يقدّر باحثون إسرائيليون، بالاستناد إلى عينة مصلية هي الأولى من نوعها في اسرائيل، أن قرابة 2.5% من السكان أصيبوا بعدوى فيروس كورونا المستجد، ما يعني أن حوالي 200 ألف شخص أصيب بالفيروس، أي أكثر بعشر مرات من عدد المرضى المؤكدين بموجب بيانات وزارة الصحة، حسبما ذكرت صحيفة "هآرتس" اليوم، الثلاثاء.
ويشير أول مسح للأجسام المضادة في وزارة الصحة الاسرائيلية ، وفريق الوباء وجامعة تل أبيب إلى أن 2-3 في المائة فقط من السكان ، بين 200 و 300000 شخص في إسرائيل ، أصيبوا بالفعل بفيروس كورونا. لكن رغم ذلك، فإن إسرائيل ما زالت بعيدة عن مفعول حصانة القطيع، التي تتطلب إصابة بالفيروس بنسبة 60% على الأقل.
تهدف الدراسة المشتركة إلى تزويد وزارة الصحة بالمعلومات للمساعدة في إدارة الوباء. اعتمد أولاً على اختبارات الدم للأجسام المضادة لـ IGG ، والتي تشير إلى استجابة جهاز المناعة في الجسم للفيروس. عادة ما يتطور مثل هذا التفاعل بعد أسبوعين أو ثلاثة أسابيع من التعرض للفيروس، ويحدث أيضًا في الأشخاص الذين اصيبوا بالفيروس ولم تظهر عليهم أعراض المرض.
وحسب الباحثين، فإن نسبة مصداقية العينة المصلية هي 95% - 98%، وتم العثور خلال الأبحاث على مضادات من نوع "IgG"، وهي مضادات تظهر بعد أسبوع أو أسبوعين من الإصابة بالفيروس. وفي فيروسات أخرى، يرتبط هذا النوع من المضادات بذاكرة التطعيم ولديها قدرة دفاعية. ورغم ذلك، فإنه بكل ما يتعلق بكورونا لا يزال من غير الواضح أي مستوى من الحماية توفر هذه المضادات ولأي مدة.
كذلك تبين من الإحصاء أن أوسع انتشار للإصابة بالفيروس هي في سن 40 – 59 عاما، حيث وصلت نسبة الإصابة بالفيروس إلى 3.6% بين هذه الفئة العمرية. ونسبة الإصابة بالفيروس بين الأعمار 0 – 19 عاما هي 0.8%.
يقول داني كوهين ، من مدرسة الصحة العامة في جامعة تل أبيب : بالنسبة لمناعة القطيع ، يحتاج 50٪ على الأقل من السكان إلى تطوير أجسام مضادة ويوجد حاليًا فقط لـ 2.5٪ ، مما يعني أننا بعيدون عن مناعة القطيع ويجب أن يكون النظام الصحي جاهزًا من حيث إدارة الوباء .
ويُتَوَقع أن يبدأ في الأيام القريبة المقبلة إجراء إحصاء مصلي قطري كبير، سيتم خلاله فحص 150 – 200 ألف مواطن بواسطة صناديق المرضى. كما يتوقع بدء إحصاء معمق أكثر في مدينة بني براك، من أجل معرفة انتشار الفيروس في مناطق مكتظة بالسكان.