في اجتماعٍ روحيّ مهيب، حضر صباح اليوم المئات من شيوخ طائفة الموحّدين الدّروز من الجليلين والكرمل والجولان إلى مقام سيّدنا بهاء الدين عليه السّلام في قرية بيت جنّ الجليليّة، وذلك لإحياء الزّيارة السّنويّة الرّسميّة للمقام، وأداء الصّلوات الدّينيّة التّقليديّة.
في مستهلّ كلمته، هنّأ فضيلة الشّيخ موفق طريف الرّئيس الرّوحيّ للطّائفة الدّرزيّة عموم الشّيوخ والزّائرين مع حلول الزّيارة تزامنًا مع عطلة عيد الأضحى المبارك، متطرّقًا إلى أهميّة الحفاظ على وحدة الصّفّ بين كافّة أفراد المجتمع وتعزيز ثقافة الحوار بينهم. كذلك، فقد عبّر فضيلته عن دواعي الأسف والألم بما خلّفته فترة العيد هذه من وفيّات شبابيّةٍ خلال فترة العيد، مناشدًا الشّباب باتّخاذ الحذر والحيطة، واتّباع التّعقّل في كافّة المعاملات والتّصرّفات مع أبناء الطّائفة وسائر المجتمعات والطّوائف.
أمّا عن قضايا الطّائفة في البلاد والشّرق الأوسط، فقد تطرّق فضيلته بإسهابٍ إلى أوضاع الطّائفة في لبنان في ظلّ الأزمة الاقتصاديّة الحاليّة، مؤكّدًا استمرار الاتّصالات مع الزّعامات الدّرزيّة اللّبنانيّة لتتبّع الأوضاع هناك، والقيام بما يلزم في حال اقتضى الأمر.
أمّا عن أوضاع الطّائفة في سوريا، فقد أوضح فضيلته أنّه وعلى الرّغم من الهدوء الأمنيّ النّسبيّ هناك، لا تزال بعضُ الأيادي الخبيثة تحاول دقّ الأسافين في الجبل والعبث في مصيره ومصير أهله، الأمر الّذي يحتّم وفق فضيلته وقفةً موحّدةً واستمرارًا في متابعة الأحداث عن قريب. وقد أكّد فضيلته أنّ الاتّصالات بينه وبين شيوخ العقل في الجبل كانت ولا تزال قائمةً ومستديمةً، في حين نقل عنهم طلبهم لأبناء الطّائفة في البلاد بعدم تناقل الأخبار المشبوهة الّتي يروّج لها البعض قبل التّحقّق من مصادرها وحقائقها.
في ذات السّياق، عبّر فضيلته عن وقوفه إلى جانب أهالي بيت جنّ بعد أعمال العنف الّتي حدثت مؤخرًّا هناك، مؤكّدًا أنّ هذه الاعتداءات المهدّدة للأمن والأمان مرفوضةً جملةً وتفصيلًا، ومناشدًا الشّرطة من أجل الكشف عن الجُناة المجرمين وإنزال العقوبة بهم وفقًا لما ينصّه القانون.
هذا، وشكر فضيلته أهالي وشيوخ وسيّاس خلوات بيت جنّ ورئيس المجلس المحلّيّ المحامي راضي نجم، مُثنيًا على حُسن استقبالهم المشرّف، وفتح قلوبهم وبيوتهم بكلّ ترحابٍ أمام الضّيوف.
يُذكر أن مراسم الاستقبال شملت كلماتٍ ترحيبيّةً لكلّ من رئيس مجلس بيت جنّ المحلّيّ، وأعضاء البرلمان علي صلالحة ومفيد مرعي، اللّذين صرّحا بأنّهما سيعملان معًا وبتعاون مطلق إلى جانب قيادات الطّائفة من أجل مصلحة القرى المعروفيّة وضمان مستقبل أهلها.