قدّرت وسائل إعلام إسرائيليّة عدد المتظاهرين أمام مقرّ إقامة رئيس الحكومة الإسرائيليّة، بنيامين نتنياهو، في شارع بلفور بالقدس، أمس، السبت، بأكثر من عشرة آلاف متظاهر.
وكتب المحلل السياسي لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، ناحوم برنيّاع، اليوم، الأحد، أنّ هذه المظاهرة الأكبر أمام مقرّ إقامة رئيس حكومة "في موجة الاحتجاجات الحاليّة، والمظاهرة الأكثر تسييسًا والمظاهرة الأكثر تركيزًا. كل الأسهم وجّهت نحو شخص واحد، جزء منها بلباقة (’كن سالمًا واستقل’) وجزء منها بصلافة (’إلى السجن’)".
وأضاف برنيّاع أنّ على نتنياهو أن يكون قلقًا "أولا بسبب الاستمرارية، فهذه الموجة (من الاحتجاجات) ترفض أن تتراجع؛ ثانيًا بسبب الشّباب الذين يأتون إلى التظاهرات جماعاتٍ؛ ثالثًا، وهذه الأخطر من ناحيته، بسبب اليمينيين المعارضين. وأنا لا أتحدث عن مجموعات خارجة عن القانون أو عنيفة تتجمّع حول الألتراسات.. هؤلاء سيورّطونه.. أنا أتحدّث عن أكثر من مليون مصوّت يمين".
وأوضح برنيّاع "عندما اعتقدوا أنه ينجح صوّتوا له. الآن، في ضوء الأزمة الاقتصاديّة والإدارة الفاشلة التي أبداها لمواجهة كورونا، ينظرون إليه بشكل مخلتف. لا يحبّون الخسارة. ليس مطلوبًا منهم الآن الدفاع عن أرض إسرائيل، ولا عن اليمين من اليسار أو عن اليهود من العرب. مطلوب منهم الآن الدفاع عن شخص واحد وعائلة واحدة" وتابع "في هذه الأيام الصّعبة، تهتمّ الناس أولا لعائلاتهم".
وادّعى برنياع أن نتنياهو لا يعرف كيف يتعامل مع موجة التظاهرات هذه، عبر احتوائها كما حدث في احتجاجات العام 2011 أو محاربتها في الشوارع. وتساءل "هل الطريق للتعامل مع الموجة الثانية هي الذهاب إلى انتخابات في تشرين ثان/نوفمبر؟ إن كان الحكم بناءً على الحماسة أمس في ساحة باريس بالقدس؟ بناءً على الغضب والفرح والتعطّش إلى التغيّير.. لست متأكدًا أن هذا هو الرّهان الصحيح".
في المقابل، استمرّ السّياسيّون والصحافيّون المحسوبون على نتنياهو في التحذير من "انجرار التظاهرات إلى عنف" رغم أنّ معظم الاعتداءات الذي سجّل حتى الآن، سُجّل من قبل أنصار نتنياهو.
فقالت وزيرة المواصلات المقرّبة من نتنياهو، ميري ريغيف، خلال لقاء مع القناة 12 أمس، السّبت، "لم يكن أبدًا رئيس حكومة مهدّدا بالقتل مثل نتنياهو"، وهو استمرار لتصريحات مشابهة أشار إليها وزير الأمن الداخلي، أمير أوحانا، يوم الجمعة، حذّر فيها من التظاهرات سوف تنتهي بإراقة الدّماء.
ودعت ريغيف إلى التشدّد في مواجهة المتظاهرين، قائلة "يجب عدم التسامح مع كل محرّض. هناك فرق بين مظاهرات ألم وبين متظاهرين تحريض ودعوة للعنف ضد رئيس الحكومة"، ووصفت المظاهرات بأنها "مصنع تحريض ضدّ نتنياهو".
واحتج عشرات الآلاف على حوالي 270 تقاطعا وجسرًا، في أنحاء البلاد، للأسبوع السادس على التوالي كجزء من احتجاج "الأعلام السوداء"، أمس، السبت، على "الأوضاع الاقتصادية" وسوء إدارة حكومة، بنيامين نتنياهو، للأزمة الناجمة عن فيروس كورونا المستجد.
ووصل آلاف المتظاهرين، مساء السبت، إلى تظاهرات رئيسية في القدس، وتل أبيب، وقيسارية، وتقاطعات طرق رئيسية في البلاد؛ وسار أكثر من 15 ألف متظاهر، في شارع "بلفور" في القدس، حيث مقر إقامة نتنياهو.
وفي القدس، سار أكثر من 10000 متظاهر من ساحة باريس، إلى الشوارع المجاورة وعادوا إلى الساحة ذاتها التي كانت الشوارع المؤدية لها، ممتلئةً بحشود من المتظاهرين الذين يهتفون بمكافحة الفساد وشعارات ضدّ نتنياهو، وفق القناة الإسرائيلية "12" عبر موقعها الإلكتروني.
اقرأ/ي أيضًا | عشرات آلاف المتظاهرين ضدّ نتنياهو وسياسته في 270 موقعا في البلاد
ونشر المئات من رجال الشرطة العلنية والسرية في منطقة ساحة باريس، وفي الشوارع التي سار فيها المتظاهرون.
وفي الساعة 11 مساءً، طلب منظمو احتجاج "الأعلام السوداء" من الشرطة، السماح باستمرار الاحتجاج طوال الليل، قائلين: "نحن في حدث غير مسبوق"، وقال منظمو الاحتجاج، إن "مئات الآلاف عاطلون عن العمل"، معتبرين أن "جيل كاملا سُحق لأن المتهم (نتنياهو الذي يخضع لتهم بشأن قضايا فساد) مشغول بمحاكمة".