صباح اليوم، حضر الآلاف من مشايخ الطّائفة من الجليلين والكرمل والجولان إلى دالية الكرمل، وذلك للمشاركة في مراسم الزّيارة السّنويّة لمقام سيّدنا أبو ابراهيم عليه السّلام. وكان في استقبالهم مشايخ البلدة ووجهائها، ومن بينهم الشّيخ أبو منير قاسم نصرالدّين قيّم المقام، السّيّد رفيق حلبي رئيس المجلس المحلّي ولفيفٌ من أهالي القرية. وقد حضر الزّيارة برفقة الرئيس الروحي للطائفة فضيلة الشيخ موفق طريف، الشّيخ أبي يوسف صالح القضماني والشّيخ أبو سليمان فارس شمس وسياس الخلوات من مختلف القرى.
خلال الاجتماع، تحدّث فضيلة الشّيخ موفق طريف عن رمزيّة تزامن الزّيارة وبدء أيّام العشر المباركة، متطرّقًا إلى أوضاع الطّائفة على الصّعيد الإقليميّ وخاصّة في سوريا ولبنان، مشيرًا إلى أنّ الطّائفة في البلاد كانت ولا تزال على أهبة الاستعداد للتّنسيق مع القيادات اللّبنانيّة من أجل تقديم كلّ ما يلزم لنصرة الأهل في لبنان إثر تردّي الأوضاع الاقتصاديّة هناك.
كذلك فقد تطرّق فضيلته بإسهاب إلى قضيّة العنف المستشري في القرى والبلدات واصفًا إيّاه بالآفة الّتي تقضّ المضاجع، ومؤكّدًا على ضرورة اجتثاثه من الجذور وعقاب من كل من اتّخذ العنف وسيلةً بدل السّلم والحوار، وقد طالب فضيلته الشّباب بإحياء أيام العشر بصورة حضاريّة راقية، والامتناع عن استعمال المفرقعات وإزعاج كبار السّنّ.
يُشار أنّه بعد انتهاء مراسم الزّيارة في دالية الكرمل، قام فضيلة الشّيخ موفق طريف يصحبه مئات المشايخ إلى خلوات قرية عسفيا، مباركين ما تمّ إنجازه في السّنة الأخيرة من عمليّات توسيع وترميم واسعة النّطاق في الخلوة الشرقيّة والخلوة الوسطانيّة، وقد كان في استقبالهم شيوخُ قرية عسفيا وسائسي خلواتها الشّيخ ربيع أبو ركن والشّيخ إبراهيم منصور والشّيخ نزيه كيّوف.
خلال زيارته الخلوات، تحدّث فضيلته عن معاني العشر وقدسيّتها وعن صوت الموحدّين الواحد والموحَّد في بقلع الأرض، مؤكدًّا أنّه فقط بوحدة الصّفّ والتّكاتف ستنجح الطّائفة في صدّ كلّ محاولات المسّ بالكيان التّوحيديّ وأداء رسالة التّوحيد.
هذا وتوجّه فضيلته إلى كافّة أبناء الطّائفة في كلّ مكان مهنّئًا إيّاهم مع قدوم ليالي العشر المباركة الّتي تحمل بين ثناياها معاني القداسة والمعرفة، داعيًا أن نستغلّها لنعود بقلوبنا إلى المحبّة والتّسامح وتلاقي القلوب في معارج المحبّة والتّوحيد.