لم تهدأ تبعات انفجار مرفأ بيروت منذ الثلاثاء الماضي، حيث تشهد العاصمة اللبنانية المنكوبة احتجاجات غاضبة تطالب بمحاسبة المسؤولين تحت شعار "يوم الحساب".
وارتفع عدد ضحايا انفجار مرفأ بيروت إلى 158 قتيلا، وأصيب أكثر من 6 آلاف شخص، فيما كشفت الاتصالات الواردة إلى الرقم الساخن للوزارة بأن عدد المفقودين المتبقين يبلغ 21.
وتسبب 2750 طنا من نترات الأمونيوم في انفجار ضخم هز بيروت الثلاثاء الماضي مخلفا دمارا هائلا في المرفأ، ومحيطه وفي عدد من شوارع العاصمة، وامتدت الأضرار إلى مسافات واسعة، كما تضررت مستشفيات عديدة في العاصمة، وباتت غير صالحة للاستخدام.
مظاهرات عنيفة
خرجت مسيرات، عصر اليوم، في العاصمة اللبنانية، تعبيرا عن الغضب من المسؤولين في محيط البرلمان اللبناني، حيث رشق محتجون غاضبون القوى الأمنية بالحجارة.
ونقلت قناة "mtv" اللبنانية وقوع مواجهات مباشرة بين المتظاهرين والقوى الأمنية بعد إزالة الأسلاك الشائكة في وسط بيروت، حيث علم عن مقتل رجل أمن حتى الآن فيما علم عن سيطرة المحتجين على مبان الحكومة.
وتعالت هتافات بعض المحتجين ضد "حزب الله" واصفين إياه بالإرهابي، فيما أقام الأمن والجيش حواجز لمنع اقتحام البرلمان.
وتحاول القوى الأمنية حصر المحتجين في بقعة جغرافية محددة مستخدمة القنابل المسيلة للدموع، بعد أن حاول المحتجون إزالة العوائق الحديدية الموضوعة أمام مدخل المجلس من قبل القوى الأمنية لإحداث ثغرة للدخول إلى المجلس.
وهتف المحتجون "بالروح بالدم نفديك يا بيروت" كما هتفوا "ثورة ثورة".
مشانق رمزية
علّق ناشطون لبنانيون المشانق الرمزية في ساحات بيروت وطرابلس، السبت، كدعوة منهم لمحاسبة المسؤولين عن الانفجار.
ووضع الناشطون تماثيل رمزية لبعض السياسيين في لبنان بينهم رئيس الجمهورية ميشال عون، والأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، ورئيس مجلس النواب نبيه بري.
كما رفع ناشطون، أمس الجمعة، قرب تمثال الشهداء في وسط بيروت، منصة عليها مشنقة في مشهد تعبيري للمطالبة بمحاسبة المسؤولين.
دعوات أمنية لضبط النفس:
من جهة أخرى، أعربت قيادة الجيش عن تفهمها "لعمق الوجع والألم الذي يعتمر قلوب اللبنانيين وتفهمها لصعوبة الأوضاع الذي يمر بها وطننا".
وذكّرت المحتجين "بوجوب الالتزام بسلمية التعبير والابتعاد عن قطع الطرق والتعدي على الأملاك العامة والخاصة، كما ذكرت أن للجيش شهداء جراء الانفجار الذي حصل في المرفأ".
استقالات في البرلمان
كان أول المستقيلين قبل يومين النائب مروان حمادة، المحسوب على الزعيم الدرزي وليد جنبلاط.ومساء الجمعة، أعلن النائب ميشال الضاهر انسحابه من تكتل النواب الموالين لعون في البرلمان، وكتب في تغريدة على حسابه على تويتر: "أمام هذه الكارثة الإنسانية وانسجاماً مع قناعتي ومواقفي السابقة أعلن انسحابي من تكتل لبنان القوي".
كما استقال نواب الكتائب الثلاثة، اليوم، إثر دعوة النائبة بولا يعقوبيان بدورها، إلى استقالات جماعية من البرلمان، داعية زملاءها إلى تقديم استقالاتهم الاثنين المقبل في المجلس.