عن BBC
توالت ردود الأفعال الغربية الغاضبة على إجراء ايران تجربة ناجحة على صاروخ (سجيل 2) المعدل.
ففي واشنطن، اعتبر البيت الأبيض التجربة مثيرة للشكوك بشأن النوايا السلمية لإيران.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي مايكل هامر "في الوقت الذي عرض فيه المجتمع الدولي على إيران فرصا للبدء بإرساء الثقة، فليس من شأن هذه الاختبارات الصاروخية إلا نسف تأكيدات إيران فيما يتعلق بنواياها السلمية".
وأضاف هامر "ستعزز مثل هذه التصرفات من تصميم المجتمع الدولي وجديته على محاسبة إيران على تخلفاها المتكرر عن الوفاء بالتزاماتها بشأن برنامجها النووي".
من جانبه، قال رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون إن التجربة الإيرانية الصاروخية "تشجع على اتخاذ خطوة جديدة نحو المزيد من العقوبات".
ووصف براون الخطوة الايرانية بأنها "مثار قلق خطير"، مشيرا إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون يشاطره هذا القلق.
أما فرنسا، فقد اعتبرت التجربة "إشارة سيئة للغاية موجهة إلى المجتمع الدولي".
وقال بيرنارد فاليرو المتحدث باسم الخارجية الفرنسية "إن تجربة من هذا النوع لا يمكن أن تؤدي إلى شىء سوى تعزيز مخاوف المجتمع الدولي، في الوقت الذي تطور فيه إيران كذلك برنامجا نوويا ليس له أهدافا مدنية محددة".
وكان التلفزيون الحكومي الايراني أعلن في وقت سابق الأربعاء نجاح تجربة لاختبار صاروخ (سجيل 2).
وذكرت قناة العالم التليفزيونية الايرانية الناطقة باللغة العربية أن (سجيل 2) يتمتع بمدى أبعد من صاروخ شهاب، الذي قال مسؤولون ايرانيون في السابق ان مداه قد يصل الى 2000 كيلومتر.
وقال وزير الدفاع الايراني أحمد وحيدي إن من الممكن اطلاق الصاروخ بسرعة كما أنه يتمتع بالقدرة على المناورة أكثر من النسخة التي تم اختبارها سابقا.
ومن شأن هذا التطور أن يضع اسرائيل والقواعد الامريكية في الخليج في مرمى العسكرية الايرانية.
وتأتي تجربة اطلاق الصاروخ متزامنة مع تصاعد حدة التوتر بشأن برنامج ايران النووي الذي يخشى الغرب من ان يكون هدفه إنتاج قنابل نووية وهو ما تنفيه ايران.
وكان الجنرال حسين سلامي قائد القوات الجوية في حرس الثورة الايراني اكد في نهاية سبتمبر/ أيلول الماضي أن بلاده ستنتج نسخة مطورة من صاروخ (سجيل) قادرة على بلوغ إسرائيل التي تبعد حوالى الف كلم عن الحدود الغربية لايران.
ولا تستبعد إسرائيل والولايات المتحدة اللجوء إلى العمل العسكري اذا فشلت الدبلوماسية في حل الخلاف. وقد تعهدت ايران بالرد على اي هجوم.
وكانت إيران قد أجرت أولى تجاربها على صاروخ سجيل في نوفمبر/ تشرين الثاني 2008، وقالت إنه مناسب كصاروخ أرض أرض.
يذكر أن صاروخ سجيل يعمل على الوقود الصلب الذي يعطيه فعالية أفضل مقارنة بالوقود السائل.
وفي مايو/ أيار الماضي أجرت إيران تجربة على سجيل 2، وقال الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد حينها إن الصاروخ "استخدم تقنيات متقدمة، ...ونزل في المكان الذي حُدد له".