المجلس المحلي يسدد، خلال شهر واحد، خمسة معاشات
ويعد العدة لانطلاقة اقتصادية كبيرة
موقع سبيل - بقلم فريد غانم
يصادف اليوم، 17.12.2009، مرور عام بالضبط على استلامي منصب رئيس المجلس المحلي في المغار.
بهذه المناسبة أتوجه إلى أهلي في المغار، بدون استثناء، بأحر التبريكات والتهاني، بمناسبة الأعياد (عيد الأضحى المبارك قبل شهر، عيد الميلاد السعيد قريبا، راس السنة الهجرية الذي صادف اليوم، وعيد راس السنة الميلادية بعد أسبوعين).
ولكي لا نطيل عليكم، ولكن من منطلق واجبنا بإطلاعكم على بعض التطورات الهامة في عمل المجلس المحلي خلال العام المنصرم، نقدم فيما يلي تقريرا تلخيصيا مختصرا. ونريد أن نؤكد لكم، أهلنا وأحباءنا، أننا امتنعنا وسنمتنع عن المس بأي شخص، عملا بالمقولة: بدلا من أن تلعن الظلام، أشعل شمعة. وبطبيعة الحال، ليس بالإمكان أطلاعكم على كل التفاصيل.
كما أود أن أؤكد لكم أن نجاحنا الهام وإن كان جزئيا ويشكل مرحلة أولى، حتى الآن، هو ثمرة عمل مشترك، ساهم فيه جزء كبير من موظفي المجلس المحلي، وأعضاء الائتلاف بدون استثناء: الأخوة القائم بالأعمال زياد دغش، النائبان الحاج عبد مهرة وعيسى بشارة، وجابر عساقلة وإلياس سليمان والشيخ قاسم أبو زيدان ومفيد غانم ويوسف قيصر وسلامة سلامة وحسيب سعد. فكل منهم شارك، حسب ظروفه، ليس فقط في بحث القضايا بعمق وبشكل بناء، إنما أيضا بمشاركة فعلية وبشعور من المسؤولية الجماعية. ونجاحنا، حتى الآن، هو نجاح لجميعنا.
أولا، في المجال المالي:
قبل عام بالضبط بلغت قيمة العجز المالي حوالي 38 مليون شيكل، وقيمة الديون للمديين القريب والبعيد حوالي 36 مليون شيكل، أي ما مجموعه حوالي 74 مليون شيكل. وبعمل مشترك، في بعض الأحيان باتخاذ إجراءات مؤلمة لقسم من المواطنين وفي كل الأحيان بدراسة كل قضية بعمق وتعاون ورحابة صدر، نجحنا في وضع الأساس لاستقرار مالي نسبي، باعتبار ذلك خطوة هامة وأساسية نحو استقرار تام. وقد تمثل ذلك في:
- خلال الشهر الأخير (بين 18.11.2009 و 16.12.2009) دفعنا خمسة معاشات، وبهذا نكون قد سددنا 14 معاشا خلال 12 شهرا، بحيث بقي معاشان متأخران فقط. ونعمل على تسديد المعاشين المتأخرين، قريبا، بحيث سنبدأ قريبا في دفع كل المعاشات في أوانها. وهو تطور هام، خصوصا أن أكثر من عشرين سلطة محلية جديدة أصبحت غير قادرة على دفع المعاشات في وقتها، أي أنه في حين تراجعت الكثير من السلطات المحلية، تقدمت المغار في هذا الشأن. هذا فضلا عن تسديد ديون لضريبة الدخل وصناديق التوفير والاستكمال وغيرها.
