والدروز وثقافة القطيع والتواصل!
صدرت مؤخّرا فصليّة التواصل في سنتها التاسعة، والتي تصدرها جمعيّة الجذور بالتعاون مع الحركة الوطنيّة للتواصل. وقد صدر العدد ب-56 صفحة وشمل كلمة العدد وتحت العنوان أعلاه وممّا جاء في الكلمة:
" ثقافة القطيع هي حالة اجتماعيّة تسود في المجتمعات المتخلّفة ثقافيّا والمتعصّبة عشوائيّا، يجري أفرادها وراء راعٍ قُيّض له بحكم امتلاك إمكانيّات خاصّة أن يسوسها وليس بالضرورة في الطريق الصحيح، اللهم إلّا كان ذا بصر وبصيرة يسخّرهما للصالح العام لا لذات ولا لسيّد.
لا نعتقد أنّ اثنين يختلفان أنّ هذه الثقافة هي الطاغية بين الدروز رغم كلّ مظاهر التقدّم الخارجيّة؛ فيلات وسيّارات "ليسنج" وكلّها "مُمشكنة" ورحلات خارج البلاد على "المينوس"، وشهادات أكاديميّة ليست إلّا "رُخص عمل" للترفيه والرفاه وفي الكثير من الأحيان مسخّرة خدمة ل-"الراعي".
هذه الحال هي وليدة الغربة عن "العقل" والتمسّك بال-"نفس". وبالتالي الانقطاع عن الجذور الانتمائيّة؛ أهليّا ومذهبيّا ووطنيّا وقوميّا. البديل هو التواصل مع كلٍّ من تلك؛ التواصل مع العقل ومع النفس طريق العقل، والتواصل مع الأهل حملًا لهمومهم ليس ركوبًا عليها ولا تسخيرها، والتواصل مع الانتماء سلوكًا ليس مظهرا.
الحال أعلاه تخدم أوّلا وقبل كلّ شيء المتسلّطين على مقدّرات الدروز لغايات أبعد ما تكون عن مصالح الدروز الحقيقيّة، وسيعملون "السبعة وذمّتها" لاستمرارها.
الخروج من هذه الحال هو فقط وفقط حين يعي "التنويريّن" في الطائفة ومهما اختلفت اجتهاداتهم الفئويّة اجتماعيّا وسياسيّا وفكريّا، أنّ التواصل فيما بينهم بعيدا عن الفئويّات والذاتيّات والأحقاد، هو الطريق."
وتضمّن العدد موادّ في باب المقالة والشعر والأدب بأقلام نخبة من كتّابنا، الشيوخ: عوني خنيفس ومعذّى سيف وكايد سلامة ونمر نمر ونجيب علّو. والشعراء: تركي عامر وإياد الحاج وصالح زيدان وتفّاحة سابا وصالح قويقس وبسيل بدر ونسرين غضبان وفهيم أبو ركن. والكتّاب: سعيد نفاع وبهجت سعد وزياد شاهين، وتناول د. غازي خير الكورونا.