يصادف اليوم الثلاثاء 30.3، الذكرى الـ45 ليوم الأرض، وتتزامن الذكرى، مع فترة تفوق فترة يوم الأرض سوءً على الشعب الفلسطيني، فمن الانقسام الفلسطيني المستمر، إلى تغوّل اليمين الاسرائيلي بقيادة نتنياهو، وحتى انقسام في الداخل بين الاحزاب، بعد انفصال الحركة الاسلامية عن القائمة المشتركة وخوض الاحزاب لانتخابات الكنيست بقائمتين في حملة غير مسبوقة بحجم التراشق والمناكفات، إلى الضعف والهوان العربي الذي يتزامن مع انقسام شديد مليء بالكراهية والطائفية منذ ما يسمى الربيع العربي حتى اليوم .
وزارة التربية والتعليم الاسرائيلية تمنع ادخال ذكرى يوم الارض في كتب التاريخ او المدنيات، كذلك ذكرى النكبة والعديد من الأحداث الهامة في تاريخ الشعب الفلسطيني وذلك بهدف تغييب الوعي عن الجيل الجديد، ورغم محاولات لجنة متابعة التعليم، والاحزاب العربية والجمعيات وغيرها، لتمرير هذه المعلومات للأجيال الشابة، إلّا أن هنالك شريحة كبيرة، لا تعرف ما هو "يوم الأرض"، ولا مجزرة كفر قاسم، ولا حتى النكبة. ولهذا، نعتبر انه من واجبنا كوسيلة اعلام، أن نعمل على ايصال الحقيقة والقصة التاريخية لجميع فئات الشعب الفلسطيني والعالم، وبشكل خاص الأطفال والشباب.
فما هي قصة #يوم_الأرض ؟؟
يوم يخلد فيه الفلسطينيون ومعهم العالم -في 30 مارس/آذار من كل عام- ذكرى مصادرة السلطات الاسرائيلية آلاف الدونمات في الجليل والمثلث والنقب، ما تسبب في اندلاع مظاهرات حاشدة، سقط فيها شهداء وجرحى.
تهويد الجليل
ترجع قصة يوم الأرض إلى عام 1976 عندما أقدمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي على مصادرة نحو 21 ألف دونم لتنفيذ مشروع أطلقت عليه "تطوير الجليل" وكان عبارة عن عملية تهويد كاملة للمنطقة، ما دفع أهل الداخل الفلسطيني للانتفاضة ضد المشروع.
مس القرار بشكل مباشر أراضي بلدات عرابة وسخنين ودير حنا وعرب السواعد ومناطق أخرى من الجليل والمثلث والنقب، أضيفت إلى أراض أخرى صودرت من قبل بغرض بناء مستوطنات جديدة.
وللرد على القرار تداعت لجنة الدفاع عن الأرض وعلى رأسها عدد من القياديين أبرزهم القائد توفيق زياد، بتاريخ 1 فبراير/شباط 1976 لعقد اجتماع عاجل في الناصرة، نتج عنه إعلان إضراب عام شامل في 30 مارس/آذار من السنة نفسها احتجاجا على ما جرى.
وبادرت الشرطة الاسرائيلية والجيش إلى الرد بدموية على الاحتجاجات وأطلقت النار بشكل عشوائي على محتجين فلسطينيين صبيحة يوم الإضراب، ما أدى إلى ارتقاء ستة شهداء من الداخل الفلسطيني، وسقوط عشرات الجرحى.
شهداء يوم الأرض الأول الذين إرتقوا في الثلاثين من آذار عام 1976 على يد الجيش الإسرائيلي وهم:
الشهيد خير ياسين ( عرابة )
الشهيد محسن طه ( كفر كنا )
الشهيدة خديجة شواهنة ( سخنين )
الشهيد رجا ابو ريا ( سخنين )
الشهيد خضر خلايلة ( سخنين )
الشهيد رافت زهيري ( نور شمس )
وتؤكد مصادر فلسطينية أن الاحتلال صادر ما بين 1948 و1972 أكثر من مليون دونم من أراضي القرى العربية في الجليل والمثلث، إضافة إلى ملايين الدونمات الأخرى التي سيطرت عليها بعيد نكبة 1948.
ومنذ ذلك اليوم (30 مارس/آذار 1976)، ما فتئ الفلسطينيون في الداخل والضفة وغزة والشتات، والعرب ومعهم المتعاطفون بالدول الأجنبية يحتفلون بذكرى يوم الأرض، لتجديد تشبثهم بأرضهم المحتلة، وبحق العودة.