موقع سبيل - من غالب سيف
قام وفد من القوى الوطنية في الطائفة العربية الدرزية بزيارة تضامن ودعم لأهالي القدس المحتلة الذين يتعرضون لعملية تطهير عرقي من قبل السلطات الإسرائيلية. تكون الوفد من عدة أطر وهيئات وطنية فاعلة على الساحة العربية الدرزية وهي: لجنة المبادرة العربية الدرزية، لجنة التواصل الدرزية – عرب ال-48، اللجنة الشعبية للدفاع عن أراضي الكرمل وحركة الحرية للحضارة العربية. ترأس الوفد الشيخ علي معدي رئيس لجنة التواصل الدرزية – عرب ال-48 ، وكان في إستقبال الوفد كل الأطر الفلسطينية الوطنية والإسلامية .
كانت المحطة الأولى لزيارة الوفد في المسجد الأقصى المبارك، حيث كان لقاء مع المسؤولين في دائرة الأوقاف الإسلامية وتم التباحث في الوضعية الكارثية التي وصلت لها القدس والمسجد الأقصى والسبل لمواجهتها. جدير بالذكر أن قوات الاحتلال حاولت منع الوفد من الدخول للمسجد الأقصى ولم تسمح له بالدخول إلا بعد جدال وأخذ ورد وبعد إحتجاج الشيخ عبدالعظيم سهلب الذي قال لضابط شرطة الإحتلال : " نعم هذا الوفد من المسلمين " . كان في استقبال الوفد الشيخ عبد العظيم سلهب- رئيس مجلس الأوقاف، الشيخ عزام الخطيب- مدير أوقاف القدس، الدكتور إبراهيم ناصر الدين- مدير لجنة الإعمار والسيد مازن أهرام- مسؤول مساجد القدس. افتتح اللقاء وأداره الأستاذ جهاد سعد- سكرتير لجنة المبادرة الدرزية ، الذي قال: "جئنا نتضامن مع أبناء شعبنا ضد جرائم الاحتلال وموبقاته"، الشيخ علي معدي – رئيس الوفد قال: "جئنا لنعلن للعالم أجمع، أن للمقدسات حرمات، وللشعوب حقوق، وللأرض أصحاب"، كما وناشد "جميع القادة الفلسطينيين، بتحكيم الضمير والعقل، والسير قدمًا على طريق المصالحة والوحدة"، وأضاف: "على حكومة إسرائيل أن تعلم، أن الشرائع السماوية، والقوانين الدولية، والعدالة الإنسانية، تضمن للمقدسات حرمات مصانة، وللشعوب حقوقًا مشروعة". الكاتب محمد نفاع- أمين عام الحزب الشيوعي الإسرائيلي وعضو سكرتارية لجنة المبادرة العربية الدرزية قال: "لنا الشرف في الالتقاء مع أبناء شعبنا العربي الفلسطيني ونؤكد على رفضنا تقسيم شعبنا إلى طوائف، وأكبر شوكة في حلق الحركة الصهيونية هي البقاء في أرضنا. السلطة الإسرائيلية تتعهد إلهاءنا في بعضنا لتستسهل تمرير مؤامراتها علينا". الشيخ كمال حمزة حلبي- رئيس اللجنة الشعبية للدفاع عن أراضي الكرمل تحدث عن استمرار مسلسل مصادرة الأراضي في الكرمل والجليل، وقال: "القدس في خطر وأرضنا في الكرمل في خطر ومنذ نكبتنا في ال-48 وحتى اليوم ". إحسان مراد- رئيس حركة الحرية للحضارة العربية قال : "نرفض وندين ونستنكر ما تقوم به سلطات الاحتلال من أعمال إجرامية وغير أخلاقية بحق شعبنا الفلسطيني"، وأضاف أن "قانون التجنيد الإجباري جاء لضرب وحدة شعبنا وعزل الطائفة العربية الدرزية عن أبناء أمتها العربية". الشيخ عبد العظيم سلهب رحب بالوفد في المسجد الأقصى وقال: "نعتز بلقائنا بكم فأنتم جزء مهم من أبناء شعبنا الفلسطيني. بنو معروف عُرِفوا بوقوفهم في وجه الاستعمار. ونعوِّل على أبناء شعبنا في الداخل لدعم صمودنا في وطننا". بعد ذلك قام الوفد بالتجول في أزقة البلدة القديمة وزار كنيسة القيامة، وقدم السيد محمود جدة شرحًا عن المعالم الأثرية وتاريخها وتحدث عن المشاريع الإسرائيلية لتهويد القدس.
