بسم الله الرّحمن الرّحيم
مع حلول عيد الأضحى المبارك، نتقدّم بأجمل التّهاني القلبيّة وأعطر الأمنيات الأخويّة، إلى عموم أبناء طائفة الموحّدين الدّروز في البلاد والخارج، وإلى أبناء الأمّة الإسلاميّة جمعاء، رافعين الأيدي والقلوب إلى علّام الغيوب، سائلينه عزّ وجلّ أن يعود الأضحى عليكم والجميع في صحّة وسلامة وهدأة ضميرٍ وبال.
لا شكّ أنّ هذه المناسبة المباركة الجليلة كانت ولا تزال واحدةً من بوصلات الأمن والأمل في قلبِ عباد الله المؤمنين، في حين يتوقّف كلُّ إنسانٍ مع ذاته وأعماله، متفكّرًا فيما قدّم من أعمال، مستذكرًا ما تفضّل عليه النّاسُ خلال العام من إحسان، ومحاسبًا نفسَهُ على تقصيرها أو إساءتها في حقّ الآخرين، ليسعى بصدقِ العزم والنّوايا إلى إعادةِ بناء الجسور، وفتح قنوات التّواصل والتّحاور ولو طال الانقطاع.
فقط هكذا تتمّ أيّها الأخوة بهجةُ هذا العيد السّعيد، الّذي صار منذ قديم الزّمان نهجًا أخلاقيًّا متوارثًا، يذكّرنا بضرورة التّضحية بالأنا من أجل الجميع، وتتبّع سُبُل الفضيلة في تقبّل ومحبّةِ الغير رغمَ كلّ الفروق والاختلافات.
هذه هي رسالة الأضحى المبارك الّذي نستضيفه مجدّدًا بعد مضيّ عامٍ على جائحة الكورونا، حيث سنعودُ مرّةً أخرى خلال هذا العيد لفتح أبواب البيوت، وللاجتماع مع العائلة والأقارب والأصدقاء، وإحياء الشّعائر الدّينيّة والصّلوات، مُراقبين ببالغ الأسف ارتفاعَ أعداد المصابين، وإمكانيّة تفشّي هذه الجائحة المقيتة من جديد، وهو ما يدعونا جميعًا للعودة والاستمرار بأخذ الحيطة والحذر وتحمّل المسؤوليّة الجماعيّة، واتّباع كافّة التّعليمات والتّوجيهات الوقائيّة الرّسميّة، حفاظًا على السّلامة العامّة وصحّةِ المحيطين.
في الختام، نبتهل الى الله عزّ وجلّ أن يوفّق أبناء طائفتنا الدّرزيّة العزيزة أينما كانوا وأينما حلّوا، وأن يعودَ علينا عيدُ الأضحى في العام المقبل، وقد وفّقنا الحظّ بلقاء إخواننا أبناء الطّائفة من سوريا، ولبنان، والأردن والجاليات، وهم يعيشون في أمنٍ وسلامٍ ومحبّةٍ واستقرار، مناشدين كافّة القيادات الدّرزيّة في كلّ مكان بالحفاظ على التّلاحم والتآلف، وحدة الكلمة والصّفّ والموقف.
كذلك ندعوه تبارك وتعالى ببركة هذا العيد وقدسيّة تاريخه ومعانيه، بحلول السّلام المنتظر فوق ربوع بلادنا ودول العالم أجمع. هناك، حيث نستطيع أن نعيش معًا تحت شعار الإنسانيّة الّذي لا يعرفُ التّفريق والتّمييز.
أضحى مبارك للجميع، وكلّ عام وأنتم بألف خير!