إلى الأصدقاء في قاسيون بُقعاثا في الجولان السوري
( 1 )
عـَلـى جـَفـْن ِ الـبـنـَفـْسـَج ِ وَطـَي َّ رُمـْشـِه ِ
رأيـْت ُ وَجـْه َ حـَبـيـبـي الآسـِر َ بـطـَلـََّتـِه ْ الـسـاحـِرَة !
لـَحـْظـَة َ هـَل َّ، كـانـَت ْ قـَطـَرات ُ نـَدى ً
تـَتـَلألأ ُ راقـِصـَة ً عـَلـى جـَفـْن ِ الـْبـَنـَسـَج ْ .
لـَحـْظـَتـَهـا انـْسـَكـَب َ مـَطـَر ٌ طـالـَمـا " غـَيـَّثـنـا " لـَه ُ
فـَضـَجـَّت ْ بـِه ِ انـْبـِهـارا ً مـَزاريـب ُ جـولانـِنـا .
وَراح َ يـَفـكُّ قـَيـْدَه " بـانـيـاس ُ " الـحـالـِم ُ بـعـُرس ِ ربـيـع
فراحـَت ْ أمـّي تُعـانـِق ُ ، مـُلـْتـاعـَة ً ، مـَوْج َ " الـْبـَحـْرة "!
وكـان َ شـَدَّهـا الحـَنـين ُ إلـى شـواطـِئ " سـَمـَخ ِ" الـمـُسـْتَحـمـَّة
بـرذاذ ِ مـاء ٍ سـَح َّ مـن بـيـْن ِ أنـامـِل َ الإلـه ِ بـانـْيـاس ِ الـْجـولانـي .
( 2 )
أيـُّهـا الأنـْبـِيـاء الـعـاشـِقـون َ ، أصـْدِقـاء ُ الـشـَّمـْس ِ
لا أكـْتـُمـُكـُم ْسـرا ً ، فَطـَلـَّة ُ حـَبـيـبـي جـولانـِيـَّة !
فـي فـَمـي هـُو ََ أعـْذب ُ نـَشـيـد ِ نـاي ٍ
أغـَنـّيـه ِ عـِشـْقـي فـي الـعـَشـِيـات ِ والـْبـُكـور ْ .
سـَريـرُه ُ مـن خـَشبِ سـِنـديـان
كـان صـلـْبـا ً كـَصـَخـْر ِ هـَضـَبـة ِ قـاسـِيـون.
زَيـَّن َ حـَوافـيـه ِ بـقـُشـور ٍ وَرْدِيـَّة
اسـْتـَعـارَهـا مـِن ْ شـَجـَرَتـَي ْ كـَرَز ٍ وَتـُفـّاح .
رَأيـْتـُه ُ ، كـان َ رَهـيـن َ مـَحـْبـَسـَيـْن
يـَعـْشـَق ُ الـْوِدْيـان َ وَمـَراحـات ِ الـنـُّجـوم ْ !
غـزاه ُ سـَحـَرَة ٌ في لـَيـْلـَة ِ عـِتـِم ْ
فـأحـاطـوا سـَريـره ُ بـِأشـواك ٍ مـُدْمـِيـَة .
صـار َ كـالأمـيـرَة ِ الـنـاعـِسـَة ، عـَيـْنـاهـا
تـُسـاهـِر ُ الـنـُّجـوم وتـَفـَتـِّش ُ عـَن ْ كـَمـشـَة ِ ضوْء.
وَخـِشـْيـَة َ أن ْ يـَطـالـَه ُ بـَرْدٌ وَلـَسـْع ُ ريـح
أحـاط َ هـامـَتـَه ُ الـشـامـِخـة بإكـلـيـل ِ غـار .
حـاكـَه مـِن رُمـوش ِ زَهـْر ِ الـْبـَنـَفـسـَج ْ
وَمـن ْ نـُتـَف ِ ثـَلـْج ٍ مـُضـيـئـَة ٍ كـَلـِحـْيـَة ِ " شـَيـْخ ٍ وَقـور ".
وَراح َ يـرقـب ُ طـَلـَّة َ الـصـُّبـْح ِ الـضـاحـِك ِ كـَمـَبـْسـَمـِه َ
يـَطـْلـُع ُ فـي سـَمـاء ِ بـُقـْعـاثـا ومـَجـْدَل ْشـَمـْس ْ .