من ثم انتقل الوفد إلى حي سلوان أو ما تسميه سلطات الإحتلال " مدينة داوود" والتقى هناك بمفتي القدس والديار المقدسة سماحة الشيخ محمد حسين وأعضاء لجنة حي البستان. تحدث في اللقاء عدد من أعضاء الوفد الذين أكدوا على الوقوف إلى جانب أهالي سلوان في نضالهم ضد مصادرة الأراضي وهدم بيوتهم ومحاولات ترحيلهم. تكلم باسم القوى الوطنية في القدس السيد راسم عبيدات الذي قال : "تجمعنا وحدة الدم والمصير، والاحتلال يستهدف كافة شعبنا عن طريق عملية الأسرلة والتهويد". وأضاف: "على كافة أبناء شعبنا الوقوف إلى جانبنا لأن سياسة الاحتلال لا تفرق بين فلسطيني وآخر. نشد على أياديكم وأهلا بكم بين أبناء شعبكم". أما سماحة الشيخ محمد حسين قال : "أننا نقف في صف واحد أمام الخطر الاحتلالي الداهم الذي لا يوفر أحدًا من أبناء شعبنا". وخاطب الوفد قائلا: "ما يدور في أجسامكم من دماء وما ينبض في قلوبكم من نبضات هما دماء ونبضات مخلصة. نشد على أياديكم ونحيي بكم هذه الروح الصامدة من أجل حماية كل القرى العربية في الجليل والكرمل والمثلث والنقب وقرى الساحل والقدس وغيرها . أنتم من سلالة المجاهدين والثوار يا أبناء معروف الأشاوس ". ممثل عن حي البستان قدم شرحًا عن مخططات التهويد والهدم والإقتلاع الإسرائيلية في الحي عامة وفي منطقة البستان خاصة . الشيخ كنج عزة من الوفد أكد على "ضرورة الوحدة لكي نتمكن من التصدي لهذا المشروع اللئيم، فقضيتنا واحدة ومشروعهم يهدف إلى إذلالنا، لذلك يجب رفع صوتنا ضد الاحتلال وعلى القيادات الفلسطينية أن تتوحد في وجه الاحتلال وعلى النظام المصري إيقاف مشروع الساتر الفولاذي وفتح معبر رفح ". الشاعر نايف سليم ألقى قصيدة مؤثرة عن القدس.
المحطة الأخيرة كانت في حي الشيخ جراح، حيث زار الوفد خيمة اعتصام لإحدى العائلات التي قام المستوطنون بطردها من بيتها والاستيلاء عليه، والتقى مع أصحاب البيوت الذين يعانون الأمرين في ظل غياب منزل يؤويهم. تحدث ممثل الحي السيد أبو أيمن غاوي عن معاناة الأهالي من مخططات التطهير العرقي وهدم البيوت ومحاولات ترحيلهم عن مدينتهم. من ثم تحدثت صاحبة المنزل السيدة أم كامل الكرد عن تجربتها الذاتية المريرة مع سلطات الاحتلال وقطعان مستوطنيه ودعت جميع أحرار العالم للوقوف مع أهالي القدس وقالت : " وزير السياحة الإسرائيلي حاول إغرائي بدفع 15 مليون دولار ثمن بيتي الذي طردونا منه ورفضنا هذا العرض وما زلنا متمسكين بحقنا بالرجوع إليه" . وتكلم عدد من أعضاء الوفد , ومما قاله الكاتب محمد نفاع : " أحسن وأفيد وأنجع رد على مؤامرات الإحتلال وموبقاته وعلى المستوطنين المجرمين وإعتداءتهم هو المقاومة ومن خلال الوحدة النضالية " , وألقى الشاعر نايف سليم قصيدة معبرة. وألقى السيد هاني عيساوي كلمة باسم القوى الوطنية في القدس حيى فيها الوفد واستذكر نضالات أبناء الطائفة العربية الدرزية في وجه المخططات الإسرائيلية وثمن الزيارة وما تحمله من تضامن وتكافل بين أبناء الشعب الواحد" . يذكر أنه تواجدت حول خيمة الاعتصام قوات من حرس الحدود ومجموعة من المستوطنين الحريديم الذين حاولوا استفزاز الوفد.