن وجهت لهم تهم الفساد وخيانة الأمانة، فيما ستنظر اللجنة في الأسبوع القادم في طلب نتنياهو الحصول على الحصانة.
وسبق أن تقرر بدء أولى جلسات لجنة الكنيست، المعنية بالبت في منح نتنياهو الحصانة من المحاكمة بثلاث قضايا فساد، وفق ما أعلنته اللجنة المنظمة للكنيست، المعنية بتشكيل اللجان الدائمة.
من المقرر أن يستمر عمل اللجنة لمدة أسبوعين تعقد خلالها 6 جلسات يتم التصويت بعدها على منح نتنياهو الحصانة من عدمه، وأرسلت "اللجنة المنظمة" مواعيد الجلسات الستة لنتنياهو والمستشار القضائي للحكومة، أفيحاي مندلبليت.
وتشير التقديرات إلى أن احتمالات منح لجنة الكنيست الحصانة لنتنياهو ضعيفة للغاية، حيث تضم اللجنة أغلبية رافضة للحصانة.
وحال تنازل نتنياهو عن طلب الحصانة الذي تقدم به رسميا مطلع الشهر الجاري أو رفضت لجنة الكنيست بعد تشكيلها طلبه فسوف يتم تقديم لائحة الاتهام ضده على الفور، إلى المحكمة المركزية في القدس.