لا شك ان اوراق غانتس رئيس حزب ازرق ابيض قد احترقت منذ انضمامه لحكومة بنيامين نتنياهو كونه قد غدر في حينه بمنتخبيه الذين صوتوا له آملين منه بتغيير بنيامين نتنياهو أو على الأقل عدم تمكين نتنياهو من تشكيل حكومة يمينية متطرفة الأمر الذي لم يحصل برضوخ غانتس لنتنياهو والانضمام اليه مع الموافقة على ان يترأس نتنياهو حكومة لم تكن ترغب الاغلبية في اسرائيل بتشكيلها أخذًا بعين الاعتبار كل من صوت لحزب ازرق ابيض وحزب العمل والقائمة المشتركة الذين من حيث عدد النواب تفوقوا على معسكر نتنياهو الا أن رفض غانتس وعدد من نوابه التحالف مع النواب العرب ادى الى ما وصلنا اليه بمنح نتنياهو ما اراد وهو البقاء رئيسًا للحكومة الأمر الذي يسهِّل عليه التهرب من المحاكمة بملفات الفساد التي تواجهه او تأجيلها الى اجل غير مسمى.
واليوم حيث يعارض غانتس رغبة بنيامين نتنياهو في اقرار مشروع الضم في الضفة الغربية وغور الأردن بما يعادل 33 بالمائة من الضفة الغربية لا قوة لهذه المعارضة من جانب غانتس كون بنيامين نتنياهو يلوِّح لغانتس ويهدده بالذهاب لانتخابات جديدة اذا ما اصر غانتس على رفض خطة الضم بالشكل الذي يريده نتنياهو .
وفي الواقع لا يعارض غانتس الضم الا انه يطالب بضم غور الاردن ومناطق لا يوجد فيها غالبية فلسطينية الأمر الذي يصر فيه نتنياهو على ضم حتى مثل هذه المناطق .
وهذا الخلاف لا يروق للإدارة الامريكية برئاسة ترامب الذي أكد انه يؤيد الضم بموافقة غانتس وليس كما يريد نتنياهو فقط .
وهنا ثمة نقطة ضعف لموقف غانتس كون نتنياهو وحلفاؤه من اليمين مصرِّين على ضم 33 بالمائة من الضفة الغربية ولن يبقى امام غانتس الا امكانيتين وهما إما الرضوخ لما يسعى اليه نتنياهو او التعنت وعدم الموافقة مما سيضع الحكومة المشتركة في مأزق سياسي سيمنع اقرار الضم قريبا أو تأجيله .
الا ان هذه الامكانية واحتمالات تمسك غانتس بموقفه واصراره لا تبدو ممكنة كون نتنياهو يدرك ان مكانة غانتس الشعبية تكاد تكون منتهية في حالة حل الحكومة والذهاب الى انتخابات جديدة التي لا مكانة لغانتس في تحقيق أي نجاح فيها بسبب حرق نفسه منذ انضمامه لنتنياهو ولا مكان له في عودة التنافس على رئاسة الحكومة عن طريق انتخابات قادمة ومن المؤكد ان الناخبين الذين صوتوا له في المرات السابقة لم يعد يثقون به ولن يمنحوه ثقتهم الا بعدد قليل من الاصوات التي ستحقق له فقط عددًا من المقاعد التي قد تعد على اصابع اليد.
ومن هنا يبدو موقف بنيامين نتنياهو هو الأقوى في حالة الذهاب الى انتخابات جديدة وثمة احتمال بحصول اليمين برئاسة نتنياهو بعدد اكبر من المقاعد والتي قد تزيد عن ال61 مقعدا مما يمكن نتنياهو من تحقيق فوزه وتشكيل حكومة حتى بدون غانتس وتمرير خطة الضم .