بسم الله الرحمن الرحيم
{وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ}
صدق الله العظيم
أخواني أبناء الطّائفة الدّرزيّة الأكارم،
في أعقاب التّفشّي المقلق لوباء الكورونا في قرانا وبلداتنا، والإعلان عن بعضها كقرى حمراء تستدعي فرض تقييداتٍ صعبة وقاسية، نتوجّه إليكم مرّة أخرى بنداء قلبيّ صادقٍ، لنكون يدًا واحدةً في تحمّل المسؤوليّة الجماعيّة، من أجل الخروج من هذه الأزمة الصّحّيّة العامّة.
على الرّغم من البيانات السّابقة الّتي أصدرناها في هذا الصّدد، وتحذيرنا المستمرّ الدّائم من مغبّة التعامل غير المسؤول الّذي نشهده بين صفوف أهالينا وقرانا، لا زلنا وببالغ الأسف، نلاحظ خلال الفترة الأخيرة تراخيًا خطيرًا في التّقيّد بالتّعليمات المفروضة، وذلك خلال حفلات الأعراس ومراسم المآتم، الّتي أضحت في قرانا وبلداتنا مسبّبًا رئيسيًّا وراء ارتفاع أعداد المصابين الّذين تخطّوا الألف، وهم في ازدياد يومًا بعد يوم، وعلى وجه الخصوص من فئة كبار السّنّ، الّذين يتلقّون العلاج في المستشفيات بظروفٍ استثنائيّة بعيدًا عن العائلة. هذا، ناهيكَ عن ارتفاع حالات الوفاة في بعض القرى جرّاء الوباء، الأمر الّذي حتّم إجراء الجنازات وفقًا لتقييداتٍ لم نعهدها سابقًا، وهو ممّا زاد حدّة الألم والأسى عند أقارب المتوفّين.
علينا أن نذكر أنّ الواجب الأخلاقيّ يفرض علينا أخذ هذه التّطوّرات على محمل الجدّ، حفاظًا على صحّة من نحبّ وعلى السّلامة العامّة، مستذكرين أنّ التّقييدات والمآسي الّتي نشهدها مؤخّرًا، مرهونةٌ في عنق كلّ من يستمرّ في مخالفة التّعليمات والتّوجيهات، معرّضًا عائلته وأبناء بلده ومجتمعه للتّدهور الخطير في كلّ مناحي الحياة.
متدّينين وغير متدّينين، شيبًا وشبابًا، نساءً وأطفالاً، نناشدكم جميعًا مرّة أخرى بالتّقيّد بالتّعليمات والبيانات الصّادرة عن وزارة الصّحة والجهات المختصّة، واتّباع التقليل قدر الإمكان من التجمّعات والتجمهرات، والاختصار كلّ الاختصار في سائر المناسبات واللّقاءات.
داعين بزوال هذه الغمامة قريبًا
أخوكم موفق طريف.
الرّئيس الرّوحيّ للطّائفة الدرزية.
رئيس المجلس الدّينيّ الدّرزيّ الأعلى.
أخوكم
جبر حمود
رئيس مجلس ساجور المحلي.
رئيس منتدى السلطات المحلية الدرزية.
الجمعة 4.9.2020