- تم تقليص حجم العجز والديون، مقارنة بما كان عليه الوضع قبل عام. فمن بين الديون التي تم دفعها: أكثر من ثمانية مليون شيكل، حتى الآن، لضريبة الدخل وشركة مكوروت والمقاولين وصناديق التوفير والاستكمال وغيرها من الديون، بما فيها حوالي 5 مليون شيكل ديون للمدى البعيد وخصوصا القروض لمشاريع المجاري. هذا يعني أنه مقابل حوالي 76 مليون شيكل حجم العجز والديون مجتمعة قبل عام، فقد قلصنا قيمتها بأكثر من 8 مليون شيكل خلال عام، ناهيك عن تسديد العجز الجاري في مجال المياه بحوالي 3.5 إلى 4 مليون شيكل للعام الواحد. ونحن نعمل باتجاه تقليص قيمة الديون والعجز، بوتائر أكبر في العام القادم.
- حسب كل المعطيات، فإننا نسير نحو إنهاء العام 2009 بدون عجز، أو ربما بفائض سيكرس لتقليص إضافي في الديون القديمة، للمديين القريب والبعيد، ولتقليص العجز المتراكم في الميزانية. هذا علما بأن المجلس المحلي عانى منذ أكثر من عشر سنوات من عجز سنوي، خصوصا في ضوء التقليص الضخم في قيمة هبات الموازنة مننذ مطلع العام 2004.
ثانيا، في مجال البنية التحتية:
- نحن على وشك إتمام سلسلة من المشاريع، في بعض المدارس، فضلا عن تزفيت بعض الشوارع وإتمام الشارع الرئيسي من الجهة الشرقية، التي كان للمجلس المحلي دور هام في إتمامه, واستمرار العمل لإنهاء مجموعة من الشوارع الفرعية، من بينها شارع في حي راس الخابية وشارع في الحي الغربي وشارع في الحي الجنوبي.
- وخلال فترة قصيرة، سنشرع في سلسلة كبيرة من المشاريع بعضها ضخم، بعد أ، حصلنا على المصادقات من مختلف الجهات، من بينها إتمام البنى التحتية في حي الحريق والقيام بتعبيد عدد من الشوارع وبناية عصرية لمدرسة التعليم الخاص ومدرسة ابتدائية في حي الحريق وقاعة رياضية هي الأضخم في المدرسة الشاملة أ، ومجموعة من الملاعب الرياضية الصغيرة في عدد من الأحياء، ناهيك عن توفير الميزانيات لترميم غالبية المدارس الابتدائية.
- ونعمل، في الوقت نفسه، على إتمام المصادقات لميزانيات ومشاريع في مجال المجاري، بحيث تحل مشكلة لبعض خطوط المجاري والمضخات مما سيؤمن ارتباط حوالي 20% إضافية من البيوت لخطوط المجاري، ومما سيعني التخلص من الروائح الكريهة في غالبية الأحياء.
- نعمل، مقابل وزارة المواصلات والشركة الوطنية للطرقات، من أجل ترميم شامل للشارع الرئيس الذي يربط مداخل المغار الثلاثة، بما في ذلك إقامة دوارات ووسائل لتنظيم السير في المفترقات الرئيسة. وقد حصلنا على مصادقة لشق شارع خدمات إضافي من الجهة الجنوبية للشارع الرئيسي، بمحاذاة المنطقة الصناعية.
- بطبيعة الحال، سنعمل أيضا على تأمين الموارد لحل عشرات القضايا المعلقة، مثل بعض الشوارع غير المتممة، وفي ظل تحسن الوضع المالي وبطبيعة الحال، سنكرس كل الجهود لتقديم خدمات أفضل للمواطنين جميعا. وندعو المواطنين إلى "طولة الروح". فنحن ندرك أن بعض الأحياء تعاني من ضائقة في هذا المجال، وسنعمل على توفير الميزانيات لوضع الحلول، لأنه بدون ميزانيات لا نستطيع القيام بالمشاريع.
ثالثا، مشاريع تربوية واقتصادية كبرى:
1. بالإضافة إلى ذلك، يقود المجلس المحلي سلسلة من المشاريع التربوية والعلاجية والاجتماعية، في إطار ما يسمى برنامج "شميد" و"ترميم الأحياء" وغيرها من المشاريع الخاصة بالتعليم الرسمي والتعليم غير الرسمي. وتهدف هذه المشاريع إلى معالجة مشاكل الأطفال والشباب من مختلف الأجيال، بدءا بالجيل مبكر وحتى سن الشباب، وتعمل هذه المشاريع على إثراء الأهالي والمربين والطلاب، بمشاركة من اختصاصيين في كل المجالات. ومن المهم التأكيد أن تكلفة هذه المشاريع هي الملايين من الشواقل لكل عام.
