موقع سبيل - من نزيه حلبي

بعد أن رفضت اللجنة اللوائية واللجنة القطرية جميع الاعتراضات التي تقدم بها سكان دالية الكرمل والسلطة المحلية، وبعد أن تقرر المصادقة نهائيا على الخارطة الهيكلية (ع د /300)، بتاريخ 20/4/2005 استأنفت "جمعية الدفاع عن أراضي الكرمل" إلى المحكمة المركزية في حيفا، مطالبة بإلغاء الخارطة الهيكلية من اجل توسيعها وإدخال تعديل عليها يلاءم الوضع القائم ويفي باحتياجات سكان دالية الكرمل للسنوات القادمة. وقد مثل جمعية الدفاع عن أراضي الكرمل في التماسها هذا "مؤسسة عدالة".

 وقد حضر الجلسة التي عقدت اليوم الخميس 7/1/10 في المحكمة المركزية بحيفا أعضاء الجمعية: فهمي حلبي رئيس الجمعية، خليل حلبي، الشيخ زهدي عيسمي، الشيخ معين مقلدة، احمد صالح، توفيق زيدان ونزيه حلبي. والمحامي علاء محاجنة من "مؤسسة عدالة". 

وقد تبين خلال البت في الالتماس، بان هناك أكثر من 600 معرضين للهدم، كونهم أقيموا على مخططات شوارع أو مناطق عامة، كذلك هناك عدد آخر من البيوت التي أقيمت في مناطق زراعية، بالإضافة إلى حوالي ال2000 بيت لم يتم ترخيصهم لأسباب مختلفة. وقد أشارت القاضية خلال جلسة المحكمة إلى انه لا يعقل أن لا يصادق خلال 30 عام أو أكثر على خارطة هيكلية، لأسباب سياسية أو أخرى، وان يطلب اليوم هدم تلك البيوت.

وتقرر بعد المداولة وباتفاق الأطراف إلغاء الخارطة الهيكلية الحالية (ع د /300) وإعداد خارطة هيكلية أخرى بدلا عنها، تلائم احتياجات السكان مع إدخال التعديلات اللازمة عليها. ذلك بعد قيام جهات التخطيط بالتشاور مع "جمعية الدفاع عن أراضي الكرمل" وإشراك أعضاء الجمعية بصورة تامة في التخطيط، كذلك سماع ملاحظاتهم التفصيلية وأخذها بعين الاعتبار خلال إعداد الخارطة الجديدة.

وأعلنت القاضية عن تأجيل النظر في القضية لبضعة أشهر من اجل تطبيق قرار المحكمة ومتابعة تنفيذ العمل في إعداد الخارطة الجديدة.    

وقد أعرب أعضاء الجمعية بعد الجلسة عن ارتياحهم الشديد من قبول المحكمة التماسهم وتفهم الوضع، خاصة إشراكهم في إعداد الخارطة الجديدة. كونه اثبت بدون شك انه لولا نضالهما العادل والموضوعي والمجهود الذين قاموا به على مدار سنوات طويلة، لبقيت الخارطة الهيكلية التي صودق عليها وخنق سكان دالية الكرمل ضمن محيط ضيق، كذلك إبقاء خطر الهدم قائم فوق عدد كبير من البيوت. وبذلك فقد أثبتت جمعية الدفاع مرة أخرى انه بالمثابرة والعمل العقلاني والجهد المتواصل، يمكن التوصل إلى حلول مرضية، وليس عن طريق وسائل الإعلام والتملق والمداهنة.