أصدر المكتب الناطق بلسان وزارة الصحة حول موضوع الكورونا للإعلام العربي البيان التالي:
"أكثر ما يؤلمني هو مشاهدة مرضى الكورونا عبر الشاشة وهم يتألمون ويبكون ولا أستطيع مد يد العون لهم، خصوصًا وأن الدخول إليهم يتطلب سلسلة طويلة من الإجراءات الوقائية". بهذه الكلمات المؤثرة عبرت الممرضة غادة صلالحة الشيخ من بلدة أبو سنان ونائبة الممرضة المسؤولة عن قسم الكورونا الثالث "كيتر "أ"، في مركز الجليل الطبي في نهاريا عن الوضع داخل أقسام الكورونا. وأضافت: "خلف البدلة الواقية والكمامات نشعر بأننا فقدنا صورة الإنسان التي فينا. أخفينا معالم وجهنا والابتسامة التي تعودنا عليها في وجه المريض. نبكي ونحزن ونتألم لوجعهم وعجزهم وقلة حيلتهم أمام هذا المرض. يعرفوننا كإسم ليس كوجه يميزنا عن سائر الطواقم الطبية".
وتقول غادة صلالحة الشيخ التي تعمل في القسم الجديد الذي افتتح قبل أسبوعين فقط ويرقد فيه اليوم 32 مريض كورونا نصفهم ممن توصف حالتهم بالخطيرة: "الوضع صعب للغاية.. أنا شخصيا شاهدت حالات لأشخاص وصلوا الى المستشفى مع أعراض خفيفة كارتفاع الحرارة والسعال الخفيف وخلال ساعات قليلة أو أيام تدهورت حالتهم الى الخطر بشكل سريع جدا، ومن بين هؤلاء مرضى في الثلاثينيات والأربعينيات والخمسينيات من عمرهم وليسوا مع خلفية مرضيّة بل كانوا معافين تماما، وقد اضطررنا لنقلهم الى وحدة التنفس الاصطناعي، وشاهدنا حالات وفاة ايضا".
وتشعر الممرضة غادة صلالحة الشيخ بنوع من الضبابية والغموض وربما بنوع من العجز في مواجهة المرحلة المقبلة التي تدخل فيها أمراض الشتاء والانفلونزا الموسمية بقولها: "هناك تخبط معين. الطواقم الطبية مرهقة جسديا ونفسيا، وانا شخصيا لم أخرج الى عطلة منذ شهر آب الماضي، أي منذ أكثر من سنة، ولا ننسى أن أعدادًا كبيرة من أفراد الطواقم الطبية يتواجدون في حجر صحي، ومن واجبنا نحن أن نملأ هذا الفراغ".
وتابعت: "نحن نتواصل مع المرضى عبر الشاشات، نشاهد معاناتهم ولا نسمعهم، نشاهدهم يتألمون ويبكون، وحين نلاحظ علامات الخطر عليهم، فإن من واجبنا خلال دقيقتين الى خمس دقائق أن نتزود بكل ملابس ووسائل الوقاية وندخل اليهم، وللأسف فإن هؤلاء الأشخاص يشتكون من الألم، ومن العزلة والانفصال عن افراد العائلة ومن الوحدة لذلك أقول اننا نفقد صورة الانسان التي فينا إزاء هذه المواقف المفزعة. كل هذا ناهيك عن لحظات الموت حين لا يعود الجسم يتجاوب مع العلاجات ونقف عاجزين، لا حول لنا ولا قوة ونشاهد المريض عبر الشاشات وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة، وسط عدم قدرة العائلة على توديعه أو إلقاء النظرة الأخيرة عليه".
واختتمت الممرضة غادة صلالحة الشيخ الحديث عن الصور البشعة التي تعرض امامها كل يوم بالقول: "لو أردت الحديث عمّا رأيت أحتاج الى كتاب. أخطط لكتابة دفتر مذكرات أسرد به معاناة المرضى والطواقم الطبية. رأيت والدات جدد لن يتمكنّ من إرضاع أطفالهنّ. الفيروس غيّر فينا الكثير وأخذ منا ابسط حقوقنا كبشر".