2. وفي المجال الاقتصادي، وصلتنا بشرى بأن المغار أدرجت في إطار القرى المصنفة كقرية بأفضلية وطنية أولى، مما ستتم ترجمته إلى مساعدات كبرى في كل المجالات، بما فيها الاقتصادية. ومن المتوقع أن يعود هذا التصنيف علينا بالفائدة الكبرى، في كل مجال ومجال، في القريب العاجل.
3. أضف إلى ذلك أننا نجحنا، بعد جهد كبير، في ضم المغار سوية مع ثماني مدن وقرى عربية، إلى مشروع اقتصادي هام جدا صادر عن مكتب رئيس الحكومة (مصلحة التطوير الاقتصادي في الوسط غير اليهودي)، بحيث أن المبالغ التي ستستثمر في المغار وحدها خلال ثلاث سنوات هي أكثر من 30 مليون شيكل في أطار هذا المشروع وحده، وذلك لتشجيع الصناعة والاقتصاد والخدمات، مما سيوفر مئات فرص العمل ويعزز المداخيل الشخصية وكذلك المداخيل الذاتية للمجلس المحلي. والمغار هي القرية الوحيدة من بين قرى منتدى السلطات المحلية الدرزية والشركسية التي ضمت إلى هذا المشروع، الذي من المتوقع أن يستمر بعد السنوات الثلاث الأولى المقررة حاليا. وقبل أيام تم الشروع في التحضير لتنفيذ هذا المشروع على أرض الواقع، مما يعني أننا سنبدأ بالشعور بتأثيراته خلال العام القادم.
رابعا، الرياضة والشباب:
- نجحنا، بعد إغلاق متواصل، في إعادة فتح ملعب كرة القدم. سوية مع إدارة الفريق، التي تبذل الغالي والرخيص، نجح فريق المغار لكرة القدم في الحفاظ على مرتبة متقدمة، آملين بأن يرتقي إلى درجة أعلى في العام القادم.
- في الوقت نفسه، كرس المجلس المحلي موارد هامة لإعادة تأهيل الملعب، ونحن نعمل على تحسين الملعب وتوسيع بنيته، بما فيها فتح ملعب للتدريب، وسنواصل العمل على احتضان سلسلة من النشاطات الرياضية ورعايتها، مثل فرق الكاراتيه والباليه وغيرها، ولن نتأخر في دعم كل فريق رياضي وفقا لإمكانياتنا.
خامسا، تحسن جدي في الجباية:
- ما زالت الجباية في مجال المياه سيئة، مما يعني أن المجلس المحلي يسدد عجزا بحوال 3.5 إلى 4 مليون شيكل في هذا المجال سنويا، على الأقل لمنع قطع المياه عن المواطنين. بذلنا الكثير من الجهود في العام المنصرم، وسنبذل جهودا مضاعفة، لرفع نسبة جباية أسعار المياه، وإذا تم ضمنا إلى شركة المياه والمجاري، فستقوم هذه الشركة بجهود خاصة لجباية أسعار المياه. والمهم أن نؤكد أنه على المواطن أن يسدد أسعار المياه، باعتبار ذلك فرضا أخلاقيا من الدرجة الأولى. من جهة ثانية، نعود ونؤكد أن أسعار المياه قد ترتفع كثيرا، مما يحتم على كل مواطن التوفير في استهلاك هذه السلعة الضرورية.
