يحذّر خبراء الصحة والطب في إسرائيل ودول العالم من أن الخروج السريع من نظام الإغلاق الحجر الصحي والتباعد الاجتماعي يمكن أن يؤدي إلى موجة ثانية من وباء الكورونا، ربما كون أشد فتكًا من الموجة الحالية.
وبينما يبدي الخبراء الإسرائيليون ارتياحهم من المنسوب المتدني للوباء في البلاد فإنهم يؤكدون أن إسرائيل لم تتغلب نهائيًا على الموجة الأولى، وهم يستندون في تقييماتهم إلى وقائع تاريخية مثل اندلاع موجة ثانية من وباء الانفلونزا الاسبانية عام 1918، التي أودت بحياة أكثر من (50) مليون انسان، مع الإشارة إلى أن هذا الوباء انتشر على شكل ثلاث موجات، فكانت الموجة الثانية أشد فتكًا من الأولى.
كذلك، يشير الخبراء إلى الخطر الكامن في انعدام لقاح وتطعيم للكورونا، الأمر الذي يعزز احتمال اندلاع الموجة الثانية، كما يستفاد من التقارير الواردة من الصين وهونغ كونغ حول عودة (محدودة نسبيًا) للإصابات بالمرض، مع ترجيح تجاوز الأزمة حتى الآن، حيث أن سلطات هونغ كونغ- كما إسرائيل- اتخذت إجراءات سريعة ومشدّدة مبكرًا للسيطرة على الوضع.
ويؤكد الخبراء أن خطورة الموجات القادمة مرهونة بمدى نجاعة وسائل واحتياطات الوقاية، كالحفاظ على النظافة الشخصية واتباع نظام التباعد الاجتماعي، بالإضافة إلى الحرص والمثابرة على الالتزام بالتعليمات وعلى اجراء الفحوصات لتحديد "النقاط الساخنة" في كل دولة، لاحتوائها والقضاء على مخاطرها.
ويحذّر الخبراء بشكل خاص من تزامن الموجة الثانية من الكورونا مع الموجة المعتادة لمرض الانفلونزا في موسم الشتاء، حيث يشتد التعقيد الناجم عن موجتين دفعة واحدة، وخاصة فيما يتعلق بتشخيص المرض وبالأعباء الملقاة على الطواقم الطبية، وهنا تكمن أهمية التطعيم ضد الانفلونزا الموسمية- إلى حين إيجاد تطعيم للكورونا.