بقلم : أدهم فوارسة - المغار
إلى أهالي قريتي المغار الكرام .. أخذ بي القلم لأكتب عن قضيَّة إجتماعيَّة باتت سخيفة للغاية بنظري وهي "السخرية مما لا يستحق الا التقدير ولا يستحق إلا الإهتمام " . أرى في هذه القرية الكثير وأنزعج من مواقف سخيفة تحصل لي أو لغيري وأرى أننا نتجه نحو طريق مسدود ، إلى الهلاك ولا نحاول تفسير ما يجري . كيف لنا أن نتقدَّم وهنالك من يقف في طريق التقدُّم بسخريته ممَّن يحاول التقدَّم ، ممَّن يتميَّز وممَّن يستحق التقدير ؟ لا بدَّ من أنَّ البعض فهم قصدي وكي لأ أكون قد طرحت لغزًا لمن لا يفهم قصدي أريد التوضيح بذكر بعض المواقف اليوميَّة التي تزعجني كثيرًا وتزعج غيري بالتأكيد . أوَّلا ، بالنسبة لأهمِّيَّة الوقت والزمن ، كثيرًا ما ننتظر ونضيِّع الوقت ونخلف المواعيد بتأخيرنا بضع دقائق على سبيل المثال فنسمع : " أخرى شوي باجي " " يللا شوي " فتتحوَّل ال " شوي " و "5 دقائق " وغيرها إلى ساعات دون أن نكترث لها . ماذا لو سألتم شخصًا يلفظ أنفاسه الأخيرة ماذا تعني له الدقيقة ؟ كيف لنا أن نتقدَّم ونتطوَّر ما دمنا لا نقدِّر ونحترم أصغر الأشياء وأثمنها ؟ ثانيًا : يخجل الكثير من قدراتهم ويخبِّأون مواهبهم كي لا تقابَل بالسخرية من قبل أشخاص لا يعرفون إلا السخرية . مثلا اذا تجرَّأ أحدهم وخطب بكلمة أمام جمهور من أهالي القرية ، أو إن كان طالبًا وقرأ شيئــًا ما أمام طلاب مدرسته على سبيل المثال فكيف يستقبل العديد هذه الجرأة ؟ أليس بالمصطلحات التافهة كهذه : " مثقف صاير " ، " الحياة مش قراية " ... وغير ذلك من تعابير لا تنفع بل تضر كل الضرر بالأشخاص الذين لا يستحقون إلا الإحترام والتقدير . فهؤلاء الذين يحبُّون القراءة والمطالعة وكسب الثقافة في مختلف المجالات تضع هذه التعابير حاجزًا أمامهم وعائقــًا نفسيًّا يمنعهم من الإستمرار في أروع الأمور . فهل هذه هي حقيقة الوسيلة التي تعتبر سببًا من أسباب وجودنا هنا اليوم ؟ وكأننا نخجل من وجودنا بطريقة أو بأخرى ، إذا كانت اللغة والمطالعة والقراءة والجرأة المطلوبة تخجلنا فبماذا نفتخر ؟ " بأطيب أرجيلة " ؟ بــ ِ " العضلات " ؟ ثالثــًا : هل تجولتم بالقرية وملأتم نظركم بمنظر النفايات المتراكمة في كل زاوية وزاوية في هذه القرية ؟ هل منعتم شخصًا ذات يوم أراد رمي النفايات على أحد الشوارع في المغار ؟ هل رفعتم راية النظافة يومًا في وجه القذارة ؟ أم أنكم تقفون في وجه من يرفع هذه الراية وتسخرون منه بقولكم : " صاير نظايفي " ؟ تضايقني هذه التصرُّفات بشكل كبير لأني أدرك جيِّدًا أنه ليس من شأنها إلا الدمار،"أولا ، ثانيًا وثالثـًا " ليست إلا جزءًا صغيرًا مما يحدث في مجتمعنا ، فإلى متى سنقابل التصرفات الإيجابيَّة التي تنبع من وعي وفهم بالسخرية ؟ هناك العديد الذين يحاولون الوقوف أمام الخطوات الصالحة في هذه البلد الطيِّبة فلنوقفهم عند حدِّهم بالإرشاد والتوعية لنجعل من المغار بلدًا يُقتدى بها أينما كان وعلى مرَّ الزمن والتاريخ . شكرًا لكل من يوافقني الرأي ويحاول السعي لإصلاح أمور كهذه في قريتنا المغار .