- أما في مجال جباية ضريبة الأرنونا، فقد نجحنا حتى الآن في إحراز تقدم جدي ولكن غير كاف، وسنواصل بل سنعمق أجراءات الجباية حتى تلك المؤلمة. وهنا أيضا ندعو المواطنين إلى الإسراع في تسديد الديون، وعدم الانتظار حتى نهاية العام، أولا لكي يتجنبوا إجراءات محرجة مثل الحجوزات على حساباتهم، وثانيا لأن مساهمة كل مواطن مهما تكن متواضعة، هي هامة لتعزيز قدرات المجلس المحلي على تقديم خدمات أفضل وأرقى لمجمل المواطنين. وللتوضيح نضيف أن نسبة جباية ضريبة الأرنونا الجارية للعام 2008 وصلت 57%، ولكن يضاف إليها 40% من جباية الديون القديمة، والمجموع هو 74% تقريبا. بكلمات أخرى، النسبة 74% ليست لجباية الضريبة الجارية، وإنما تشمل أيضا جباية ديون قديمة. ونحن نسعى إلى الوصول إلى جباية جارية بنسبة 100%، وليس 57% فقط، هذا في حين إن الدلائل تشير إلى تحسن ملحوظ في الجباية لهذا العام مقارنة مع العام 2008.
الخلاصة: لم نتطرق في هذا التلخيص إلى سلسلة واسعة من النشاطات والمشاريع، بما فيها دعم الحركات النسائية والشبابية والمشاركة في نشاطات ثقافية وتربوية ودعمها، سواء في مجال الموسيقى أو الأدب والشعر أوالمسرح أو النحت والفنون التشكيلية وغيرها، بمساهمات هامة من مؤسسات وجمعيات لا يتسع المجال إلى ذكرها. ونحن نعمل على تحويل المغار إلى خلية نشاط ثقافي وتربوي، برعاية كل الفنانين والكتاب والشعراء فاتحين صدورنا لكل فنان وفنانة.
نحن نعلم أن أمامنا مئات المشاريع والقضايا العالقة، وعلى رأسها مسألة الخارطة الهيكلية التي من المتوقع خلال فترة قصيرة الشروع في دفعها إلى الأمام بما في ذلك الشروع في تنفيذ مسألة الدمج والإفراز (التي تتيح البناء في المناظق الجديدة التي أضيفت لمسطح القرية) والخرائط المفصلة. كما عملنا ونعمل على توسيع مناطق النفوذ، وقد شرعنا في ذلك أمام وزارة الداخلية، علما بأن توسيع مناطق النفوذ سيعني زيادة المداخيل الذاتية وتوفير المناطق لتوسيع المنطقة الصناعية ولأغراض أخرى. كذلك نعمل، خصوصا في ضوء مشروع التنمية الاقتصادية المذكور وفي ضوء اعتبار المغار قرية بأفضلية وطنية أولى، على تشجيع التصنيع والاقتصاد، سواء بتخفيض أسعار القسائم أو بتشجيع الاستثمار أو بسبسدة العمالة (أجور العمال والموظفين في بعض المرافق الاقتصادية) أو بتخفيض نسب الضرائب وغيرها وغيرها الكثير من الجوانب ذات الفائدة على مستوى الأشخاص والمجموع.
بناء عليه، من الواضح أننا نسير بخطى ثابتة نحو الاستقرار، مسجلين هذا العام سلسلة من الإنجازات في هذا المجال، تحضيرا لانطلاقة هامة على كل المستويات في العام القادم وفيما يليه. ونتوقع أن يكون العام القادم، على الرغم من الصعوبات واحتمال مواجهة بعض العقبات، عاما مثمرا أكثر بكثير من العام المنصرم. وكل ذلك بتضافر الجهود وبقيادة جماعية، سواء من أعضاء الائتلاف ومن الجمهور الكريم. هذا فضلا عن وضع خطة جذرية، سنعمل عليها خلال العام القادم، لعصرنة الطواقم البشرية في المجلس المحلي وإنجاعها وتفعيلها بشكل أفضل بكثير.
وكل عام ونحن، جميعا، بألف خير.
باحترام
المحامي فريد غانم،
رئيس المجلس المحلي