ضرب زلزال مدمر هايتي مما أدى لوقوع دمار واسع النطاق، وسط مخاوف من سقوط آلاف الضحايا بين قتيل وجريح. وأفادت الأنباء الواردة من هايتي بأن وسط العاصمة بور أو برنس، دُمر بشكل كبير، حيث انهار تماما أو تضرر عدد من المباني بشدة من بينها القصر الرئاسي ومقر بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة والفنادق والمنشآت الحكومية.
وأفاد شهود عيان بأن مشاهد من الفوضى أعقبت الزلزال الذي بلغت قوته 7.3 درجة مقياس ريختر. وقد أدى انقطاع لاتصالات الهاتفية الأرضية والنقالة إلى عرقلة عمليات الإنقاذ، بينما قال علماء إن الدمار الناجم عن الزلزال سيكون كبيرا نظرا لقرب مركزه من سطح الأرض.
وقد أعلن سفير هايتي في المكسيك ان رئيس هايتي رينيه بريفال "على قيد الحياة" اثر الزلزال الكبير الذي دمر القصر الرئاسي.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيليب كراولي ان الدبلوماسيين الأمريكيين في بور او برنس "شاهدوا العديد من الجثث في الشوراع وعلى الارصفة" موضحا أن هناك العديد من القتلى تحت الأنقاض.واشار كراولي إلى أن الولايات المتحدة بدأت تنظم مساعدتها الطارئة لارسالها
الى هايتي.
وقال أحد السكان الذي اضطر الى المشي عدة كيلومترات للعودة الى منزله وسط مشاهد الذعر ان "وسط بور او برنس قد تدمر, انها كارثة حقيقية".
ووصف موظف انساني الوضع في بور او برنس بانه "فوضوي" واعرب عن خشيته من وقوع "الاف القتلى", حسب ما قال مسؤول في المنظمة الأمريكية غير الحكومية "كاثوليك ريليف سيرفيسيز".
ومن ناحيته, اعلن مسؤول في الامم المتحدة ان عددا كبيرا من موظفي المنظمة الدولية في هايتي هم في عداد المفقودين بعد الدمار الكبير الذي لحق بمقر المنظمة الدولية.
وقالت أنباء أن جثث آلاف الضحايا طمرت تحت ركام الأنقاض،وتسود حالة من الهلع بين السكان الذين فروا إلى الشوارع، وتجمع الآلاف منهم فيها، بينما حل الظلام على عاصمة هايتي التي يقطنها نحو مليوني نسمة.
وافاد صحافي في وكالة فرانس برس ان الهزة استمرت لاكثر من دقيقة وكانت من القوة بحيث شعر بها ركاب السيارات, وخرج السكان من منازلهم الى الشوارع خوفا من هزات اخرى.
وفي واشنطن, اعلن سفير هايتي في الولايات المتحدة ريمون جوزف ان الزلزال الذي ضرب هايتي الثلاثاء تسبب بـ"كارثة كبيرة".وقال لمحطة التلفزيون الاميركية "سي ان ان" بعد اتصاله بوزارة الخارجية الهايتية "اعتقد انها فعلا كارثة كبيرة".
وقد أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أنه يتابع الموقف في هايتي مؤكدا استعداد بلاده لتقديم مساعدات فورية.وقال اوباما في بيان "ان افكاري وصلواتي تتوجه الى الذين ضربهم هذا الزلزال" مضيفا "نتابع الوضع عن كثب ونحن مستعدون لتقديم المساعدة الى الشعب الهايتي".
وقد بدأت وزارة الخارجية الأمريكية والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية وقيادة الجنوب تنسيق جهودها لمساعدة هاييتي.وقالت وزيرة الخارجية الأمريكية إن بلادها ستقدم مساعدات عسكرية ومدنية فورية إلى هايتي، وأضافت أن الولايات المتحدة تجمع معلومات عن مدى تأثير الهزة على شعب هاييتي.
وأصدر الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون عبر فيه عن قلقه وتضامنه مع شعب هاييتي، وأكد التزام الولايات المتحدةبمساعدة هاييتي في عمليات الإنقاذ والبناء فيما بعد.
وقال البنك الأمريكي للتنمية إنه سيؤمن مساعدة طارئة لهاييتي بقيمة 200 ألف دولار. وأعلنت الإدارة الأمريكية إرسال اول فريق من المنقذين الى هايتي وهم سيعملون على تفتيش الانقاض بحثا عن احياء
ويتألف الفريق من 72 شخصا وستة كلاب ويحملون معهم خصوصا حوالى 48 طنا من تجهيزات الانقاذ بحسب ما جاء في بيان للوكالة الأمريكية للمساعدة على التنمية "يو اس ايد".
وأوضح البيان أن خبراء في الكوارث الطبيعية سيرافقون المنقذين لمساعدتهم على تقييم الوضع في العاصمة الهايتية التي يقطنها مليونا شخص تقريبا
وقال مركز تسونامي في منطقة المحيط الهادئ، الثلاثاء، إن من ضمن الدول التي شملها الإنذار، جمهورية الدومينيكان وكوبا وجزر الباهاماس.
وأضاف المركز أن " تهديدا بحدوث تسونامي مدمر على نطاق واسع غير قائم بناء على قاعدة البيانات التاريخية الخاصة بحدوث الزلازل وموجات تسونامي".
وأضاف قائلا "لكن هناك إمكانية حدوث تسونامي محلي يمكن أن يؤثر على السواحل الواقعة على مسافة لا تبعد بمائة كيلومتر عن مركز الزلزال".
وحدثت هزتان ارتداديتان بلغت قوة الأولى 5.9 درجة على سلم ريختر في حين بلغت قوة الثانية 5.5 درجة وذلك بعد دقائق من حدوث الزلزال.
وذكرت التقارير أن مركز الزلزال يبعد بمسافة 22 كيلومترا غربي بور أو برانس، حسب مركز المسح الجيولوجي الأمريكي.
ويُذكر أن هايتي هي أفقر دولة في الجزء الغربي من الكرة الأرضية.