ونحن نقف قرابة عشرة أيام قبل اقدام نتنياهو على الإعلان عن ضم المستوطنات في الضفة الغربية لإسرائيل تلوح في الأفق تطورات سنشهدها ستكون على بالغ الأهمية والخطورة مع اتخاذ نتنياهو قراره بالضم ولو كان ذلك قرارا جزئيا بضم التجمعات الاستيطانية اولا وتأجيل قراره بضم غور الأردن الى مرحلة ثانية تخوفًا منه من رد فعل أردني قاسٍ في حال إعلانه عن ضم الغور أيضا وهو الأمر الذي يبعث عند نتنياهو تخوفًا من الرد الاردني الذي قد يكون بسحب السفير الاردني من اسرائيل أولا وفي حالة ضم الغور ربما الغاء اتفاقية السلام الموقعة بين الاردن واسرائيل . ونفس الموقف بسحب السفير سياتي من مصر التي قد تقدم على سحب سفيرها بعد ضم التجمعات الاستيطانية .
ومثل هذه التطورات كسحب السفير لن يكون لها تأثير كبير عند حكومة اسرائيل بعكس تخوفها من الغاء اتفاقات السلام لذا من المرجح ان لا يقدم نتنياهو في الايام القليلة المقبلة على ضم غور الاردن وسيؤجل الاعلان عن ذلك لمرحلة ثانية قد تأتي بعد ستة اشهر من الآن .
ليس موقف الأردن ومصر هو ما يتخوف منه نتنياهو بل التخوف الأكبر هو احتمال اندلاع انتفاضة واصطدام مع الشعب الفلسطيني في الضفة والقطاع وامكانات قيام انتفاضة عارمة لن يقل مفعولها عن الانتفاضة الاولى والثانية ناهيك عن مواجهة بموجة من رشق الصواريخ من قطاع غزة باتجاه اسرائيل في اعقاب الاعلان عن ضم المستوطنات وستكون المواجهة اعنف في حال الاعلان عن ضم غور الاردن .
أكثر الاحتمالات تشير الى أن قرار نتنياهو بالضم سيكون على مرحلتين الأولى ضم 10% وهي تجمعات استيطانية ثلاثة كبرى هي غوش عتسيون وتجمع مستوطنات ارئيل وتجمع مستوطنات معاليه ادوميم هذا كمرحلة اولى سنشهدها في العشرة ايام القليلة المقبلة فيما سيتم تأجيل الإعلان عن ضم غور الاردن تخوفًا من الرد السريع من قبل الاردن الى بعد ستة اشهر من الآن بغية انتظار نتائج الانتخابات في الولايات المتحدة واحتمال خسارة ترامب الداعم للضم مما سيقلب تطور من هذا القبيل كل الموازين وسيكون له انعكاسات على موقف الولايات المتحدة من الخطة .
ومهما حدث يظل التخاذل العربي والتقارب بين الحكومات العربية واسرائيل المحفز الأكبر للجوء بنيامبن نتنياهو لتنفيذ مشروعه ولا يغيب التعاون الاسرائيلي الاماراتي والاسرائيلي السعودي وعدم اتخاذ مصر موقفا صارمًا تجاه اسرائيل كل هذا سيزيد من تصميم نتنياهو في السير قدمًا نحو تنفيذ خطة الضم على مرحلتين ولا يخيفه مواقف الحكومات العربية المتخاذلة والخائنة للقضية الفلسطينية بل ما يخيفه رد فعل الشعب الفلسطيني في الضفة والقطاع والذي سيتمثل بانتفاضة حتمية كبرى في حال الاعلان عن الضم . زد على ذلك مظاهرات صاخبة ستندلع في الداخل الفلسطيني كذلك .